تحركات غاضبة في عدة ولايات أمريكية ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه

تونس.. مظاهرات حاشدة تضامنا مع فلسطين ومطالبة البرلمان بالتصديق على قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل

 

 

الثورة  / قاسم الشاوش

تتواصل ردود الفعل المنددة بمجازر العدو الصهيوني وجرائمه البشعة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، حيث شهد عدد من عواصم الدول العربية والعالم تظاهرات وتنديدات بهذه الجرائم والانتهاكات لحقوق أبناء فلسطين جراء عدوانه المستمر منذ الــ28 من رمضان على قطاع غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة وسط صمت دولي وتخاذل أممي، وطالبت هذه التظاهرات المجمتع الدولي والمنظمات الأممية بتحمل المسؤولية الكاملة إزاء هذه الجرائم وما يمارسه العدوان الصهيوني بحق الفلسطينيين من قتل وتشريد وتهجير قسري، ومحاسبة هذا العدو كما دعت هذه التظاهرات إلى تحريم وتجريم التطبيع مع هذا الكيان المحتل والغاصب.
تضامناً مع الشعب الفلسطيني، شهدت العاصمة التونسية أمس، مظاهرات حاشدة تضامنا مع الفلسطينيين ضد القصف الإسرائيلي، مطالبة مجلس الشعب (البرلمان) بالتصديق على مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات معبِّرة عن دعمهم لفلسطين، والتنديد بالقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 10 أيام، والذي خلف مئات الضحايا شهداء ومصابين.
كذلك رفع المتظاهرون شعارات ضد رئيس البرلمان، وهو زعيم “حركة النهضة”، الحزب الإسلامي، راشد الغنوشي، مطالبين بالتصديق على مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل.
وكان مجلس الشعب في تونس، قد اصدر أمس ، بيانا عبَّر فيه عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد “ما يمارسه الكيان الصهيوني الغاصب على الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والـضفة وداخل أراضي48 المحتلة ، وما خلفه من تدمير وتهجير وتهويـــد وأعـمال إرهــــــــابية وحــشية وعنصرية اسـتهدفت المدنيين الفلســـطينيين الـعزل”.
وأدان النواب في جلسة عامة للبرلمان، اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي ووصفوها بـ”الوحشية” و”الإرهابية”.
كما أدان “سياسة الاستيطان والحصار والتمييز العنصري التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني”.
أمر غير مقبول
إلى ذلك أعلن سفيان ميموني، السفير الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة- خلال اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي- “إن تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية العنف أمر غير مقبول وسيكون مصيره الفشل”،وشدد السفير الجزائري على أن “التصعيد الأخير هو نتيجة مباشرة لسياسة قوات الاحتلال التي تقوّض فرص السلام وإقامة الدولة الفلسطينية”.. وطالب المسؤول الجزائري “باتخاذ الإجراءات التطبيقية لوضع حد للعنف، واستعمال الوسائل الدبلوماسية لإلغاء الإجراءات غير القانونية المتخذة من قبل سلطات الاحتلال”.
وكان مسؤول العلاقات في “لجنة إغاثة الشعب الفلسطيني” بالجزائر كريم رزقي، قد كشف في اتصال مع الميادين، أن بعثة طبية إغاثية جزائرية ستتوجه إلى غزة، مشيراً إلى أن هناك “خطة عملية قد تمّ وضعها لإغاثة منكوبي العدوان الإسرائيلي في عموم فلسطين، وقد جرى إقرارها في جمعية علماء المسلمين والجمعيات الجزائرية المعنية بالعمل الإغاثي والإنساني”.
من جهتها، أعلنت منظمة المحامين الجزائريين عن إطلاق مبادرة لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية، بالتنسيق مع منظمة المحامين العرب ومنظمة المحامين الفلسطينيين.
وكانت الجزائر قد أعلنت في وقت سابق، عن وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.. وأطلقت حملة تضامن ودعم للقدس والشعب الفلسطيني، تحت شعار “القدس يداً بيد”، وذلك ضد محاولات التهجير والانتهاكات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، في القدس المحتلة، لا سيما في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح..وفي إثر البطولات التي تسطّرها المقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودكّ مستوطناته بالصواريخ، وجّهت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد رسالة إلى المقاومين قالت فيها إنه “لولا وضعها الصحي لكانت في مقدّمة صفوفهم”.
إنقاذ الشعب الفلسطيني من العدوان الوحشي
من جانبه جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني دعم بلاده للشعب الفلسطيني وقضيته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة.
ودعا روحاني- في كلمته أمس خلال جلسة مجلس الوزراء الإيراني- الدول الإسلامية إلى بذل أقصى جهودها لنصرة الشعب الفلسطيني وإنقاذه من العدوان الوحشي الذي يشنه الكيان الإسرائيلي عليه، مؤكداً أن النصر النهائي سيكون حليف هذا الشعب.
وقال روحاني إن “ما نشاهده اليوم هو صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وغيره من المنظمات وامتناعها عن اتخاذ أي قرار لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين”.
وفي سياق آخر أكد روحاني أن حكومته تواصل محادثاتها مع أطراف الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، حرصاً على مصالح الشعب الإيراني وسعياً لرفع الحظر الظالم المفروض عليه.
إلى ذلك أدان رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، بشدة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وقتل الفلسطينيين من الأطفال والنساء في الضفة الغربية، معرباً عن انتقاده لصمت المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان تجاه هذه الجرائم الإسرائيلية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا ) عن قاليباف قوله إن “صمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان تجاه أبشع الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني يبعث على الدهشة”، داعياً إلى إزالة هذه “الغدة السرطانية” من قلب العالم الإسلامي.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي إلى 222 شهيداً بينهم 63 طفلاً إضافة إلى إصابة أكثر من 1500 آخرين بجروح مختلفة بينهم 450 طفلاً.
المساواة بين المحتل والضحية تثير الاشمئزاز
من جهة أخرى طالب عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين ونواب في البرلمان الأوروبي، الاتحاد الأوروبي بتغيير مواقفه الداعمة والمنحازة لـ “إسرائيل” في العدوان الذي تشنه على الفلسطينيين..وفي هذا السياق، طالبت ماريا أرينا، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، خلال جلسة للبرمان استمع خلالها النواب إلى موقف الاتحاد مما يجري في فلسطين المحتلة، باستخدام ما يلزم من نفوذ لوقف “العنف الممنهج من جانب الاحتلال ونظام الأبرتهايد ضد الشعب الفلسطيني”.
وأَضافت المسؤولة الأوروبية: “إن خطابات المساواة بين المحتل والضحية تثير الاشمئزاز، هل يتوجب علينا أن نذكر بأننا أمام قوة احتلال هي “إسرائيل” وشعب محتل هو الشعب الفلسطيني؟ هل يتوجب التذكير بما استنتجته منظمات دولية وإسرائيلية أيضاً، بأننا أمام نظام فصل عنصري “أبارتهيد”؟ نعم يجب على الاتحاد الأوروبي أن يطالب بوقف أعمال العنف لكن أيضاً عليه القيام بما في وسعه وبما يملك من نفوذ لوقف العنف الممنهج من قبل الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
بدوره، دعا ممثل الكتلة اليسارية في البرلمان الأوروبي “مانو بيبييدا” الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون عند مستوى المسؤولية أمام شعب فلسطيني قُتل الكثير من أبنائه خلال الأيام الماضية من قبل قوات الاحتلال.
وقال في جلسة الاستماع إن 212 فلسيطيناً تم اغتيالهم بالغارات الإسرائيلية على المدنيين من بينهم 74 طفلاً، بالإضافة إلى عدد آخر من المتظاهرين السلميين في الضفة الغربية المحتلة وآلاف الجرحى، و”الاتحاد الأوروبي” يندد فقط باطلاق الصواريخ من غزة! ماذا يفعل الاتحاد الأوروبي لإيقاف هذه المجزرة؟ في حين يواصل نتنياهو سكب الزيت على النار من أجل البقاء في السلطة؟”، وأضاف: نقول هنا إن الولايات المتحدة وحدها قادرة على تقديم الحلول لكن الولايات المتحدة تقدم الحماية لإسرائيل، وقد رأينا ذلك في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، وطالب الاتحاد بوقف التعاون مع “إسرائيل” وتجميد البرامج الممولة من قبل الاتحاد، وبأن “يكون عند مستوى المسؤولية تجاه شعب فلسطيني فقد الكثير من أبنائه”.
من جهته، طالب النائب اليساري كريس مكمانوس بمحاسبة “إسرائيل” أمام المحاكم الدولية بسبب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وقال: إن وقت الدعوات لوضع حد للانتهاكات قد انتهى وعلى الاتحاد الأوروبي أن يقوم بخطوات إجرائية لإنهاء نظام الفصل العنصري، وأن يتوقف عن مقاربة الوضع على أساس قوتين متساويتين، إنما الواقع أن هناك قوة محتلة تسحق شعباً وأمة بكاملها، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يوقف تماماً استيراد البضائع الإسرائيلية المنتجة في المستوطنات غير الشرعية.وذّكر مكمانوس بقول المناضل الأسطورة ضد الفصل العنصري نيلسون مانديلا الذي قال: “حريتنا ستكون دائماً ناقصة إن لم يتمتع الشعب الفلسطيني بحريته”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اجتمع أمس الأول على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن دول الاتحاد تؤيد تماماً ما أسماه “حق إسرائيل بالدفاع عن النفس، على أن يتم ذلك بطريقة متناسبة مع احترام القانون الدولي الإنساني”، في حين ندد بوريل باسم الاتحاد بما وصفه الهجمات الصاروخية العشوائية “التي تشنها حماس والجماعات الإرهابية الأخرى على الأراضي الإسرائيلية”.
وشهدت العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، تظاهرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني في وجه ما يتعرض له من اعتداءات صهيونية، وبحسب الإعلام الأرجنتيني، فقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة لفلسطين وساروا في مسيرة باتجاه السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما احتشدت الجاليات العربية في ساحة فلسطين الشهيرة، وعبّر المحتشدون عن تضامنهم من المقلب الآخر من الكرة الأرضية، رافضين كلّ أنواع الإجرام بحقّ شعب يتمسّك بأرضه وهويته هذا وكان السفير الفلسطيني مروان بوريني على رأس المشاركين في الفعاليّة.
ولم تهدأ المسيرات والتظاهرات في إسبانيا تضامنا مع الشعب الفلسطينيّ، وكان آخرها في مدينة فالنسيا تحت عنوان “لستم وحدكم فنحن إلى جانبكم”.
إلى ذلك قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إن القصف الإسرائيلي للبنية التحتية المدنية في غزة والذي أسفر عن استشهاد 217 شخصا من بينهم 61 طفلا و36 امرأة “أمر لا يمكن التسامح معه أو تبريره في سياق الدفاع المشروع”.
وأضاف أسيلبورن في حديثه عبر الفيديو خلال اجتماع غير عادي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقده الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مساء أمس الأول أن “الإحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة من تأجيل للانتخابات الفلسطينية والتهديد بطرد العائلات الفلسطينية التي عاشت لأجيال في (الشيخ جراح) والعنف ضد المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان أكد أن حل الدولتين أصبح على نحو متزايد حلما كاذبا”.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يدعو بشكل منهجي إلى التشكيك في حل للدولتين تكون فيه القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين.
وحشية كيان الاحتلال
وفي ولايتي نيويورك وميشيغن والعاصمة واشنطن، في الولايات المتحدة،شهدت تظاهرات حاشدة جابت الشوراع منددة بعنصرية ووحشية كيان الاحتلال الإسرائيلي تجاه ما يرتكبه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وأغلق مئات المتظاهرين والناشطين جزءاً من الجادة الثانية (نيويورك) أثناء تجمعهم أمام البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة، للتعبير عن غضبهم من إسرائيل والدفاع عن حركة المقاومة الفلسطينية.
وفي واشنطن، نظّم مناصرو فلسطين فعالية احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية، تنديداً بالصمت الامريكي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة والقدس المحتلة.

قد يعجبك ايضا