عدن تحترق بنارين.. حر الصيف وحروب المرتزقة المتفشية

 

لا مرتبات في عدن وانهيار كلي للخدمات والعملة.. وكهرباء مقطوعة بكذبة «المنحة السعودية»
دعوات لمظاهرات غداً الجمعة احتجاجاً على تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء

تسوء الأوضاع الخدمية والمعيشية في مدينة عدن ، في ظل فوضى متشظية تزداد حدة مع تفاقم الصراعات بين أجنحة المرتزقة الذين يتصارعون على مدينة عدن والسيطرة عليها ، صراع يتصاعد وفق خرائط يرسمها النظام الإماراتي المارق الذي يتولى الدور الأبرز على حساب السعودي.

الثورة / /تقرير/ عدن

وفي ظل ترد غير مسبوق في خدمات الكهرباء والمياه والطرق والمعيشة ، يستمر انهيار الريال مقابل العملات الأجنبية ، وهو ما جعل الأسر القاطنة في مدينة عدن تعاني بشكل غير مسبوق في ظل تعدد الأزمات المرتبطة بحياة المواطنين، وهو ما يهدد بانفجار شعبي وشيك بدأت ملامحه تتشكل بعد مرور سبعة أعوام على اجتياح الإماراتيين والمرتزقة المدينة.
وضاعف انقطاع الكهرباء في ظل حرارة الصيف المرتفع معاناة المواطنين في عدن وأبين ولحج على وجه أخص نظرا للمناخ الحار الذي تتمتع به هذه المحافظات، مصادر لـ”الثورة” أشارت إلى أن الكهرباء تكاد تكون معدومة في ساعات النهار، فيما يتم تشغيلها في جزء من ساعات الليل ، وتلفت المصادر إلى أن احتياج عدن من الطاقة الكهربائية إلى أكثر من 502 ميغاوات، في وقت لا ّ تتوفر فيه المولدات التي يتم تشغيلها 216ميغا وات، وفقا للمؤسسة العامة للكهرباء في عدن.
ورصدت المصادر في مستشفيات عدن تفشيا لأمراض الحمى والضنك وغيرها في ظل ترد غير مسبوق في الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات في مدينة عدن ، وأشارت إلى أن المشافي الحكومية والخاصة تستقبل عشرات الحالات المرضية المصابة بالاختناق والمتردية أوضاعها من المصابين بأمراض مزمنة، نتيجة ارتفاع الحرارة بشكل غير مسبوق وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة تصل إلى 10 ساعات، مقابل 4 ساعات للتشغيل، على نحو متفرق خلال اليوم الواحد.
وقبل أيام تحدثت السعودية – التي تشن الحرب على اليمن –أنها أوصلت دفعة مشتقات نفطية لدعم الكهرباء في عدن والمحافظات التي يحكمها مرتزقتها، وقالت إنها تقدر بـ591,909 أطنان من مادة الديزل، و304,351 طن من المازوت، إلا أن عدن وكافة المحافظات في الجنوب المحتل ما تزال غارقة في الظلام ، المصادر أكدت لـ”الثورة” أيضاً أن التيار الكهربائي لا يكاد يأتي إلا ساعات قليلة في اليوم وأن المواطنين لم يلمسوا أي تحسن في التيار الكهربائي.
ويعاني أبناء مدينة عدن على وجه أخص من انعدام المياه ، حيث لا تصل نهائيا في معظم مديريات المدينة ، بينما تنقطع لفترات طويلة عن المديريات الأخرى ، حتى بات أبناء عدن يوفرون المياه من خلال الحمير التي انتشرت مؤخرا في أحياء المدينة ويذهبون لجلب المياه من مناطق بعيدة.
كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الشهرين الأخيرين بشكل جنوني – حسب مصدر خاص بـ”الثورة” ، ارتفاعات تزامنت مع استمرار التردي في قيمة الريال اليمني مسجلا مستوى غير مسبوق من الانخفاض أمام الدولار ، ولفت المصدر إلى أن سعر الدولار الواحد وصل إلى 900 ريال يمني.
ورغم الانهيار المتسارع للريال في المدن المحتلة من قبل الإمارات والسعودية يواصل مرتزقة العدوان ضخ العملات النقدية المطبوعة إلى مناطقهم، حيث وصلت قبل أيام حاويات تحمل مليارات الريالات المطبوعة بشكل غير قانوني وبدون غطاء نقدي ، طباعة يهدف العدوان ومرتزقته منها إلى إحداث حالة تضخم هائل يسبب إحداث انهيار اقتصادي شامل يهدد الملايين بالجوع.
ورغم قيام مرتزقة العدوان قبل أعوام بنقل عمليات البنك المركزي إلى عدن وقرصنة السويفتات الخاصة به ، يشكوا أبناء عدن والمحافظات المحتلة من تأخر رواتب في عدد من قطاعات الوظيفة العامة كالتربية والتعليم والكهرباء وغيرها ، وهي عوامل أدت إلى بؤس وحرمان ومعاناة لا حد لها.
إلى ذلك خرج متظاهرون في مدينة عدن احتجاجا على انقطاع الكهرباء ، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات واسعة من قبل نشطاء ، لإقامة احتجاجات كبرى في عدن ، ورغم وجود العامل الكافي للتظاهرات والخروج إلا أن ما يبدو أن هذه الاحتجاجات ستؤسس لجولة جديدة من الصراع المسلح بين فصائل الارتزاق والعمالة ، إذ برز المحسوبون على ما يسمى المجلس الانتقالي في واجهة الداعين إلى التظاهرات وهو ما يكشف توظيف الانتقالي التابع للنظام الإماراتي المارق لاستخدامها ضد الطرف المحسوب على المرتزق هادي ، وهو ما يفاقم معاناة المواطنين ويحشرها في زاوية الصراعات العبثية والفوضى المتشظية في عدن منذ إخضاعها لحكم المأجورين والغزاة.
وأثارت دعوات للتظاهر يوم غدٍ تنديدا بتدهور الأوضاع في محافظة عدن جدلا واسع النطاق ، ورغم التفاعل الضخم من دعوات التظاهر إلا أن أطرافاً محسوبة على جماعة المرتزق هادي وحكومته العميلة عارضتها ، وانقسم المتفاعلون مع هذه التظاهرات ما بين أصوات تدعو للتظاهر في المعلا وأخرى تدعو لنقلها إلى مكان أخر ، فيما يثار جدل كبير حول الشعارات والأعلام التي يجب رفعها خلال هذه التظاهرة ، وهو ما يعكس حالة الانقسام والتشظي التي تضرب عدن جراء الاحتلال المارق والصراعات بين جماعاته ومرتزقته وأتباعه ، حالة تحشر المواطنين بين زوايا المعاناة والبؤس ، وبين أفق مسدود أمامهم، إذ أن المرتزقة يتقاسمون بين مستفيد من التحركات الشعبية ، ومتصد لها.

قد يعجبك ايضا