الساسة الصهاينة يديرون الحرب على غزة بعقلية عصابة تستمرئ سفك الدم وتستقوي على النساء والأطفال
في الذكرى الـ 73 للنكبة: “إسرائيل” تعود إلى سيرتها الأولى “عصابات” تلاحق العرب في فلسطين 48
الثورة / إبراهيم الوادعي
حلت الذكرى الـ73 لنكبة فلسطين على وجه مغاير لما عهدته في السنوات الماضية منذ سيطرت العصابات الصهيونية بدعم من الاحتلال البريطاني آنذاك على وسط فلسطين وغرب القدس عام 48م، منذ ذلك الحين توارت العصابات الصهيونية تحت مظلة ما سمي بكيان “إسرائيل” و”جيش الدفاع الإسرائيلي” الذي تشكل قوامه من تلك العصابات وأبرزها الهجناة وشتيرن التي مارست بحق السكان العرب أبشع الجرائم والمذابح وأشهرها مذبحة دير ياسين.
الأحداث في فلسطين -التي نشبت على خلفية الهجمة الصهيونية الجديدة على القدس وطرد الفلسطينيين من منازلهم في الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى- عادت بالزمن والوقائع عقودا إلى الوراء، إلى العام 48م تحديدا إلى حيفا وعكا واللد والرملة وأم الفحم وكافة مناطق الوسط الفلسطيني المحتل عام 48م وصولاً إلى بئر السبع في جنوب فلسطين، ووصولاً كذلك إلى الجليل وعاصمته الناصرة والتي جرى احتلالها عام 56م، حيث صمد فلسطينيون في منازلهم وقراهم بوجه المذابح وحملات التهجير وحرق المنازل من قبل عصابات صهيونية امتهنت مهاجمة الأحياء العربية ومنازل العرب للتضييق عليهم وإجبارهم على الرحيل بعد أن تحقق لها شيء من النجاح النسبي الكبير في الشريط الساحلي الفلسطيني وجعله يهوديا خالصا بفعل الجرم المفرط والذي لم يفصل بين كبير وصغير.
الهبة الفلسطينية من أجل الأقصى والقدس على امتداد الأراضي الفلسطينية لم تغير فقط المعادلات التي حاولت “إسرائيل” إرساءها بالفصل بين فلسطينيي 48م وفلسطينيي 67م وتقسيم حتى كل جزء، فهناك المقدسيين، وهناك غير المقدسيون على صعيد الجزء المحتل عام 48م، وفي المقلب الآخر هناك فلسطينيو الضفة وهناك غزة، وخارجاً عن جميع أولئك هناك فلسطينيو الشتات، وهؤلاء جرى تصنيف كل منهم على أساس البلد المقيم فيه والتعامل معه وفق هذا الاطار، وبمباركة من أنظمة عربية سعت وعملت أكثر من الإسرائيليين أنفسهم على دفن القضية الفلسطينية لعقود خاصة من المطبعين العرب وفي مقدهم النظام السعودي الذي قدم مبادرة سلام تقوم على التخلي عن حق العودة ودفع الأموال للفلسطينيين العام 2002م وعرفت بمبادرة بيروت العربية للسلام، وللتذكير حينها فقد ردت “إسرائيل” حينها باقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية وارتكاب مجزرة بشعة بحق سكانه بعد تسوية معظم منازله بالأرض.
المواجهات المشتعلة في بين العرب والعصابات الصهيونية برعاية رسمية من “الدولة الإسرائيلية” في مناطق 48م، يعيد إسرائيل إلى سيرتها الأولى، ويفضح حقيقة حاولت إخفاءها عن أنظار العالم، مواجهات في اللد والرملة وكفر كنا بالجليل وبئر السبع وأم الفحم وحيفا تؤكد أن “إسرائيل” دولة عصابات لم تغادر تلك البنيوية.
شبكة CNN الأمريكية والتي نقل مراسلها شهادات حية بالصورة عن تفاصيل المواجهات في اللد بين العصابات الصهيونية التي جرى تجميع عناصرها من الضفة الغربية ونقلهم إلى مناطق 48م والمدن المختلطة لمهاجمة الفلسطينيين والمنازل العربية بالزجاجات الحارقة وإطلاق النار عن المواطنين العرب، وخوف السكان من الحديث بالعربية خشية القتل من قبل عصابات صهيونية انتشرت في شوارع المدن المختلطة، وشهادات نقلتها وسائل إعلام دولية وإقليمية جميعها تؤكد جوهر الدولة الإسرائيلية في كونها تتألف من عصابات هب عناصرها في ساعة الخطر بشكل مفضوح رغم مغالطة المجرم نتنياهو وخروجه إلى الشوارع لتدعيم صمود الكيان الذي يعتاشون منه كعصابات عرت حقيقة ما روج له خلال عقود في أنها “واحة الديمقراطية والتعايش”.
وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر وفي الشتات خلف معركة “سيف القدس” لم تسقط فقط معادلات العدو الصهيوني التي حاولت تفكيك الشعب الفلسطيني، وإنما أكدت حقيقة أن الكيان الذي زرع في فلسطين بموجب وعد بلفور قد اقترب من نهايته لنكون أكثر دقه وعاد إلى سيرته الأولى عصابات تلاحق خصومها في الشوارع وتستقوي عليهم وعصابة أخرى بزي رسمي وبزة عسكرية تقف أمام الميكروفونات لتضلل العالم وفي الوقت ذاته آلتها العسكرية تقتل الأطفال والنساء في غزة والضفة.