العدو الصهيوني يواصل تدمير الأبراج السكنية
طيران الاحتلال يُدمِّر برج الجلاء الذي يضم وسائل إعلامية عربية ودولية بالكامل
الدكتور عليان: استهداف مكاتب الاعلام يهدف لطمس الحقيقة والصورة
دمَّرت طائرات العدو الحربية، أمس السبت، برج الجلاء بالكامل والذي يضم وكالات إعلامية دولية ومكتبا للجزيرة.
وكانت الطائرات “الإسرائيلية” أطلقت صاروخين تحذيريين أعلى البرج، ولاحقًا أطلقت الطائرات الحربية الصواريخ الثقيلة، ما أدى إلى انهياره بالكامل.
من جانبها عبَّرت لجنة دعم الصحفيين عن كامل استنكارها للتصعيد “الإسرائيلي” ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية المحلية والعالمية في قطاع غزة ، في محاولة لطمس الحقيقة وعدم نقل ما يجري من جرائم في غزة للعالم.
وأدانت لجنة دعم الصحفيين- في بيان صحفي – العدوان “الإسرائيلي”، مؤكدةً أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي وفي أقل من أسبوع دمرت العديد من المقرات الصحافية والإعلامية باستهدافها الأبراج السكنية وكانت بنك أهداف لهم، كما استهدفت طائراته سيارات الصحفيين ومنازلهم خلال قصف عنيف ومكثف.
ووثقت اللجنة اعتداءات الاحتلال على الصحفيين في قطاع غزة، التي أظهرت شراسة الاحتلال في استخدام القوة المفرطة في قصف وتدمير بشكل كلي وجزئي 28 مقراً ومؤسسة إعلامية، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أمس السبت، برج الجلاء الذي يضم مكاتب عشرات من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، من ضمنها قناة الجزيرة، وإذاعتي الأسرى والقدس ووكالة Ap والعديد من المؤسسات النقابية التي تتبع محامين وأطباء.
وكانت طائرات الاحتلال الحربية قد استهدفت برجي الجوهرة والشروق وعمارة الوليد، كما تم تدمير- بشكل جزئي – مؤسستين إعلاميتين متواجدتين في برجي السوسي والرؤية.
وأشارت اللجنة إلى أن الاحتلال تعمد ملاحقة الصحفيين إلى بيوتهم ومساكنهم التي دمرها، حيث تضرر 5 منازل بشكل جزئي لصحفيين خلال عدوان الاحتلال الغاشم على شمال قطاع غزة، ما أدى لإصابتهم بجروح وكسور واستشهاد أفراد من عائلاتهم.
كما أصيب أكثر من 10 صحفيين جراء استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال بشكل مباشر، حيث تم استهداف سيارة صحافة بصاروخ طائرة استطلاع ما أدى إلى إصابة 3 صحفيين ، كما أصيب 8 آخرين خلال تغطيتهم جرائم الاحتلال وهدمه المنازل والمقرات الصحفية والحكومية وترويع المدنيين الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ.
وعلى ضوء ذلك، أكدت اللجنة أن حكومة الاحتلال باستخدامها القوة المفرطة ضد الصحفيين ترفض وتخالف ولا تحترم المعايير الواردة في الاتفاقيات بالمطلق ، وأن “إسرائيل باستهدافها للصحفيين ومؤسساتها الإعلامية تضرب عرض الحائط جميع المواثيق وخاصة قرار مجلس الأمن(2222)، الذي ينص على حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة، مشيرة إلى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان 2010م، نصت على أنه يلزم لحرية الصحافة حماية خاصة كي تتمكن من لعب دورها الحيوي المنوط بها، وتقديم المعلومات والأفكار التي تهم الرأي العام.
وكشفت اللجنة أن ما يتعرض له الصحفيون من انتهاكات خطيرة تتناقض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف، بالإضافة إلى نظام روما 1968م، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية عام 1966م، وذلك من خلال إصدار أوامر عسكرية باستهداف مكاتب ومؤسسات الصحفيين وتدمير الأبراج بما تحتوي من مقرات إعلامية تؤدي دورها المهني في نقل الحقيقة .
كما ناشدت اللجنة بضرورة عقد اجتماع دولي للدول الموقعة لاتفاقيات جنيف في ضوء استمرار الاحتلال، والدفع باتجاه المطالبة بإرسال لجان تحقيق دولية للوقوف على طبيعة جرائم الاحتلال، واستخدام كافة الأدوات القانونية على الصعيد الدولي لحماية حقوق الإنسان بالاستفادة من المكانة القانونية لدولة فلسطين، باعتبارها عضواً مراقباً في الأمم المتحدة .
وأوصت اللجنة بضرورة العمل المتواصل لتوثيق جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، وتكثيف الجهود من أجل توفير الحماية لهم، مؤكدة أن انتهاكات الاحتلال المستمرة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، إنما تعكس مدى نجاح الإعلام الفلسطيني وفرسانه في نقل الحقيقة، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية لما يحدث من جرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في القدس المحتلة وقطاع غزة.
من جهته أكد الدكتور جميل عليان أن قصف الأبراج الواسع له هدف رئيس، وهو طمس الحقيقة والصورة لأن كل الأبراج تمثل الصحافة عين الحقيقة، ولا علاقة لها بأي شيء آخر.
على الصعيد ذاته، أوضح د. عليان أن سياسة قتل الأطفال التي تزايدت كثيرا تنسجم تماما مع العقلية الصهيونية، عقلية قتل الجميع التي قامت على أساسها دولة العدو، وعقلية دير ياسين.
من جانب آخر وفي أعقاب تدمير برج الجلاء في مدينة غزة، برر الجيش الإسرائيلي هذه العملية زعما منه أن هذا المبنى كان يحتوي على “مصالح استخباراتية” تابعة للاستخبارات العسكرية لحركة “حماس”.
وحمَّل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه في “تويتر” الجمعة الماضية، “حماس” المسؤولية عن “التستر وراء مكاتب إعلامية مدنية” موجودة في برج الجلاء و”استخدامها دروعا بشرية”، مشددا على أن الحركة ” تضع مصالحها العسكرية في قلب المجتمع المدني”
وأكد أدرعي أن إسرائيل وجهت تحذيرا مسبقا إلى المتواجدين داخل البرج ومنحتهم الوقت الكافي لإخلاء المبنى قبل تدميره، إلا أن الحقيقة أن الوقت لم يكن كافياً وأمهلت سكان البرج ساعة واحدة للإخلاء.
وكان المبنى المؤلف من 11 طابقا يضم عددا من الشقق السكنية ومكاتب وسائل إعلام دولية ومحلية متعددة، منها شبكة “الجزيرة” ووكالة “أسوشيتد برس”، بالإضافة إلى مكاتب محامين.