مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين
المقاومة الفلسطينية تفي بوعدها وترد على الاعتداءات الصهيونية
فصائل المقاومة الفلسطينية تدعو للنفير إلى القدس وتوسيع الغضب الشعبي
صافرات الإنذار تدوِّي في تل أبيب بعد قصفها من قبل سرايا القدس
الاحتلال يقرر إغلاق معبر كرم من اليوم وحتى إشعار آخر
اندلعت أمس مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الصهيوني والشبان الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى، حيث دوت صافرات الإنذار في تل أبيب ومدينة عسقلان المحتلة بعد قصفها برشقات صاروخية كبيرة من قبل سرايا القدس، على إثر ذلك قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبوسالم من اليوم وحتى إشعار آخر.
الثورة / محمد دماج / وكالات
واندلعت مواجهات عنيفة في بلدة الرام إلى الشمال من مدينة القدس المحتلة.
على إثر ذلك قامت مصر بجولة اتصالات مع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع في قطاع غزة .
من جانبها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 20 شهيداً بينهم 9 أطفال و 65 إصابة.
كما قصفت المقاومة الفلسطينية مدينة القدس المحتلة رداً على استمرار جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، حيث أعلن المتحدث باسم كتائب القسام عن توجيه ضربة صاروخية للاحتلال في القدس المحتلة، مضيفاً أن هذه العملية هي “رسالة على العدو أن يفهمها جيداً، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا”.
وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، مساء أمس الاثنين، رشقات صاروخية صوب المستوطنات الإسرائيلية؛ ردًا على استمرار عدوان الاحتلال في مدينة القدس المحتلة.
وذكرت وكالة “شهاب” الفلسطينية للأنباء، أنه عقب انتهاء المهلة التي حددتها المقاومة للاحتلال لإخلاء جنوده ومستوطنيه من القدس، أطلقت المقاومة رشقات صاروخية صوب المستوطنات في بيت شيمش والقدس.
وقالت كتائب القسام في تصريح مقتضب: إنها “وجهت الآن ضربةً صاروخيةً للعدو في القدس المحتلة رداً على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى”.
وأضافت: إن “هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيداً، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا”.
وأفادت وكالة “شهاب” بأن هناك معلومات أولية تفيد باستهداف المقــاومة جيب عسكري إسرائيلي شرق بيت حانون واشتعال النيران فيه.
ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية جماهير الشعب الفلسطيني للنفير إلى القدس لصد انتهاكات الاحتلال واقتحامات مستوطنيه للمسجد الأقصى، مؤكدةً أن المقاومة لن تتركهم وحدهم.
وقال الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال – خلال مؤتمر صحفي للفصائل أمام ساحة المجلس التشريعي بمدينة غزة، أمس الاثنين – إن” شعبنا في القدس دائمًا في معركة مفتوحة مع الاحتلال لصد جرائمه واعتداءات المستوطنين بحق المسجد الأقصى”.
وأكد أبو هلال أن “جماهير شعبنا تتصدى اليوم بدمائها وتدافع عن الأقصى، ونقول لأهلنا في القدس أنتم لستم وحدكم.. معركتنا هي معركتكم”.
وعن تصاعد إصابات المقدسيين جراء اعتداءات المستوطنين بالأقصى، قال “يأبى المجرم نتنياهو الذي يتخبط بأزماته المتلاحقة وأن يجعل من دماء الفلسطينيين وسيلة للخروج من الأزمات المركبة”.
وأضاف “ليعطي الأمر لقواته المجرمة لاقتحام الأقصى وإطلاق القنابل والرصاص صوب المرابطين والمدافعين عن الأقصى ليسجل أكثر من 150 إصابة صباح أمس في جريمة يندى لها الجبين
وشدد أبو هلال أن غزة اليوم تقف وقفتها لتقول إن أهلنا في القدس ليسوا وحدهم؛ المقاومة قالت كلمتها ووجهت تحذيراً أخيراً باسم قيادة المقاومة، “لنقول إن المقاومة تتابع ما يحدث وأصبعها على الزناد ولن تسمح للعدو بالتغول على شعبنا”.
ودعا جماهير الشعب بالضفة و48 والقدس للنفير إلى المسجد الأقصى، “تستصرخكم حرائر القدس لإعلان النفير ولتتوجه جموع شعبنا إلى الأقصى؛ “رسالة إلى أبطالنا ومجاهدينا في كل مكان حانت لحظة الحقيقة والعمل العمليات الفردية والدعس والاشتباك مع العدو من نقطة صفر”.
ووجه أبو هلال رسالة للأمة العربية والإسلامية أن القدس عقيدة المسلمين لا عقيدة الفلسطينيين وحدهم؛ “من واجبكم الانتصار للقدس؛ فهي خط أحمر، وإن العبث بها هو العبث بصاعق متفجر”.
وطالب جامعة الدول العربية والبرلمانات العربية والأمم المتحدة للقيام بمسئولياتهم تجاه انتهاكات الاحتلال بالقدس والمسجد الأقصى؛ “لسنا بحاجة لبيانات شجب واستنكار، نحن بحاجة لإجراءات عملية لوقف اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بالقدس وحي الشيخ جراح.
وأضاف “نقول للعدو أنت تشعل نارًا وحربا دينية وعقائدية بالقدس، لن يحترق بها إلا كيانكم المسخ”.
من جهته، أكد القيادي بالجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة – في كلمة ممثلة عن القوى الوطنية والإسلامية – أن أبناء شعبنا المنتفضين في الأقصى تمكنوا من التصدي لجيش الاحتلال، واقتحامهم للمسجد الأقصى.
وقال أبو ظريفة “لكن للأسف كانت نتيجة هذه المجزرة إصابة أكثر من 100، جزء منهم أصيبوا بأسلحة محرمة دوليا”.
وأضاف “هذه الجريمة البشعة وقعت أمام مرأى ومسمع العالم، لذا مطالب اليوم أن بتجاوز لغة الإدانة والاستنكار لينتقل إلى لغة المحاسبة لهذا الكيان الصهيوني”.
وأكد أبو ظريفة أن ما يخوضه أبناء شعبنا في معركة المواجهة رفضًا لسياسية هدم المنازل والاعتقال واقتحامات الأقصى هي مرحلة لمعركة الاستقلال لشعبنا.
وبيّن أن هذه الحركة الجماهيرية الصاعدة تحتاج لقيادة وطنية موحدة واستراتيجية جديدة، تقطع مع اتفاق أوسلو البائس وتوقف عن التنسيق الأمني والتمسك مع الاتفاقيات مع الكيان”.
وشدد أبو ظريفة على أن غزة ليست داعمة لأحداث القدس، بل مساندة وهي رأس الحربة دفاعًا عن المشروع الفلسطيني”.
وأضاف “لأول مرة في تاريخ القضاء الإسرائيلي تعكف محكمة إسرائيلية إرجاء البث في إخلاء سكان حي الشيخ جراح للمرة الثالثة، ولولا مقاومة شعبنا لما كان ذلك”.
من جانبه أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن مدينة القدس المحتلة، محمد حمادة، أن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع الثمن غاليًا جرّاء تغوله على الأقصى وعلى المصلين فيه.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أمس الاثنين، عن حمادة، قوله: إن “ما يحدث في المسجد الأقصى في هذه الأثناء من اقتحام للمسجد الأقصى، واقتحام للمصلّى القبلي، والاعتداء على المصلين المعتكفين هناك من قبل جيش الاحتلال، هي حرب دينية يمارسها الاحتلال، وهي دليل على وحشية الاحتلال الصهيوني ونازيته”.
ودعا حمادة أبناء الشعب الفلسطيني إلى الثبات في وجه الاقتحام، وتقديم الغالي والنفيس فداءً لطهر الأقصى ومنعًا من أن يقتحمه شرذمة المستوطنين.
وحيا المرابطين الثابتين في ساحات الأقصى من أبناء الشعب الفلسطيني من القدس والداخل المحتل والضفة الغربية المحتلة.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس الاثنين، أن الاعتداء الإرهابي الصهيوني الحاقد على المقدسيين لن يمر دون رد رادع، وعلى العدو انتظار رد الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد في كل مكان وفي كل وقت.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن الحركة في بيان لها، القول: إن “الاعتداء الإرهابي الصهيوني يهدف لبسط السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة وطرد أهلها الأصليين”.
ودعا البيان أهل القدس المحتلة والمرابطين في المسجد الأقصى إلى مزيد من الصمود أمام العدوان الصهيوني، ومواصلة الرباط والتواجد في المسجد المبارك، لإفشال مخططات العدو، وعدم ترك الأقصى لقمة سائغة للمستوطنين الإرهابيين.
واعتبرت أن العدو الصهيوني لم يكن ليتمادى في إرهابه وعدوانه لولا صمت أنظمة التطبيع، أولئك الصهاينة الجدد، الذين لا يمتون للعروبة ولا للنخوة بأي صلة.
ودعت الحركة إلى تصعيد الانتفاضة، وتوسيع الغضب الشعبي في كل أنحاء فلسطين، تلبية لصيحات ونداءات المستضعفين في المسجد الأقصى، كما دعت كل أبناء الشعب في كافة أنحاء فلسطين المحتلة وفي الشتات، على مؤازرة إخوانهم المقدسيين، والاشتباك مع العدو في كل نقاط التماس والمواجهة.
واستنكرت حركة الجهاد الإسلامي الصمت المريب للمنظمات الدولية التي أصابها العجز والضعف، وباتت وظيفتها فقط ملاحقة الضعفاء وتبرير جرائم الإرهاب المنظم الذي تمارسه قوى الطغيان والاستكبار وعلى رأسها الكيان الصهيوني.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، مجلس الأمن بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، مؤكدة أن ذلك ليس امتيازا أو منّة، وإنما واجب وحق مشروع لشعب تحت الاحتلال، يواجه أشكال البطش والجرائم التي عبرت عنها الجنائية الدولية وتعاملت معها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين جلسة مغلقة، بناء على طلب دولة فلسطين، لمناقشة تطورات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني عامة وعلى القدس ومقدساتها ومواطنيها خاصة.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إنه آن الأوان لمجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال، وهو بحاجة إلى جرأة وشجاعة في نصرة شعبنا وقضيته.
ودانت الاعتداءات الوحشية المتواصلة التي ترتكبها شرطة الاحتلال على مدار الساعة ضد المواطنين المقدسيين، في محاولة لتفريغ باحات المسجد الأقصى المبارك من الفلسطينيين وإحكام الاستيلاء عليه، لكسر إرادة الشبان المقدسيين الذين يدافعون عنه.
واستنكرت اقتحام الاحتلال الهمجي لباحات الأقصى وتحويلها إلى ساحة حرب ومواجهة حقيقية، تستخدم فيها الرصاص الحي والأسلحة الفتاكة ضد الشبان المقدسيين المتواجدين فيه لإحياء الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، واقتحام مكتب مدير المسجد الأقصى، وإغلاق باب الأسباط والاستيلاء على مفاتيح أبواب المسجد، وقمعها للطواقم الصحفية في محاولة لإخفاء حقيقة جرائمها.
من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام واعتداء وحشي على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك وباحاته هو تحدٍ جديد للمجتمع الدولي، وتحديدا للجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأكد أبو ردينة في بيان مقتضب أن الحكومة الإسرائيلية ضربت بعرض الحائط كل هذه الجهود والتدخلات الدولية، مشددا على أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات الإسرائيلية. بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ إن القيادة الفلسطينية تدرس كل الخيارات للرد على عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات والمواطنين المقدسيين في المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة. واعتبر الشيخ في تغريدة له على موقع تويتر، اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك وما آلت إليه الأمور في باحاته من انتهاكات واعتداءات وغطرسة بانها “جريمة بشعة”.
إلى ذلك، طالبت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية بالتدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.
واعتبرت الهيئة في بيان، ما يجري الآن من عدوان آثم على كل ما هو مقدس بالمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين المرابطين داخله جريمة وانتهاكا جسيما لحق وحرية العبادة، محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عما يجري في المسجد وعلى أبوابه وداخل مصلياته وباحاته.
وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل ومقدساته، ووضع حد للأعمال الإجرامية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، داعية المؤسسات الحقوقية العربية والدولية ممارسة دورها بالضغط على الهيئات الدولية والأممية لوقف العدوان الإسرائيلي السافر الذي يتواصل بشكل يومي في القدس المحتلة ولاسيما خلال شهر رمضان الفضيل.
وأكدت الهيئة الإسلامية المسيحية أن الاحتلال ومستوطنيه اليوم يعدون العدة لاقتحام الأقصى، وتنظيم ما يسمى بـ “مسيرة أعلام ….يوم القدس” بطريقة مختلفة عمّا مضى، لافتة إلى الخطر الكبير والمحدق بالأقصى المبارك، الذي يقوم على تغيير كامل للأمر الواقع فيه من خلال فرض حق الصلاة العلنية الجماعية لليهود، وتثبيت معادلة جديدة في الأقصى عنوانها تفوُّق الاعتبار اليهودي على الإسلامي، في مسألة الحقوق الدينية والحضور بالأقصى، لتثبيت واقع جديد عنوانه “الأقصى مقدس يهودي”.