ممثل الجهاد في اليمن:رغم الشتات العربي إلا أننا لم نفقد الأمل ونحن اليوم أقوى من أي وقت مضى
العالم العربي والإسلامي يحتفي بيوم القدس العالمي
ممثل حركة حماس: القدس بوصلة الصراع والاحتفال بيوم القدس فيه عدة معانٍ
الثورة / قاسم الشاوش
تحيي اليوم عدد من العواصم العربية والإسلامية يومَ القدسِ العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني ودعا إلى تخصيص آخِرِ جمعةٍ من شهرِ رمضاَن المبارك لهذا اليوم، حيث ستشهد هذه العواصم مسيرات شعبية في مختلِف أنحاء العالم دعماً لفلسطين ونصرةً للقدس ورفضاً لمخططات تهويدِ المدينةِ المقدسة، وتأتي هذه المناسبة في وقت بلغت فيه المؤامرة الأمريكية على تصفية القضية الفلسطينية ذروتها عبر ما يسمى “صفقة القرن” بتواطؤ عربي.
وفي هذا السياق أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن أحمد بركة لـ(الثورة ): “بأنه قبل أكثر من أربعين عاما أطلق الإمام الخميني رحمه الله يوم الجمعة الأخيرة من رمضان يوما عالميا للقدس واليوم نحتفل به فيما الوضع العربي يعيش حالة من التمزق والشتات والتبعية ومع ذلك لم نفقد الأمل بل إننا اليوم أقوى من أي وقت مضى ونستطيع أن نصمد ونقاتل”.
معركة مفتوحة
وأضاف بركة: “يأتي هذا اليوم والحملة الصهيونية الأمريكية تزداد في استهداف القدس والاستيلاء على المزيد من الأرض وتحويلها إلى عامة للكيان الصهيوني.. مشيرا إلى أن هناك معركة مفتوحة بيننا وبين المغتصب الصهيوني ومفردات القوة في أمتنا أكبر وإرادة الحياة أبقى إنها القدس فرض صلاتنا اليومي، إنها الإسلام كله في هذه اللحظة.
مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يخسر في مواجهته سوى القيد والذين يخذلونه اليوم سيضعون قيدا جديدا في أعناقهم وإلى الأبد وأن العدو الصهيوني يقتلنا اليوم ويجوعنا ويهدم بيوتنا ويستولي على أراضينا فهل بقي غير ميدان القتال لنلجأ إليه؟.
يوم القدس يوم للوحدة
وقال بركة: فليكن يوم القدس يوما للوحدة في مواجهة التغول الصهيوني وليكن يوم القدس يوما لنا جميعا نعيد فيه وحدتنا التي مزقتها أوهام السلام وأوهام التعايش مع الذين يريدون لنا الموت، وفي يوم القدس ننحني إجلالا لكل من يشاركنا معركة النصر ضد هذا الكيان الغاصب.. ننحني إجلالا لليمن التي تواجه عدوانا لموقفها الثابت معنا.
القدس بوصلة الصراع
من جهته قال ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة لـ (الثورة ): إن القدس هي بوصلة الصراع وإن الاحتفال بيوم القدس فيه عدة معاني هي:
١- تذكير للأمة بأهمية القدس وإنها لنا نحن المسلمين.
٢- القدس هي لنا نحن المسلمين والفلسطينيين وليست لنتنياهو وترامب.
٣- أن المطبعين والمهرولين معزولون وأن الأمة لن تسير خلفهم .
4-رسالة لأهلنا في القدس وفلسطين أن الأمة لن تترككم وستبقى وفية للأقصى وفلسطين.
٥ -أن الأمة لن تنسى القدس وفلسطين بل ستقدم لهم الدعم المعنوي والمادي حتى إتمام النصر.
٦- أن النصر قريب وإن شاء الله موعدنا الصلاة في الأقصى.
ظروف مختلفة
ويأتي يوم القدس هذا العام في ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة، وما تتعرَّض له القدس من تهديد وتهويد وتغوّل تجاوز كلّ الخطوط الحمر، وباتت الجرائم الصهيونية في القدس تبشّر بإشعال انتفاضة جديدة بدأت ملامحها تلوح في الأفق.
وحمل شهر رمضان هذا العام في طياته مشهدين متعاكسين داخل مدينة القدس، يمثلان إرادتين متناقضتين تسعيان لرسم مستقبل المدينة المقدسة:
المشهد الأول هو تحضير الاستيطان الصهيوني لأكبر عملية اقتحام لباحات المسجد الأقصى، بدعوة من جماعات المعبد التهويدية يوم 28 رمضان، بذريعة “يوم القدس العبري” أو ذكرى “استكمال احتلال القدس”، تعبيراً عن إرادة صهيونية تهويدية عارمة تسعى إلى طمس هوية القدس الإسلامية العربية لحساب خلق “أورشليم” التلمودية الصهيونية، وفي السياق ذاته، تحويل البلدة القديمة، بأحيائها العربية المسيحية والإسلامية، إلى مدينة “داوود” التلمودية الاستيطانية اليهودية، كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
في قلوب كلّ المسلمين
المشهد الآخر هو إحياء الفلسطينيين والمسلمين في أرجاء العالم، ومعهم كل الأحرار، يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان؛ ذلك اليوم الذي أطلق نداءه الأول الإمام الخميني في السابع من أغسطس 1979م، بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران مباشرة، تأكيداً لموقع القدس الجوهري في قلوب كلّ المسلمين في أرجاء المعمورة، وفي عقولهم وأفعالهم.
فمدينة القدس في حقيقة الأمر تشهد صراعاً يومياً، وعلى مستويات مختلفة، بين إرادة الباطل الصهيونية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها الحضارية الفلسطينية والعربية والإسلامية منذ احتلال المدينة في العام 1967م، وإرادة الحق الفلسطيني العربي الإسلامي المتجذر في تاريخ القدس، والذي تشهد له حجارة المدينة المقدسة وأبنيتها العتيقة.
ويظل يوم القدس العالمي شاهداً على تفاعل المسلمين مع قضية القدس ودعوة مفتوحة للأمة لتوحيد صفها والوفاء بواجباتها تجاه فلسطين أرضا وشعباً ومقدسات.