العادات والتقاليد الرمضانية في موريتانيا

 

يشكل موسم شهر رمضان في موريتانيا، فرصة للكثيرين ليمارسوا خلالها العادات والتقاليد القديمة التي تميَّز الشعب الموريتاني عن غيره من الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، حيث يحافظ الموريتانيون على عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها والتي لا تزال قائمة تغالب الزمن حتى اليوم.
حلق الرؤوس
تعتبر ظاهرة حلق الرؤوس من أبرز العادات لدى الموريتانيين في شهر رمضان المبارك، حيث تباشر الأسر حلق رؤوس أبنائها تبركا بالشهر العظيم وتيمنا به وطلبا للبركة والخير وقد توارثت الاسر في موريتانيا ذلك ابا عن جد كما أنه لا يخالف التعاليم الدينية ولم ينهَ عنه أي من علماء البلد وفقهائه.
ويسمى محليا بـ “زغبة رمضان” وأن الهدف من وراء ذلك هو أن ينبت للطفل شعر جديد خلال فترة الشهر المبارك.
بركة القرآن الكريم
يقبل الكثير من الموريتانيين على طلب الرقى من الإمام، بعد انتهائه من الصلاة وذلك من أجل الحصول على بركة القرآن التي يحتاجونها لأمور كثيرة ومتعددة، فالبنات يطلبن رقى الإمام من أجل الزواج والظفر بشريك حياة من ذوي الأخلاق الحميدة.
ويرى أحد مشائخ الدين أن دور بركة القرآن في رمضان لا يقتصر عند هذا الحد بل يطلبه المرضى للشفاء من الأمراض التي يصابون بها، والتي عادة ما تكون أمراضاً خبيثة استعصت على الدواء.
ويقول إن العديد من الأسر الموريتانية تقوم بتزويج بناتها في شهر رمضان المبارك تيمنا به، وطلبا للاستقرار الأسري، كما يرى آخرون في الزواج في رمضان مدعاة لجلب الخير والبركة وهو أيضا موسم للدعاء للأزواج بكسب المال والحصول على وظائف جديدة.
سمر الليالي
يتميز شهر رمضان في موريتانيا عن غيره من المواسم الأخرى بالسمر الليلي، حيث تشهد خلاله شوارع العاصمة نواكشوط وباقي المناطق الأخرى حركة مستمرة، كما يتميز أيضا بكونه موسم عبادة وتقرب إلى الخالق وتنزه عن كل الأعمال العبثية.
حيث يقوم الشباب خلال ساعات الليل في شهر رمضان بممارسة الرياضة ولعب كرة القدم، كما يقوم آخرون بالسمر في المنازل وشرب الشاي المحلي، بينما يقرأ البعض القرآن ويصلي صلاة القيام ويقلل من النوم ليلا.
طقوس ليلة القدر
ليلة القدر تمثل بالنسبة للموريتانيين، ليلة عبادة وتحصين من الشياطين التي تنزع الأغلال التي كانت تصفد بها طيلة الشهر، وهو ما يستدعي اليقظة والدفاع عن النفس بتلاوة القرآن والتحصين به.
ومن أبرز العادات والتقاليد في ليلة القدر، هو الكي بالنار المعروف محليا “الرشم” وهو عبارة عن الوخز بالإبر بعدما توضع لمدة قليلة على النار.
وهذا التقليد حسب اعتقادهم يحصِّن كافة أفراد الأسرة من خطر الشياطين عن طريق وخزهم بالإبر، كما تقوم كافة العائلات الموريتانية بإشعال “الباخور” في منازلها لطرد الشياطين التي تقبل بشدة بعد أن تم تصفيدها خلال شهر رمضان المبارك.

قد يعجبك ايضا