فعاليات جماهيرية شهدها قطاع غزة وبلدات في فلسطين المحتلة دعمًا وإسنادًا لهبة القدس ونصرة للأقصى الشريف

تظاهرات حاشدة في باحات المسجد الأقصى المبارك ودعوات لتحويل هبّة القدس إلى انتفاضة عارمة لاقتلاع الاحتلال الإسرائيلي

 

الثورة/ فلسطين

تظاهر آلاف الفلسطينيين، مساء أمس، في باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، بالتزامن مع صلاة التراويح منددين باعتداءات الاحتلال على القدس ورفضهم الاعتداءات الصهيونية بحقهم منذ بداية شهر رمضان المبارك.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات من بينها: “عالقدس رايحين شهداء بالملايين” ، وردد المشاركون في المسيرة الحاشدة التي أقيمت في باحة قبة الصخرة، شعارات منددة بالاحتلال مطالبين بتوفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني بعد اعتقال وإصابة المئات خلال جرائم الاحتلال ومستوطنيه في الأسبوعين الأخيرين بالقدس.
وأصيب العشرات بالاختناق بسبب إطلاق قوات الاحتلال الصهيوني الغاز المسيل للدموع على المصلين الذين أدوا صلاة العشاء والتراويح مساء أمس على مدخل بيت لحم الشمالي، دعمًا للأهالي في مدينة القدس المحتلة وتنديدًا بانتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين والمسجد الأقصى.
وفور الانتهاء من الصلاة، أطلق جنود الاحتلال الصهيوني وابلًا من قنابل الصوت والغاز على المصلين مما أدى لإصابة العشرات بالاختناق ، وفي السياق، اندلعت مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال في الحارة الوسطى ببلدة سلوان جنوب القدس المحتلة ، وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والقنابل الصوتية صوب المواطنين الفلسطينيين في الحارة الوسطى.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، مساء أمس، الأسير المحرر الصحفي محمد علي عتيق من بلدة برقين جنوب غربي جنين ، وأفاد مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور بأن قوات الاحتلال اعتقلت عتيق أثناء عودته من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وتشهد مدينة القدس المحتلة منذ بداية شهر رمضان المبارك هجمة صهيونية شرسة وغير مسبوقة، تستهدف المقدسيين إمّا بالملاحقة والاعتقال تارة، أو بالاعتداء الجسدي بالضرب والقمع وإلقاء القنابل والأعيرة المطاطية في شوارع المدينة وعند أبوابها، ومنع من الجلوس في باب العامود تارةً أخرى.
وأدّت المواجهات والاعتداءات إلى إصابة عشرات المقدسيين، جراء إلقاء قوات الاحتلال الصهيونية القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، ورش المياه العادمة، بالإضافة لاعتقال مجموعة منهم.
وفيما تشهد مدينة القدس المحتلة مظاهرات متواصلة في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، شهد قطاع غزة المحاصر أمس مظاهرة احتجاجية تنديداً بانتهاكات الاحتلال بحق المقدسات في فلسطين المحتلة ، ووفقاً لوكالة وفا فقد رفع المشاركون في المظاهرة التي خرجت في مختلف أنحاء القطاع العلم الفلسطيني ولافتات ترفض اعتداءات الاحتلال على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.
وأكد المشاركون أن اعتداءات الاحتلال المتواصلة تهدف للسيطرة على المدينة المقدسة وتهويدها والاستيلاء على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
من جهتا أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وخاصة في مدينة القدس المحتلة جريمة حرب مطالبة المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف هذه الاعتداءات.
وقالت الخارجية في بيان أوردته وكالة وفا أمس: إن اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين في عدد من أحياء مدينة القدس المحتلة والتي تصاعدت منذ بداية شهر رمضان المبارك إرهاب منظم يستهدف تهويد المدينة وطمس معالمها والسيطرة على مقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى وإلغاء الوجود الفلسطيني فيها.
وشددت الخارجية على أن القدس عاصمة فلسطين وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 مؤكدة أن صمود الفلسطينيين وتمسكهم بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم أفشل مخططات الاحتلال الاستعمارية ، إلى ذلك وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنها.
إلى ذلك دعت فصائل وقيادات وشخصيات فلسطينية إلى اعتبار يوم أمس الجمعة يوماً للغضب وتحويل الهبة الشعبية البطولية التي يخوضها أبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة إلى انتفاضة شعبية عارمة، وتصعيدها إسنادًا ودعماً لأهلها المرابطين فيها ، وطالبت حركة الجهاد الإسلامي في بيان جماهير شعبنا بتحدي الاحتلال “الإسرائيلي” وشدّ الرحال للصلاة في المسجد الأقصى المبارك والذود عنه وصد المستوطنين المقتحمين لساحاته الشريفة ، وأضاف بيان الجهاد “وليكن شهر رمضان المبارك مناسبة لتجديد العهد على الثبات على طريق الحق وشحذ الهمم للتصدي لكل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا”.
بدورها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للتصدي لعمليات التهويد وتزوير التاريخ المستمرة لها والاستباحة المتواصلة لمقدساتها، “وتحويل عوامل الرفض “الإسرائيلية” لأيّ استحقاق وطني ديمقراطي في المدينة إلى معركة اشتباك مفتوحة معه”.
وأضافت الجبهة في بيان “أنّ الملحمة البطولية التي يجسّدها شعبنا الآن في أحياء وشوارع وأزقة وباحات المسجد الأقصى في مدينة القدس ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، هي الوجه الناصع والمشرق لمقاومة شعبنا التي لم تتوقف يوماً في عاصمة فلسطين الأبدية”.
وشددت على ضرورة “مغادرة حالة القصور الرسمية الفلسطينية إزاء مدينة القدس، وأهمية صوغ استراتيجية جديدة لتعزيز صمود شعبنا هناك والتصدي لمحاولات تغيير معالم المدينة، وفرض واقع جديد على الأرض، ومواجهة سياسة هدم المنازل في إطار مخططات تهويد المدينة كما يحدث في الشيخ جراح”.
وطالبت الجبهة المؤسسة الرسمية بوضع خطة إنقاذ عاجلة وضخ موازنة مالية عاجلة وثابتة لتعزيز صمود شعبنا هناك.
واعتبرت أن استمرار تواطؤ بعض الأنظمة العربية وتدخلهم الفجّ في الشأن الفلسطيني لصالح الاحتلال، وتورطهم في عمليات تسريب الأراضي والعقارات واستمرار سياسة الصمت العربي، تشجع الاحتلال على تسريع إجراءات التهويد في القدس والمسجد الأقصى.
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجدهم إلى التحرك العاجل إلى نصرة أبناء شعبهم في مدينة القدس، واعتبار ما يجري هناك قضية جوهرية، وجزءًا من الصراع التاريخي الأيديولوجي والثقافي الذي يخوضه شعبنا ضد الكيان الصهيوني وادعاءاته المزيفة.
ودعا رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر؛ لانتفاضة مقدسية عارمة ضد الاحتلال ومستوطنيه؛ وندد بوحشية المستوطنين، داعياً المرابطين بالقدس المحتلة للجمهم بكل الطرق الممكنة.
وأهاب بحر بالمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية العالمية لنصرة أهلنا بالقدس المحتلة، والتحرك العاجل لتجريم اعتداءات المستوطنين على شعبنا الأعزل ووقف إرهاب “الدولة الصهيونية” بحقهم.
من جانبه، قدّم المرشح على قائمة “القدس موعدنا” محمد حمادة التحية للشباب المقدسي، معتبرًا أنّ “هذه الهبّة وفي هذا التوقيت بالذات تؤكد على أنّ محاولات الاحتلال لفرض سيادته على القدس والأقصى هي محضّ وهم سرعان ما سيتبدد”.
وتابع حمادة” إن المقدسيين في هذه الهبّة قدموا نموذجاً حيّاً لقدرتهم على ممارسة حقهم في الانتخاب رغم أنف المحتل وأنهم سيشعلون الأرض تحت أقدام الاحتلال ويجعلون من يوم الانتخابات محطةً للاشتباك إذا ما حاول الاحتلال منعهم من ممارسة حقهم”.
وشهدت غزة تظاهرات كبرى حضرها قادة من فصائل المقاومة الفلسطينية تأييدا وإسنادا لثورة المقدسيين التي تستمر وسط مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الصهيوني البغيض ، وفي المظاهرة أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش أن ما يجري في القدس المحتلة هو معركة حماية وتثبيت السيادة الوطنية على المدينة وعلى مقدساتها الإسلامية والمسيحية، مشددًا على ضرورة توحيد الفلسطينيين ضمن استراتيجية وطنية لإسقاط مشاريع الاحتلال ومخططاته.
وأضاف “إذا قبل البعض بالتطبيع والانبطاح وإقامة العلاقات مع العدو، فإن القدس تلفظ هذا الخبث، وتصرّ على المواجهة .. نقول لأمتنا نحن لن نتخلى عن القدس، وسنبقى ندافع عنها ونحميها” ، وختم عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في رسالة للمطبعين قائلاً “إن مواجهة هذا العدو ومقاتلته هو الذي سيجعلكم آمنين في دولكم وليس مهادنته وصنع السلام معه”.
ونظمت حركة الجهاد الإسلامي عقب صلاة الجمعة أمس، سلسة فعاليات جماهيرية أمام نحو 100 مسجد في مختلف محافظات قطاع غزة، دعما وإسنادًا للقدس والأقصى ، وتخللت الفعاليات كلمات لقيادات وطنية وإسلامية أكدت على أن السيادة في القدس لأهل الحق وأصحاب الأرض الشرعيين وأن محاولات الاحتلال ستنكسر أمام صمود المقدسيين وإسناد شعبهم وأمتهم.

قد يعجبك ايضا