لا أدري هل الرئيس صالح الصماد اختار الشهادة أم الشهادة اختارته أم كلاهما معا، فمنذ توليه مهام قيادة البلاد في ظل وضع استثنائي لليمن ، حرب عدوانية شرسة لعدة دول استثنائية من حيث الإمكانيات اللوجستية والقدرة المالية والأسلحة الحديثة المتطورة الفتاكة لتلك الدول التي تكالبت علينا وتداعت كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، وعلى رأس تلك الأكلة أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات وغيرهن، واللاتي لاقت تلك الدول الهزائم المنكرة والخسران المبين على أيدي الجيش واللجان الشعبية ، وكان على رأس أولئك الأبطال المقاومين المدافعين عن أرضهم وعرضهم الرئيس القائد والمجاهد البطل الشهيد صالح الصماد رحمة الله عليه وعلى كل الشهداء، فلم يتخلف الرئيس الصماد عن تولي شرف القيادة حينما اختار لتوليها رغم علمه المسبق وضع البلاد عسكريا، حرب وعدوان من جهة ، ووضع اقتصادي منهار من جهة ثانية، ونسيج اجتماعي متأرجح ما بين الحق والباطل من جهة أخرى ، كل ذلك وغيرها من الأحوال، والتركة التي ورثها الرئيس الشهيد المثقلة والمليئة بالمخاطر والتحديات لم تثنيه عن تلبية الواجب وتحمله تلك المسؤولية العظيمة التي تثقل كاهل الجبال وليس البشر، وقبول الشهيد الصماد رئاسة البلاد في ظل هذا الظرف العصيب لم يكن طمعا في المنصب أو حبّا في المال والثراء بدليل وفاته رحمة الله تغشاه ولم يخلّف لأولاده حتى مسكناً شعبياً، فالصماد ترك متاع الدنيا وراء ظهره غير مبال بها لأّن غايته أسمى وأغلى من كل متاع وهي الشهادة في سبيل الله وسبيل عزة وكرامة وطنه وشعبه، وخلال فترة توليه سدة الحكم تواجد في جبهات القتال مع الرجال الشرفاء الأبطال أكثر من تواجده في المكاتب الرئاسية ، وأتذكر مقولته الشهيرة وهو يتحدث عن المجاهدين أبطال الجيش واللجان ، وأجد في تلك المقولة أيقونة تكتب بماء الذهب حيث قال ” إنه لشرفٌ لي أن أمسح الترابَ من أحذية المجاهدينَ أفضلُ لي من كلّ مناصب الدنيا”، إن الوطن والشعب اليمني ينحني إجلالاً لك أيها الرئيس الشهيد ولكل شهداء الوطن لتضحياتكم الغالية – أرواحكم الزكيّة الطاهرة – وأنتم تذودن عن الوطن وتدافعون عن الشعب اليمني وعزّته وكرامته ، فأنتم خالدون مخلِّدون في ذاكرة ووجدان كل يمني مادامت الشمس تشرق من المشرق ، وصدق الله القائل : ”
( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) (آل عمران). صدق الله العظيم
وقد أحسن من قال لولا الشهيد لضاعت الأوطان ، وبدماء الشهداء ترسم حدود الوطن..
رحم الله الشهيد الحيّ الرئيس صالح الصّماد وكل إخوانه الشّهداء وجعل مثواهمُ الفردوس الأعلى.
# حفظ الله اليمن وشعبه #