الرئيس الحي عند الله والخالد في قلوب ووجدان الشعب اليمني
الصماد النموذج والقدوة والرئيس والشهيد في فعاليات تأبينية تعم العاصمة والمحافظات
الثورة / صنعاء
أحيا اليمنيون أمس الاثنين ، الذكرى السنوية الـ3 لاستشهاد رئيسهم الذي أحبوه وأحبهم صالح علي الصماد الذي استشهد في التاسع عشر من أبريل 2018/م ، بفعاليات تأبينية شهدتها العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وإب وذمار وعمران وصعدة مسقط رأس الشهيد ، وفي محافظات أخرى شهدت أمس فعاليات تأبينية بالذكرى الثالثة للشهيد الرئيس.
وتوافد المواطنون إلى ساحات الفعاليات ظهر أمس بشكل واسع ، كما شهد ضريح الشهيد الرئيس ومرافقيه بميدان السبعين زيارات واسعة، إذ حضرت الجماهير الغفيرة لزيارته طيلة يوم أمس ، كما وضعت أكاليل زهور عرفانا وتقديرا لدوره الرائد في مواجهة العدوان وتضحيته في سبيل الله بدمه وروحه فداء لليمن وشعبها الكريم.
وفي الفعالية التي أقيمت في المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء وسط حضور رسمي وشعبي واسعين من المواطنين وقيادات الدولة أكد فضل الصماد نجل الشهيد الرئيس افتخاره بهذا العبق الحميمي من الحب الذي تركه والده لدى الناس ، معبرا عن شكره وتقديره للشعب الذي يبادل الرئيس الوفاء والمحبة ، وتحدث نجل الشهيد الصماد عن مآثر والده وتضحيته متوجها بالسلام على روحه وعلى أرواح الشهداء جميعا وعلى روح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ، مؤكدًا أن فرادة الرئيس الشهيد في إدارته للدولة وتصديه للعدوان التحالفي الغاشم على اليمن نموذج مضاف إلى فرادته وتميزه في عطائه بتضحيته بدمه وروحه فداء للشعب والوطن.
الأستاذ محمد مفتاح ألقى كلمة عن علماء اليمن قال فيها: إن الشهيد الصماد شهيد عظيم وقائد استثنائي يعد من أبرز القادة الذين دافعوا عن الأمة والمنطقة في وجه الهجمة الأمريكية الصهيونية ، وسقطوا شهداء عظماء ، ولفت إلى أن الشهيد الصماد كان فريدا في ولائه ووفائه وفي إخلاصه وفي توليه للقيادة والمشروع القرآني ، وأوضح مفتاح أن الشهيد الرئيس كان قريبا من الناس جميعا متواضعا مسؤولا متفانيا في خدمة العامة ، وتحدث عن القيم التي أوجدها الرئيس الشهيد خلال عمله في رئاسة البلاد والتضحية التي بذلها في سبيل الله ، وقال إن الشهيد الصماد كان يجد سعادته حين يتواجد في مقدمة الجبهات وصفوف المعركة مع المجاهدين المقاتلين من أبناء القوات المسلحة والأمن.
وتحدث عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي فقال: في مثل هذا اليوم فقدنا قائدا وأخا عزيزا وغاليا ، علينا أن نجعل منه نموذجا في تحركه وعمله وهمته ومسؤوليته فهو رجل المسؤولية وهو شهيد اليمن ، وقال عضو المجلس السياسي الأعلى: عندما استطاع العدوان الأمريكي السعودي قتل الرئيس الشهيد الصماد ، ظن أنه وجه ضربة قاصمة لظهر الشعب اليمني ، وأن اغتيال الرئيس سيوهن الشعب اليمني لكن ما حدث هو أن ذلك كان حافزا لمزيد من العطاء وقد أدى إلى تحولات كبرى في مسار المعركة الكبرى في مواجهة تحالف العدوان.
الرئيس الذي لا يُنسى من الذاكرة والوجدان
الرئيس الشهيد صالح الصماد ، يجمع بين صفات شخصية قيادية من خلال الكاريزما التي منحه الله ، وبين الوعي العالي والثقافة القرآنية الواعية التي ترجمها في حركته وعمله وفي أدائه وفي عطائه وفي شهادته ، خلال وجوده في الرئاسة كان يخاطب اليمنيين بلغتهم ويغرس لديهم القيم والمفاهيم حتى بات حديثا يوميا في المجالس والتجمعات ، أما باستشهاده فقد أصبح النموذج والقدوة والمثل الأعلى لليمنيين جميعا.
مع إعلان استشهاده خيّم الحزن والذهول في عموم اليمن وكل ديار اليمنيين ، لقد شيعته جموع غفيرة مليونية في ميدان السبعين في 28 أبريل 2018 تحت الغارات الكثيفة التي استهدفت التشييع آنذاك واستشهد وجرح عدد من المشيعين إثرها ، كان مشهد الجثامين للشهيد الرئيس ومرافقيه يشق الجموع التي كانت تهتف بالأصوات وتمضي مسرعة خلف عربات التشييع لكأنها تمضي خلفه إلى حيث يريد ، ما كان لهذا الحب وما كان لهذه العلاقة أن تتشكل بين الشعب والرئيس الشهيد لولا أن اليمنيين وجدوا فيه الرئيس الذي يبحثون عنه طيلة التاريخ ، لكنهم فقدوه بصورة سريعة وفقد العظماء خسارة كبرى.
رفيق السلاح ورئيس جمهورية القائد
في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – الذي ألقاه في يوم تشييع الشهيد الرئيس الصماد في 28 أبريل 2018/م ، قال القائد «أخونا العزيز الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رحمة الله تغشاه هو بالنسبة لنا أخ عزيز، هو أخ عزيز ورفيق درب، منذ زمن طويل، رفيق درب في كل المراحل الماضية، ولكن لا يتسع لنا الحديث لنتحدث عن المراحل الماضية، يمكن أن نتحدث عنه في هذه المرحلة القريبة، يمكن أن يكون للحديث مقامات ومناسبات أخرى أيضا بشكل تفصيلي وواسع، نحن نتحدث عنه اليوم من موقعه في المسؤولية في مرحلة حياته الأخيرة، ومحطته الأخيرة، منذ أن أصبح رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، المجلس السياسي الأعلى هو في موقع رئاسة هذا البلد، بحسب الاتفاق السياسي الذي أقره البرلمان، الرئيس الصماد – رحمة الله تغشاه – منذ البداية عندما وقع الاختيار عليه في أن يكون هو من يرأس المجلس السياسي الأعلى بالتوافق، لم يتحمل هذه المسؤولية من واقع الطمع والشغف بالسلطة ولهث وراء المنصب، وهو منذ اللحظة الأولى كان يطلب منا أن نكلف غيره، أن نختار غيره، أن ننظر غيره، وإذا أردتم اختيار أي شخص، أو ترون في أي شخص أنه أجدر فأنا أرغب بأن تختاروه بدلا عني، فلم يكن ذلك اللاهث وراء السلطة، أو الطامع في المنصب، وهذه حالة إيجابية وإيمانية وعظيمة يمتاز بها كل الرجال الصالحين الأوفياء».
الشهيد الصماد رفيق سلاح السيد القائد – حفظه الله ، منذ بدايات المعارك التي خاضتها المسيرة القرآنية ، ثم لما صار الصماد رئيسا أعلى للمجلس السياسي الأعلى وقائدا أعلى للقوات المسلحة ، حظي الرئيس بتزكية علنية من السيد القائد قال «الجمهورية هنا في صنعاء ، جمهورية برئاسة صالح الصماد» ، تلك التزكية العظيمة كانت بمثابة التزكية المطلقة للرئيس الصماد الذي قاد البلاد في أحلك الظروف وأصعبها ، ومن قائد وعلم مبارك.
أما قبل رئاسته فكان الرئيس الشهيد صالح الصماد قائد جبهة واسعة في حروب صعدة الستة ، فهو المعروف بموقعه الاجتماعي في منطقة بني معاذ التي ولد فيها عام 1979، وفيها أشعل جبهة في الحرب الرابعة وقادها حتى حقق مع المجاهدين انتصارات تكللت بفتح مدينة صعدة، ثم عقب الحرب السادسة في 2010 كان الصماد على رأس لجنة شكلها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي مع أخرى جاءت من صنعاء لإعادة تطبيع الوضع في مدينة صعدة ، تمكن الصماد بوعيه وثقافته وإخلاصه أن ينزع التوتر من مدينة صعدة وما حولها آنذاك.
كل من رافق الشهيد في كل مراحل حياته يعرف نزاهته ومسؤوليته ، وفي رئاسته يشهد اليمنيون جميعا أنه اقترب منهم واقتربوا منه محبة ووفاء إلى الحد الذي جعل الحزن عارما في يوم استشهاده ، وإلى اليوم ما يزال الشعب يحفظ خطابات الرئيس الشهيد ويتناولها ويتداولها وينقلها ويسمعها ويذيعها ويتأسى بها ، هذه الشخصية النموذجية استحقت أن تكون الرئيس الاستثناء والفريد واستحقت أن يكون صاحبها رجل المسؤولية ومن طراز رفيع.