ترافق الصمود اليمني خلال السنوات الست التي مضت من عمر العدوان مع تصعيد متسارع في الرد والمواجهة والتحدي من قبل القيادة الثورية والسياسية والجيش واللجان الشعبية يساندهم أبناء الشعب اليمني ، فعلى الرغم من تأخر قرار الرد على العدوان الغاشم لقرابة الأربعين يوما ، من باب حرص القيادة الثورية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي على حقن الدماء ، ومنح العدو السعودي ومن تحالف معه فرصة للتراجع عن عدوانهم وكف أذاهم عن اليمن واليمنيين والعودة إلى جادة الحق والصواب والاعتذار عن النزوة التي دفعتهم للاعتداء على دولة جارة مستقلة القرار والإرادة ، وانتهاك كافة القوانين والأعراف والمواثيق واللوائح الدولية ، التي تكفل سيادة الدول على أراضيها ، وتمنع أي تدخل في شؤونها الداخلية ، من باب إلزام الحجة أمام الخالق عز وجل ، إلا أن تعنت السعودية وتحالفها الإجرامي وذهابها خلف التوجيهات والأوامر الأمريكية ذهب بها للمضي في تنفيذ المؤامرة ، والاستمراري في قتل المدنيين ، واستهداف البنية التحتية ظنا منهم بأن كل ذلك سيمكنهم من تحقيق الانتصار وفرض الاحتلال والهيمنة السعودية الأمريكية على يمن الإيمان وشعب الأنصار .
ولكن وبعد الزامهم الحجة صدرت التوجيهات بالرد على العدوان وتأديبه على الطريقة اليمنية ، بعد أن طغى وتجبر ، وأعلن تفرعنه وأظهر حالة مقززة من الغطرسة والهمجية والغرور والتسلط ، بدأ الرد اليمني داخل العمق السعودي ، وبدأ المقاتل اليمني حافي القدمين يسطر أروع الملاحم البطولية ، ويسدد الضربات الحيدرية ، والتي على وقع تأثيرها بدأت القرى والمواقع والمعسكرات السعودية تتساقط الواحد تلو الآخر ، ومع مرور الوقت انتقل الجيش واللجان الشعبية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم ومواجهة التحدي بالتحدي ، ومع كل عام يمر من عمر العدوان كان السيد القائد يوجه رسائله التحذرية للسعودية والإمارات ناصحا لهم بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وإيقاف حماقتهم الكبرى قبل فوات الأوان ، وظلت القيادة السياسية ممثلة برئيس اللجنة الثورية الأستاذ محمد علي الحوثي ، ومن بعده الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ، ومن بعده الرئيس مهدي محمد المشاط يحذرون قوى العدوان من مغبة مواصلة العدوان والحصار ، مؤكدين على أن القادم سيكون أشد وجعا وأكثر إيلاما لها ، مشيرين إلى مفاجئات كبرى في المسار العسكري ستقصم ظهورهم وستدفعم الأثمان الباهظة جراء تطاولهم على اليمن واليمنيين وتورطهم في العدوان والحصار عليهم .
تحذيرات ورسائل كان يتعامل معه العدو بسخرية واستهزاء ، ظنوا أن المسألة عبارة عن حرب نفسية ومناورات إعلامية ، وشاءت إرادة الله بأن تمنح اليمن واليمنيين القدرة على تطويع المستحيل وفرض معادلة جديدة للحرب ، بإعلان التحدي والرد المزلزل على إجرام العدوان والحصار ، دخلت الصواريخ البالستية طويلة المدى خط المواجهة ، ودخل معها سلاح الجو المسير اليمني بقوة ، وبدأت العقول اليمنية في وحدة التصنيع الحربي التابعة للقوات المسلحة اليمنية تفرض نفسها في الميدان من خلال تصنيع وتحديث المنظومات الصاروخية والدفاعية بمختلف أنواعها ، وبدأت قوة الردع اليمنية تزداد قوة وصلابة وتطورا ، فصار التحدي هو سيد الموقف من جانب القيادة الثورية والسياسية و الجيش واللجان الشعبية ، ومن خلفهم الشعب الصابر الصامد ، الكل أعلنوا تحدي العدوان وتوعدوه ومن معه بالهلاك والنفوق والهزيمة والعار .
ومع دخول العام السابع للعدوان جدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التحذير والتحدي لدول العدوان مؤكدا على أننا ( قادمون في العام السابع من موقع متقدم على مستوى التصنيع العسكري والتقدم الميداني والوعي الشعبي والزخم العسكري والإنجاز الأمني والصمود الاقتصادي والثبات السياسي والالتزام بالموقف الإيماني ، بلا تراجع ولا يأس ولا إحباط، متقدمون إلى الأمام لإنجازات أكبر وانتصارات أعظم ونجاحات أكثر وثبات أقوى بإذن الله ) وها هو العدو السعودي يستقبل هدايا القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير منذ فجر اليوم الأول من العام السابع ، وما يزال يستقبل الهدايا وبشكل مكثف ، وبالأمس أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي على أن خيارات العدوان بدأت تضيق وخيارات قواتنا المسلحة تتسع، متوعدا الأعداء ب استراتيجية “الوجع الكبير” الكفيلة بتأديبهم وكسر شوكتهم ، والتي أكد على جهوزيتهم لتنفيذها فور صدور التعليمات من القيادة .
بالمختصر المفيد في العام السابع اليمنيون جميعا قيادة وجيشا ولجانا وحكومة وشعبا على قلب رجل واحد ، يواجهون التحدي بالتحدي ، لا انكفاء ولا تراجع للوراء ، وعلى السعودية والإمارات ومن دار في فلكهما أن يحصدوا نتاج إجرامهم ووحشيتهم وغرورهم وغطرستهم ، وعليهم أن ينتظروا الوجع الكبير إن هم أصروا على عدوانهم وحصارهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .