رغم أن القرآن الكريم كتاب الله سبحانه وتعالى لم يترك شيئاً في حياتنا إلا ووضحه وأوجزه، يعلم الجميع أن القرآن يُعدُّ بمثابة الدستور المنظِّم لحياة الأمة المسلمة، وما استغنى به المسلمون في زمنٍ من الأزمان إلا وأغناهم الله -تعالى- به عن كل شيء، ومنهاج الحياة للمسلمين والذي من شأنه أن يوجّه الفرد المسلم إلى طريق الحق القويم في علاقته مع الله -تعالى- وعلاقته مع الناس ومع نفسه، ويتعامل مع الحياة الدنيا على أنَّها وسيلةً للحياة الآخرة، وليست غايةً في حدِّ ذاتها، كما على المسلم أن يتَّبع منهج الله في طلب الحق وتزكية نفسه، ويدافع عن أمّته وينصح لها، أمَّا عن علاقته بغير المسلمين فقد بيّنها القرآن الكريم في قوله تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) هذا المنهج العظيم بين لنا معنى الشهادة ومن هو الشهيد وربط ذلك بالجهاد في سبيل الله.. ففي القرآن الكريم نجد المناهج الثابتة والسنن الجارية والقيم السائدة والمثل العليا والموازين العادلة والقواعد الراسخة والأفكار السامقة والتصورات الراشدة، وغير ذلك مما جعل القرآن الكريم كتابًا خالدًا شاملًا ومحكمًا يخاطب الإنسان والزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وكما هو معلوم أننا نواجه مرتزقة العدوان في الجبهات منذ ست سنوات، وهم يدعون أن قتلاهم شهداء، مع أنهم يحاربون بدعم خارجي ويجلبون الغازي إلى وطنهم.. كما يقع بعض عامة الناس في لبس، ويعتقد أن الحرب بين يمنيين مسلمين.. وهذا طبعا غير صحيح فكان للعلماء رأي واضح وسديد في ذلك!! ولا يزال بعض أئمة وخطباء المساجد للأسف يظهرون ” الحياد ” ويدعون من على منابر المساجد: اللهم انصر الحق.. اللهم انزل غضبك على من يعرقل إحلال السلام في بلادنا.. دون أن يحددوا للناس أين هو الحق ومن مع الحق، ومن بدأ الحرب ومن يعرقل جهود السلام!! ولتوضيح الصورة في هذا الجانب للناس التقت “الثورة” عدداً من علماء الدين، وخطباء ومرشدين.. فكيف بينوا للناس من هو الشهيد؟ وما حال من يدعي الحياد حد زعمه..؟ نتابع:
الثورة / عبدالواحد البحري
يقول الأخ / فؤاد ناجي – نائب وزير الأوقاف والإرشاد: الشهادة مصطلح قرآني أطلقها الله سبحانه وتعالى لمن يسقط في جبهة الحق ضد الباطل .. وبالتالي نحن ندافع عن أنفسنا دفاعاً مشروعاً ومحقاً ضد الباطل الذي يحظى بدعم أمريكا وإسرائيل فقتلى المرتزقة لايمكن أن يكونوا شهداء وإلا كان قتلى الصهاينة شهداء .
يقول الله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) فشهداؤنا هم شهداء الوطن شهداء الحق شهداء المظلومية وهم يدافعون عن بلدهم استشهدوا في سبيل الله وليس في سبيل أمريكا وإسرائيل.. لا يمكن أن تقاتل مع هاتين الدولتين وتحسب شهيداً.
مكتوفو الأيدي
وبخصوص حيادية بعض خطباء المساجد يرى نائب وزير الأوقاف والإرشاد أن ما نعيشه ونشاهده اليوم بأم أعيننا لكاف لمثل هؤلاء الخطباء ألا يكفي ست سنوات ومن لم تتضح له الرؤية لا ينبغي له أن يخطب جمعة واحدة.. نحن قد وجهنا مكاتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظات أننا لن نقف مكتوفي الأيادي أمام أي خطيب لا يدين العدوان بالشكل الواضح والصريح ولا يحدد موقفاً واضحاً تجاه ما يتعرض له الوطن من عدوان بربري وهمجي واضح وصريح.. وست سنوات كافية لإيقاظ الموتى من قبورهم فما بالنا من ضمائر الخطباء الميتة.
ويضيف الأخ النائب: إن رسالة المسجد هي رسالة الإسلام لأن المسجد هو الحكومة وفيه التعبئة العامة للجهاد في سبيل الله وفي المسجد أيضا كانت تجيش الجيوش فيها وتعقد فيها الرايات وكانت المساجد عبارة عن توجيه معنوي للمجاهدين.. وكان المسجد أيضا مدرسة وجامعة، وبالتالي يجب أن يعود للمساجد ألقها ودورها الريادي مثلما كانت بدلا من أن يظل دورها محصورا في أعمال وطقوس لا تمت للحياة والواقع بصلة.
مكامن الضعف
الأخ/ صالح علي الخولاني – وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد – لقطاع القرآن الكريم: بداية نعزي أنفسنا ونعزي الأمتين الإسلامية والعربية كما نعزي قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ذكرى استشهاد القائد الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه نحن اليوم نحيي ذكرى الشهيد القائد لماذا؟ نحييها؛ لأن الشهيد القائد أحيا فينا الإيمان وعظمة القرآن وقال رضوان الله عليه أن القرآن هو من يجب أن يجمعكم تحت رايته وقيادة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله والله يقول: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) فنحن اليوم نلاحظ العالم بأمته ونلاحظ فيه مكامن الضعف والقوة ولو نظرنا إلى تلك الكلمات التي نطقها وقالها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- هي أن مكمن الضعف في هذه الأمة الإسلامية هو في بعدها عن دين الله، وبعدها عن منهج الله، وعن الارتباط بمنهج الله، وعن الاستجابة لله، وعن العمل بتوجيهات الله، فعندما خدعت الأمة، وتركت القرآن والإسلام جانباً، وذهبت إلى ما يسمى بالحضارة الغربية وقعت فيما وقعت في هذا الفخ، وأصبحت في ضعفٍ وهوانٍ، ولا نستطيع التمييز بين موقف العظماء والعملاء، ومواقف المؤمنين، ومواقف المنافقين، ومواقف الصادقين؛ لأننا لا نمتلك قاعدة ننطلق من خلالها، ولا منهجية نستطيع من خلالها نحكم ونتحاكم، فالشهيد القائد -رضوان الله عليه- أعادنا إلى المنهجية الإلهية، أعادنا إلى القرآن الكريم، وإلى الله، فإذا أردت أن تعرف أن هذا شهيد، وأن هذا غير شهيد هذا محق، وهذا على باطل، هذا في سبيل الله، وهذا في سبيل الشيطان، هذا مع الله أو مع أعداء الله عليك أن تعود إلى القرآن وستجد أن القرآن يقول (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
ليس مؤمناً
وأضاف الوكيل الخولاني متسائلاً: هل يوجد اليوم طاغوت أحقر من أمريكا وإسرائيل اليوم الطاغوت متمثل في أمريكا وإسرائيل أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.. ومن يقاتل في هذا الحلف بالتأكيد ليس شهيداً وليس عظيماً وليس مؤمناً وليس في سبيل الله؛ لأن الله يقول: (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) صدق الله العظيم. وهذا كلام الله ومن يقاتل في سبيل الطاغوت ليس مؤمناً وليس شهيداً وليس في جنة الله ورحمته.. الشهداء هم من يقاتلون في سبيل الله والذين يدافعون عن دين الله وهم من يقفون في صف الله ورسوله وأولياء الذين لا شهادة لهم للأسف هم الذين يقاتلون في صف الأمريكي والإسرائيلي واليهودي والمسائل واضحة في هذا الشأن.. اليهود يقاتلون في صف الشيطان والقضية واضحة.. متى ستكون أوضح..!! عندما نعود إلى الله ونعود إلى كتاب الله وعندما نعود إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. هؤلاء الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت هم منافقون وليسوا بمسلمين فمن يتولى اليهود والأمريكان ليس مؤمناً والقرآن خير شاهد وهو من يحكمنا ونحتكم إليه دائما.
وتابع: القرآن يقول: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
وبالتالي أن القرآن هو من يحكمنا كمسلمين ومؤمنين به وبما أنزله الله على سيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله.. الله قد سمى من قتل في سبيله شهيداً ومن هو في سبيل الشيطان فهو عميل وهو كذلك هالك والى جهنم وبئس المصير.
أما الخطباء الذين يعتلون المنابر اليوم وهم لا يزالون في موقف الحياد هؤلاء الخطباء للأسف الشديد تثقفوا بثقافات خارج الثقافة الإلهية والقرآنية وسبق وان قالها الشهيد القائد حسين الحوثي -رضوان الله عليه-: لقد أصبنا بشيئين بثقافة مغلوطة وبعقائد باطلة من خارج الثقلين أي من خارج القرآن الكريم وعترة رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. هؤلاء تثقفوا بالثقافة الوهابية وبالعقائد الباطلة التي اختلطت بعقائد يهودية للأسف الشديد ولهذا الأمريكي حين شاهد اليمن اليوم يعود إلى دين الحق إلى القرآن الكريم إلى كلام الله ومنهجه عز وجل بدأت أمريكا وإسرائيل تقلق كثيرا لأنهم استطاعوا السيطرة في زمن قياسي وبدأوا يتدخلون في الدين والإسلام وأوجدوا إسلاماً يتماشى مع سياستهم أزاحوا آيات الجهاد والآيات التي تكشف خبث اليهود والنصارى التي تبين العدو من الصديق وحصل لبس عند قاصري الوعي من الذين يرتبطون بالمشروع الأمريكي هؤلاء سيأتي اليوم الذي يفصل بينهم وبين هذا المشروع وسيندمون حين لا ينفع الندم.
ويواصل الوكيل الخولاني حديثه: نقول لهؤلاء الخطباء الذين لا يستشعرون المسؤولية تذكروا قول الله: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ).. لا يوجد شك بأن أمريكا تقلق من دخول المؤمنين مدينة مارب لتطهير مارب كما تقلق بريطانيا من تطهير مارب من دنس الغزاة ومن انتصارات المجاهدين الأبطال.. ماذا يعني دخول مارب..! ولماذا الخوف؟
هذا القلق يبين ما لا يدع مجالاً للشك أن يد أمريكا وبريطانيا ستقطع هناك على أيادي المجاهدين وإذا لم يتبين ذلك للخطيب بأن الجيش واللجان الشعبية هم من سيقطعون أيادي أمريكا وإسرائيل في مارب فهذه مصيبة وأن الشعب اليمني محق في تطهيره لمارب متى يا ترى سيرى هذا المرجف (الخطيب) ويتضح له الحق من الباطل في النهار أم في سواد الليل..
ويسترسل بالقول: نقول لهؤلاء اذا لم يتبين لكم ذلك في هذا اليوم فمتى سيتضح لكم الأمر نحن سمعنا الشهيد القائد حين قال: لو صرخ الشعب اليمني أسبوع واحد لعدلت أمريكا من قرارتها في المنطقة، ولعدلت من اتهاماتها للشعب اليمني بالإرهاب.. وشاهدنا جميعا ماذا فعلت الصرخة حين تعالت خلال أسبوع في اليمن شاهدنا أيضا الرئيس الأمريكي بايدن عندما ألغى قرار ترامب المشؤوم بحق الشعب اليمني وما هذا إلا دليل واضح وصريح على أن اليمن على حق وان الذين يقفون ضد اليمن هم في صف الباطل وفي صف الإجرام.
ويضيف صالح الخولاني نقول لهؤلاء الخطباء: اتقوا الله عودوا إلى رشدكم وعودوا إلى وطنكم اليمن.. اليوم لا يوجد إلا فسطاطان لا ثالث لهما فسطاط حق وآخر باطل فسطاط الحق بين وواضح وجلي إيماني والآخر نفاق وكفر..
اليوم لا يوجد إلا يمن الإيمان والحكمة والفكر اليمني الذي لا يقف في صف الكفر والنفاق والإجرام الذي تتزعمه أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات.
إذا لم يكف هذا الدليل نقول لمثل هؤلاء الخطباء أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.. نؤكد على العودة إلى الله والقرآن ويقول لهم عودوا إلى رسول الله وعترته فالنصر آت آت والخزي والعار للمرجفين.
تحت راية العدوان
جميل غالب اللاحجي – أستاذ علوم القرآن بجامعة صنعاء يقول: المصدر الذي دلنا على الشهادة والاستشهاد هو القرآن الكريم يقول سبحانه وتعالى (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) صدق الله العظيم اليوم نحن نقاتل في سبيل الله وإرضاء لكلمة الله دفاعا عن الدين وعن العرض وعن المقدسات لكن الآخرين يقاتلون تحت راية العدوان وما تسمى بالشرعية أي شرعية؟..!!
عمليا الشرعية مسجونة إذا هم يقاتلون تحت راية الكفر وهذا معروف ومعلوم لدى الجميع من العراق إلى اليمن فمن كان قتاله في سبيل الله ونصر للمستضعفين بدلا من سحلهم وتعذيبهم وشنقهم وإبادتهم بمختلف أنواع الأسلحة كان قتاله لنصرة الله ونصرة المستضعفين فهو بلا شك الشهيد ولدينا مقارنة بين الشهيد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم وبين جيش يزيد فهذا افضل شاهد للأمة أن تعرف من هم على الحق الذين وقفوا في صف الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة أم من وقفوا في صف يزيد الطاغية الذي كان يدا لليهود والنصارى الذي كان يداعب القردة والخنازير وكان يسكر ويزني ويفسد فمنهم الشهداء الذين هم مع الإمام الحسين ابن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أم الذين مع يزيد ذلك الطاغية ابن الطلقاء.
الحق اليوم أبلج
ويرى الأستاذ الجامعي اللاحجي أن الخطباء والمرشدين الذين يقعون في خطأ الحياد وينادون من منابرهم (اللهم انصر الحق) وهم يتعامون ويتغاضون وهم لا يعلمون بالحق نقول عنهم هؤلاء في قلوبهم مرض.. فزادهم الله مرض ولهم عذاب أليم، ما موقفهم أمام الله سبحانه وتعالى، يوجد هنا في هذه الحياة صفان مؤمنون صريحون أو منافقون صريحون أيضا فاختاروا لكم صفة من بين الخيارين الاثنين إما أن تكونوا إلى صف المؤمنين وتحثون على الجهاد في سبيل الله مع المستضعفين والمؤمنين وأما أن تكونوا في صف المنافقين الذين يعتبرون اليد والقدم لليهود والنصارى في كل البلدان العربية والإسلامية.
ويرى اللاحجي أن الارتقاء برسالة المسجد تنطلق أولا من استشعار عظمة الله والخوف من الله وان نتكلم بلسان الأنبياء صلوات ربي عليهم جميعا وان يستشعر الخطيب المسؤولية وان يخاف الله سبحانه وتعالى ولا يسيس الخطيب كلامه وفق هواه لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا).. على الخطباء والمرشدين أن يكونوا قدوة للآخرين وان يحثوا الناس على الجهاد في سبيل الله وعلى النفير استجابة لله سبحانه وتعالى والحق اليوم أبلج.
القرآن الكريم هو الفيصل
يقول محمد إبراهيم شرف الدين – خطيب جامع: موضوع القتلى من يعتبرهم البعض بأنهم شهداء يجب العودة إلى كتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم فهو الفيصل بيننا وبين من يدعون أن قتلى اليهود والمنافقين شهداء ربط الله سبحانه وتعالى الشهادة في سبيل الله وقال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ).
وفي آية أخرى قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) صدق الله العظيم.. فنجد أن الله سبحانه وتعالى قرن موضوع الشهادة في سبيل الله بأنها تضحية واعية شرط أن تكون في سبيل الله أما من يقتلون في سبيل الارتزاق وفي صف العدوان فبالتأكيد هم قتلى وليسوا بشهداء ولا تنطبق عليهم صفة الشهادة لأنهم قتلى في سبيل أمريكا وإسرائيل وعملاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة والذين يقتلون في هذا الصف لا يصح تسميتهم بالشهداء فهم في الحقيقة قتلى.
فاليوم بدأت الأمور واضحة وجلية فمن يقاتل من صفوف المرتزقة معروف للجميع أنهم يقاتلون في خندق واحد مع الأمريكي ومع الإسرائيلي وهناك لقاءات واضحة للعيان مع أمريكا وإسرائيل من قبل قاداتهم ورؤسائهم وهذه اللقاءات مصورة ومتلفزة أيضا ولا يخفى ذلك الفعل على أحد..
هناك مشروع يحملونه هو مشروع أمريكي وإسرائيل يسعى إلى تجزئة المنطقة ويسعى أيضا إلى إيجاد موطئ قدم لأمريكا ولإسرائيل في نفس الوقت.
وتابع الخطيب شرف الدين: إننا اليوم نشاهد من يقاتلنا إلى جانب السعودي والإماراتي والبحريني كل الدول التي تقاتلنا باتت في خندق العمالة الواضحة إذا كانوا في السابق أولياء لأمريكا وإسرائيل فهم اليوم باتوا يعلنون ذلك صراحة للجميع دون خجل من أحد، وظهرت خياناتهم وعمالاتهم واضحة للجميع.. فالذي يقتل داخل هذا الخندق بالتأكيد أنه ليس شهيدا في سبيل الله فهو قتيل في سبيل الطاغوت المتمثل بأمريكا بينما نحن نقف مدافعين عن أنفسنا وعن بلادنا ونحمد الله أن شهداءنا في سبيل الله مع الخالدين.
التحرك الإيماني
ويرى الأخ أحمد عبد الله الفورزي – خطيب وأمام مسجد النور في مديرية بني قيس حجة : من تنطبق عليه صفة الشهادة واضح وجلي من القرآن الكريم، الحرب ليست كما يعتقد بعض الذين انخدعوا بمفاهيم مغلوطة وتعاموا عن الحقيقة فتهيأ لهم أن الحرب بين يمنيين مسلمين بل الحقيقة واضحة كوضوح الشمس وأن العدوان هو عدوان صهيوني أمريكي يستهدف الجميع والله سبحانه وتعالى قد وضح لنا طبيعة اليهود وعداوتهم وغزوهم للإسلام والمسلمين قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) صدق الله العظيم.
كما حثنا في الكثير من الآيات على صدهم وقتالهم قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ) صدق الله العظيم ..فهم من ارتكبوا جريمة الإبادة في أفغانستان وكوبا وفتنام وهم من غزوا واحتلوا ودمروا فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وكذلك اليمن إلا أن اليمن تميز عن غيره ووقف الموقف المشرف وتحرك التحرك الإيماني الصادق واستجاب لداعي الحق والنصرة ودين الله وان كل من يقف مع العدوان الصهيوني من المرتزقة ويدعون أنهم على حق وان قتلاهم شهداء فهم كاليهود بل هم أسوأ وقد بين ووضح القرآن الكريم أن من يوالي اليهود أنه منهم وقال تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) صدق الله العظيم..
وحول الحياد يقول الفورزي: بقى بعض الخطباء ممن لا يزالون حتى اليوم وهم في حياد من الحرب: الظاهر أن من يعتقدون ذلك هم يؤيدون العدوان ولكن بتستر وبصفة الحياد والا فالحقائق جلية وواضحة كوضوح الشمس والعدو يستهدف الجميع أو ربما أن الله قد طبع على قلوبهم فأصبحت أشد قسوة من الصخرة الصماء وأصبح لا يؤثر فيهم هدى الله وما يجري في الواقع من الحقائق ولا يثيرهم ما يفعله اليهود في أبناء الأمة الإسلامية فينظرون من منظار أسود..
وختم بالقول: يمكن الارتقاء برسالة المساجد من خلال الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة واختيار خطباء للمساجد يحملون هم الأمة ويؤدون المسؤولية على أكمل وجه ويبلغون رسالات الله بالشكل المطلوب..
عميل محتل
يقول إسماعيل سرحان– خطيب مسجد مذيخرة في محافظة إب : نحن كأمة مسلمة لها منهجية عظيمة وهي المنهجية القرآنية لابد أن تكون نظرتنا إلى الأهداف نظرة قرآنية .
فالحرب في اليمن ليست حرب مسلم يقتل مسلم كما يقول بعض اليمنيين قال تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) وليس كما يقول المرتزقة أن قتلاهم شهداء فكيف يكونون العميل والمعتدي ومن يمضي خلف الغزاة والمحتلين الذين يمتهنون كرامتهم ويحتلون أرضهم وهم تحت الأوامر الأمريكية والإسرائيلية عن طريق السعودية والأمارات فاذا قتل في المعركة قتله أولياء الله وأنصاره كيف يكون شهيدا وهو عميل محتل .
ويضيف سرحان: إن حيادية الخطباء والمرشدين لا تقبل هذه الأيام لأن ذلك الفعل يعتبر خذلاناً للحق وتدعيما للباطل وتثبيطا عن الجهاد في سبيل الله خاصة اذا كان من أهل العلم ومن خطباء المساجد فالوقوف بين الحق والباطل حقه من صفات المنافقين.. وهذا ما نعانيه في كثير من المساجد فعلى مكاتب الأوقاف أن تكون لها إجراءات لحل مثل هذه القضايا ولن نرتقي برسالة المساجد إلا إذا تم اختيار خطباء ذوي عقلية سوية ومثقفة لأن الخطباء دورهم مهم في تثقيف الأمة بما يحاك ضدها من مخاطر ومكايد.
تضليل الناس
يقول الأخ / عبد الله محمد سيف النمر- خطيب مسجد الفلاح في تعز: كيف يدعون مرتزقة العدوان أن قتلاهم شهداء مع أنهم يحاربون مع العدوان الخارجي ونقول لهم أولا الشهادة لا تكون إلا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ودفاعا عن المستضعفين وليس من أجل المال هم أولياء للنظامين السعودي والإماراتي والسعودية والإمارات أولياء لليهود والنصارى وهذا لا يخفى على أحد ..
الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم فكيف تقولون أنكم شهداء وانتم في صف اليهود والنصارى على ماذا يدل هذا..؟ هذا يدل على أنهم بعيدون كل البعد عن الدين وعن القرآن الكريم وعن الله سبحانه وتعالى.
ويضيف: إن بعض خطباء المساجد لا يزالون يظهرون الحيادية ويظنون أن الحياد هو الموقف الصحيح، نقول لهؤلاء والله إنما أنتم في سبات وفي ظلام وهذه الحالة خطيرة على الإنسان وخاصة أنتم الخطباء لأنكم تضلون الناس من على المنابر ليصبح الناس في الضلال وهذا الضلال ناتج عن بعدكم عن القرآن الكريم لأن القرآن الكريم يوضح الحق من الباطل فمن المستحيل أن يتصارع الحق مع الحق ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) خطباء المساجد الذين هم في حياد نقول لهم أنتم في حالة خطيرة أنتم في ظلال وتيه وينطبق عليكم قول الله تعالى (مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) صدق الله العظيم.
عميل مع سبق الإصرار
يقول الشيخ / فضل علي فضائل – خطيب مسجد التقوى في محافظة حجة: من يصفون قتلى المرتزقة بالشهداء هذا خطأ بيّن وأن أمثال هؤلاء يعتبرون منافقين أنهم يقفون في صفوف العدوان ويجلبون الغزاة إلى وطنهم وهم في حقيقة الأمر مرتزقة خائنون للوطن وأن قتلاهم ليسوا بشهداء فهم واهمون ومخطئون كيف يكون قتلاهم شهداء وهم يتولون اليهود والنصارى ويقفون في صف العدوان الذي يحتل وطنهم وينهب ثرواتهم تحت مسميات واهية وهم بذلك مخدوعون ومخادعون لأنفسهم.
ومن يظن أن الحرب بين يمنيين مسلمين فالمرتزقة موالون لليهود والنصارى في باطنهم وظاهرهم لأن ما حصل ويحصل من تدمير ممنهج للبيوت والبنى التحتية من قبل العدوان يثبت أن هذا الفعل من قبل اليهود والنصارى أعداء اليمن، فاليهود معروفون بحقدهم على الأمة المسلمة ومدى كرههم للإسلام والمسلمين، وهؤلاء أداة لأمريكا وإسرائيل والمنفذون لمخططاتهم دول عربية للأسف والمرتزقة من أبناء اليمن والأفضل أن نطلق على قتلاهم مسمى قتلى اليهود ولهذا ليسوا بشهداء .
وعن خطباء المساجد الذين يظهرون الحيادية هم في الحقيقة عملاء ومرتزقة لدى العدوان حيث انهم يضللون الحقائق ولايعلمون الناس ولا يفهمونهم أين مكمن الحق.. ويصيحون من أعلى المنابر بأدعيتهم التي تعلن الحياد وهذا من التضليل أيضا وتزييف الحقائق.
ومن يعتقد أن الحياد هو الحل الأمثل فهو في ضلال كبير ويبعد كل البعد عن الواقع.. والحقيقة أنه عميل مع سبق الإصرار والترصد مع العدوان الغاشم على اليمن ويعتبر يداً للعدوان وشريكاً في قتل وتدمير اليمن.
يجب أن يبقى دور المسجد كما أسس لأجله توعية وتثقيفاً وتحشيداً ومكاناً للتوعية الإيجابية وتبيان الحق من الباطل ولا نجعل من المسجد مكانا لإفساد المعتقدات حتى يؤدي المسجد رسالته السامية.
رضا الله
يقول محيي الدين منصور الحداد – خطيب مسجد في محافظة إب: بعد الحمد الله القائل (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
عندما يقول بعض الخطباء وبعض الناس أن الحرب منذ ست سنوات بين اليمنيين مسلمين وان قتلى المرتزقة شهداء فهذا الكلام كذب وتدليس على البسطاء لا يقبله العقل والمنطق كيف يكون شهيدا وهو يقاتل من اجل المال ليس لديهم مشروع يقاتلون من أجله ولا هدف سواء العبث والنهب وقتل الأبرياء ولا أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى مناقشة لأن الله سبحانه وتعالى يقول (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) صدق الله العظيم
صف واحد أمة واحدة مشروع واحد هو إعلاء كلمة الله وليس كما هو حال المرتزقة فمنهم من يقاتل مع السعودية ومنهم من يقاتل مع الإمارات والجميع يقاتل تحت أمريكا ومنهم من يقاتل مع طارق عفاش فأين الذين قال الله عنهم (يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) فهم يقاتلون مع المرتزقة ويعملون على أنهم عملاء أين الشهادة منهم ولذلك نراهم يفرون من المعارك حين تشتد المواجهة يفرون والمجاهد المؤمن لايفر من المعركة لأنه يعلم انه شهيد وأنه يقاتل في صف الوطن وضد المعتدي.. وكثير من المرتزقة الذين تم أسرهم يعترفون بانهم مرتزقة المال المدنس وتم خداعهم وغرر بهم من اجل المال فقط.
ويضيف ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون فموقف مثل هؤلاء الخطباء هو موقف المنافقين الذين كانوا في زمن الرسول والذين كانوا يعملون على تثبيط المجاهدين من المسلمين وجعلهم في لبس وعملوا على بناء مساجد (ضرار) لتشويه مسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام فهم استخدموا نفس الأسلوب والله عرفهم بقوله تعالى (مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) فهم يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون الحق جيدا ولكن الله قد طبع على قلوبهم بسبب ذنوبهم وأعمالهم السيئة والتي هي خلاف ما يظهرون عليه امام الناس فالإغواء هو أسلوب شيطاني ولبس الحق بالباطل والذي أستخدمه مع أبينا آدم عليه السلام .
يمكن الارتقاء برسالة المسجد من خلال قول كلمة الحق والتمييز عن الباطل وكشف الحقائق للناس والأعمال التي يسعى لها الأعداء وحث الناس على الأعمال التي فرضها وأوجدها الله سبحانه وتعالى مثل الجهاد في سبيله والزكاة والإنفاق في سبيل الله وغيرها من الأعمال الحسنة ومن اجل ابتغاء مرضاة الله .
لا ينسجمان
يقول الشيخ / جمال الحمادي – أمام مسجد بني الحارث – محافظة صنعاء: إن الله يقول في كتابه الكريم عن هذا الموضوع (مَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) ويقول (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) هذا أولا،، ثانيا ان الحق والباطل لا ينسجمان وان الباطل والباطل ينسجمان مع بعض وذلك هم جلبوا معهم الغازي من اليهود والنصارى وهذا لايجوز شرعا باي حال من الأحوال لأن الله يقول (يا أيها الذين أمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء..) صدق الله العظيم فهم بهذا قد جعلوا من اليهود والنصارى أولياء فهم يطلبون منهم الدعم والعون .
ويضيف أن الخطباء والمرشدين الذين لايكون لهم موقف من الأحداث فهم بهذا يعملون على تضليل الناس بهذا الحياد غير الموفق الذي يقعون فيه دون ان يشعروا.. وبهذا هم يرتكبون جناية على الناس وعلى الأمة الإسلامية.
والارتقاء برسالة المسجد يتمثل بأداء الرسالة الحقيقية لهذه الأماكن المقدسة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولذلك العمل على إصلاح الأئمة والخطباء وعرس المسؤولية في قلوبهم ومشاعرهم من خلال القرآن الكريم.
وسيلة الجبناء
يقول الخطيب محمد احمد المسدس – محافظة مارب: من يعتقدون بأن الحرب في اليمن بين اليمنيين المسلمين فإنه مضلل وواهم لأن الحرب في اليمن كما أثبتته الأدلة والشواهد والبراهين هي حرب أمريكية إسرائيلية ضد اليمن بكل ما تعنيه الكلمة.. وتدار من قبل أمريكا وإسرائيل وبدعم منهم في كافة المجالات.. وكما أن الحرب على اليمن أعلنت من البيت الأبيض الأمريكي عن طريق أدواتهم السعودية والإمارات ومرتزقتهم من اليمنيين والشواهد والأحداث تثبت ذلك في مالا يدع مجالا للشك..
وأما ما يقال من أن قتلى المرتزقة أن هم شهداء فان من يحاربون من المرتزقة بدعم من تحالف العدوان على اليمن المتمثل في السعودية والإمارات وغيرها من الدول المتوليين لليهود والنصارى والمنفذين للمخطط الاستعماري الأمريكي الإسرائيلي على البلدان العربية فإن هؤلاء المرتزقة لا يعتبرون شهداء وإنما منافقون ومثلهم مثل اليهودي والنصراني المعتدي.
وهم كما حكى الله عنهم بتوليهم لليهود والنصارى فانهم منهم مصداقا لقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
(فإنه منهم)..فان من يقتل من المرتزقة فانه قتيل في خدمة أمريكا وإسرائيل ومن أجل الارتزاق وليس شهيدا في سبيل الله.. لأن الشهيد هو من تكون غايته من الجهاد والاستشهاد هي إعلاء كلمة الله وليس من أجل الارتزاق وإعلاء كلمة أمريكا وإسرائيل أعداء الأمة الإسلامية، رأيي في أمثال هؤلاء الخطباء أنهم منافقون مضللون.. يضللون الحقائق ويخفونها ولا يوضحون للناس الحق من الباطل..
فالحق واضح والباطل واضح الحياد هو وسيلة الجبناء يقولون أنهم محايدون لكي لا يقولوا كلمة الحق وهم يعرفون الحق لكنهم يتعنتون.
يمكننا الارتقاء برسالة المسجد من خلال جعله مكاناً لإصلاح واقع الناس ومنبره، مكانا لتصحيح عقائد وثقافات الآخرين .
يقاتلون مع الغازي
يقول ابو الحسنين محمد يوسف عبد العزيز ردمان الحميري- خطيب في مديرية ذي السفال محافظة إب: المرتزقة يعلمون ويدركون ويوقنون أنهم يقاتلون مع الغازي وجهادهم في سبيل المال وليس في سبيل الله، جهادهم في سبيل أن تدخل إسرائيل اليمن وتقيم قواعدها العسكرية وقد دخلت وأنشأت قواعدها بدعم ومساندة المرتزقة للإمارات والسعودية ..بفضل المجاهدين في سبيل أن تدخل أمريكا اليمن .. تمكنت أمريكا من دخول اليمن وأقامت قواعدها..
وأضاف : المرتزقة يقاتلون إخوانهم اليمنيين بحجج داحضة ..لولا المرتزقة ما دخل التحالف أرضنا ولا دمرت السعودية بنيتنا التحتية .وقتلت الأطفال وشردت النساء وهدمت المباني فوق رؤوس ساكنيها.. المرتزقة مجاهدون ولكن في سبيل الطاغوت وليس في سبيل الله.. هم يعلمون علم اليقين أن الحرب ليست بين يمني مسلم ويمني آخر مسلم.. وانما بين يمني خائن باع وطنه وتسبب بتمزيقه وقتل وهدم وسفك حرمة المسلم ..وأدخل بغاة الأرض بلاده من أجل ان ينال منصبا ومالا.. ويمني آخر يدافع عن أرضه وشرفه وكرامة شعب بأسره. يعادي اليهود والنصارى جهارا وصرخته تدوي الأرض لها… وقف في وجه أمريكا وإسرائيل . وفي وجه من يتولاهم ..ورفض كل الإغراءات التي قدمها الأمريكان واليهود لكي يتنازل عن دينه وعن أرضه وعن شعبه.. هنا يطرح السؤال من المجاهد في سبيل الله ومن المجاهد في سبيل المال والطاغوت… فلنسأل الطفل والشيخ والمرأة. والجاهل والأصم والأعمى. كلهم سيقولون انصار الله هم المجاهدون.. والمرتزقة هم المجرمون. فكيف لنا ان نقول مسلم يقتل مسلم والله. سبحانه وتعالى يخبرنا مشيرا وموضحا ومحذرا انهم ليسو بمسلمين ألم يقل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) .
وتابع الحميري حديثه قائلا: الخطباء لا أقول كلهم بل أغلبهم . تلقوا دراستهم على يد الوهابيين أو الإصلاحيين فهم من درسوهم وحفظوهم القرآن، وهم من فسروا لهم القرآن على هواهم وبما يخدم مصالحهم. . فجعلوهم يقدسون علماءهم أكثر من تقديسهم لله.. فترى الخطيب يبدأ بأية من القرآن.. وبقية الخطبة قال ابن تيمية قال ابن باز قال بن عثيمين . والمصحح الألباني.. خطباء أحزاب ومذاهب .. والحل الأمثل هو ما قدمته وزارة الأوقاف والإرشاد خطب تعمم على المساجد ..تتساير مع الأحداث وتوعي الناس وتذكرهم..
لا يكون الارتقاء برسالة المساجد إلا بإنشاء عقول إيمانية لا تتعصب لمذهب أو لحزب، عقول تهدي للحق تهدي للرشد.. تحذر من يتآمر على المسلمين.. ويبينون لهم العدو الحقيقي ومن يوالي العدو ..وتبين لهم طريق الحق ..فتكون المساجد بهذا قد أدت رسالتها.
وفي الأخير يتبين لنا أن قتلى المرتزقة ليسوا بشهداء والقرآن الكريم خير شاهد وحكم بين عامة المسلمين ..
فمن حمل سلاحه إلى جوار الأجنبي الغازي والمتمثل بأمريكا وإسرائيل ومن عاونها من المنبطحين العرب هو قتيل ومأواه جهنم لأنه باع دينه ووطنه لليهود وساعدهم وسهل لهم غزو بلاده .
وبخصوص المرشدين والخطباء ممن يعتلون المنابر وينتهجون منهج الحياد ونحن اليوم على مشارف العام السابع من العدوان نقول لهم كفى ولا بد من محاسبتهم كونهم لا يختلفون عن الغازي (الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي) الذي وصل إلى أراضي اليمن بسلاحه الموجه منذ ست سنوات ونيف صوب أبناء جلدته وبني عمومه، إذاً فهذا الخطيب لا يقل إجراماً من الغزاة، وعلى مكاتب الأوقاف والإرشاد أن يتحملوا المسؤولية تجاه هذه المهازل وهذه الخيانة من بعض الخطباء مع الأسف.
تصوير / فؤاد الحرازي