بدأت أمريكا منذ 2003 بوضع خططها لتدمير ترسانة اليمن العسكرية وعلى رأسها منظومة الدفاع الجوي
تدمير منظومة اليمن الدفاعية وسلاحه الجوي بتخطيط وإشراف أمريكي
قائد الثورة : التآمر الأمريكي على مقدرات اليمن الدفاعية وجيشه استمرت سنوات بتواطؤ وخيانة النظام السابق
وثائق سرية : “صالح” عرض على القوات الأمريكية الدخول إلى اليمن لشن هجمات ضد تنظيم القاعدة
تعطيل أجزاء داخلية لمعظم الطائرات الحربية كانت بدايات تدمير سلاح الجو اليمني
إسقاط وتفجير أكثر من 27 طائرة عسكرية منها 7 طائرات «سوخوي-22» وطائرة «ميغ-21» و3طائرات «أنتونوف-26» ومروحيات عسكرية
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية اليمن بعد أفغانستان والعراق ، من حيث استهدافه والعمل على تمزيقه وتفتيته وخصوصا بعد حادثة المدمرة الأمريكية كول في عدن ، واتخذتها ذريعة لتدخلها بشكل مباشر تحت مبرر مكافحة الإرهاب ، وحماية ممرات الملاحة الدولية ، فأخذت تعزز تواجدها وتدخلاتها في مختلف الجوانب وخصوصا في المجالات الأمنية والعسكرية ، وتفرض سياساتها وأجندتها كما يحلو لها ، وأصبح سفيرها في صنعاء كأنه الحاكم الفعلي للبلاد .
الثورة/ عبد الملك محمد – افتكار أحمد
سلاح الجو اليمني وخطط استهدافه
تعرضت القوات الجوية والدفاع الجوي ومختلف قوات الوحدات العسكرية والأمنية لمؤامرة أمريكية بهدف تفتيت وإضعاف قدراتها القتالية، من خلال عمليات الاستهداف المباشر لطائرات القوات الجوية والدفاع الجوي منذ العام 2005م.
وكانت اليمن وفق مصادر عسكرية في القوات الجوية اليمنية، تمتلك قرابة 170طائرة مقاتلة وقاذفة ونقل ومروحية وتدريبية، منها أكثر من 30 طائرة من طراز “سوخوي22” .
واكثر من 20 طائرة اعتراضية (مقاتلة) طراز “ميج29” وميـغ 21 وتعتبر الأخيرة من أكثر الأنواع تصنيعا في العالم، وأثبتت قدرة كبيرة في العمليات الحربية وكذا قدرة كبيرة على الارتفاع تصل إلى حدود 60 ألف قدم عن سطح الأرض.
وعشرات الطائرات طراز “إف 5” والتي خدمت في حرب 1994م ، واستطاعت إسقاط طائرة طراز “ميغ 29” و24طائرة طراز “مي 35” (حوامات) كانت تتبع رئاسة الجمهورية فقط خلال الفترات السابقة، ولا يتم الطيران بها إلا بتوجيهات رئاسية، وحوالي 15 طائرة طراز (هيوي) حوامات ، وطائرات نقل طراز “سي 1″ و”يوشن” يبلغ عددهما حوالي سبع طائرات.
توجيهات أمريكية
بدأت أمريكا منذ العام 2003م بوضع خططها لتدمير المنظومة العسكرية اليمنية وعلى رأسها منظومة الدفاع الجوي.
وفي العام 2005م وجهت واشنطن نظام صالح بضرورة التخلص من الترسانة العسكرية لليمن، بذريعة أن اليمن لا يحتاج إلى هذا الكم من السلاح، وأنه أصبح قديما ولا فائدة منه في ظل التطور الذي تشهده الأسلحة وأن ما هو موجود لا يمكنه التصدي لأنظمة الأسلحة المتطورة ، كما تعللت واشنطن أيضا بخشيتها من وقوع تلك الأسلحة في أيدي عناصر التنظيمات الإرهابية، التي كانت في الأساس صنيعة المخابرات الأمريكية ومبررها لفرض تواجد عسكري أمريكي على أي بلد تريده واشنطن.
وعلى الفور استجاب نظام صالح للطلب الأمريكي وباشر بالتنفيذ، لكن واشنطن لم تكتفِ بذلك فقررت أن تشرف بنفسها على تدمير هذا السلاح، وبدأت بتدمير صواريخ الدفاع الجوي، لتصبح اليمن عاجزة كليا عن التصدي لأي هجوم جوي خارجي على اليمن، وأصبحت أي طائرة حربية تابعة لأي دولة أجنبية قادرة على استباحة الأجواء اليمنية وضرب أي هدف تريد دون أن يعترضها شيء، كما حصل في عملية المعجلة ، وعملية الإنزال الجوي الأمريكي في البيضاء ، بالإضافة إلى الطيران الأمريكي المسير الذي كان ينفذ عمليات مستمرة حتى دون التنسيق مع السلطات المختصة في البلاد.
وتمثلت بدايات التخلص من الأسطول الجوي لليمن من خلال تعطيل أجزاء داخلية لدى معظم الطائرات الحربية، ما أدى إلى تساقط هذه الطائرات أثناء تنفيذها مهمات تدريبية اعتيادية، بهدف إخلاء اليمن وإفراغه من منظومته الدفاعية ومن سلح الجو ، في سياق خطة ضرب المنظومة العسكرية اليمنية بشكل كامل.
وخلال تسع سنوات فقط دمرت أمريكا وبإشراف مباشر منها وتنفيذ مشترك مع مسؤولين كبار في النظام السابق أكثر من 27 طائرة عسكرية ما بين (حربية ونقل عسكري ومروحيات عمودية)، كما خسرت اليمن خلال هذه الفترة 16 طياراً ومساعد طيار و23 مدرباً وفنياً وملاحاً.
وشهدت الفترة 2011 – 2013م، سقوط أكبر عدد من الطائرات الحربية اليمنية، حيث شهد العام 2011م لوحده 8 حوادث إسقاط طائرات عسكرية.
وقبل 2011م لم تكن الصورة واضحة بشكل كبير، وكان يُعتقد أن تساقط الطائرات اليمنية سببه الإهمال وعدم الصيانة، ولم يكن الرأي العام حينها يدرك أن ما يحدث هو استهداف مدروس وممنهج لتدمير الجيش اليمني وترسانته العسكرية بما فيها الأسطول الجوي الذي كان يتم تدميره بوتيرة متسارعة.
في 25أكتوبر 2011م انفجرت طائرة عسكرية روسية من نوع “أنتينوف” في قاعدة “العند” بمحافظة لحج جنوب اليمن، مودية بحياة ثمانية طيارين سوريين وجرح أربعة آخرين، وطيار يمني، ويومها عزت وزارة الدفاع السبب حينها إلى ثقل الأسلحة التي كانت تقلها الطائرة.
وبعدها بخمسة أيام كان سلاح الجو اليمني على موعد مع مذبحة مروعة عشية اليوم الأخير من أكتوبر 2011م، إذ دمرت ثلاث مقاتلات وأصيبت رابعة بأضرار بالغة في انفجار عبوات ناسفة زرعت في الطائرات أثناء ربوضها في قاعدة الديلمي الجوية ، وأعلنت حالة الطوارئ في القاعدة.
وفي 4 مارس 2012م شهدت قاعدة الديلمي انفجار طائرة شحن عسكرية روسية من طراز “أنتينوف في 4” ، بينما كانت القاعدة الجوية تشهد احتجاجات واسعة تطالب بإقالة قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر.
وفي 21 نوفمبر 2012م سقطت طائرة عسكرية من طراز (أنتينوف أم 24) في منطقة الحصبة شمال العاصمة وتوفي قائدها وتسعة متدربين وأفراد طاقمها.
وفي 19 فبراير 2012م سقطت طائرة عسكرية طراز “سوخوي22” في حي الزراعة ، وادعت وزارة الدفاع أن نتائج فحص الصندوق الأسود كشفت أن السقوط نتج عن خلل مصنعي، رغم أن الطائرة دخلت الخدمة قبل 22 سنة، وسخر الجانب الروسي المشارك في فحص الصندوق الأسود للطائرة من تهمة الخلل المصنعي.
وفي 13 مايو 2013م تحطمت مقاتلة من الطراز “سوخوي22” في شارع الخمسين جنوب صنعاء وقتل قائدها، غير أن حطام الطائرة التي كانت عائدة من مهمة تدريبية ظهر عليه 6 طلقات نارية، أحدها أصاب خزان الوقود، وهو ما فسّر انفجارها في الجو وتناثرها إلى أشلاء.
الانهيار والتدمير المتلاحق لسلاح الجو اليمني كشف وفق المراقبين عن وجود سيناريو خارجي خطير تنفذه أيادي يمنية يراد منه تحييد القوات الجوية وهو ما تجلى لاحقا بوضوح كبير ، حيث كانت خطة تدمير سلاح الجو اليمني أمريكية نفذها رأس النظام السابق.
وكشفت وثائق وبرقيات دبلوماسية أمريكية سربت إلى موقع ويكيليكس أن “صالح” عرض سرا على القوات الأمريكية أن تدخل إلى اليمن لشن هجمات ضد أهداف تابعة لتنظيم للقاعدة.
وقالت تقارير نشرتها صحيفة “الجارديان” البريطانية وصحيفة نيويورك تايمز، أن صالح قال لجون برينان نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما في سبتمبر 2009م “منحتكم بابا مفتوحا بشأن الإرهاب، ومن ثم لست مسؤولا.”
وبحسب الصحيفتين الأمريكية والبريطانية، كان صالح يريد أن يضع قيودا على حرية دخول القوات الأمريكية لتفادي الانتقادات الداخلية فقط .
وكشفت الصحيفتان وفق البرقيات المسربة أن صالح كذب على اليمنيين عندما أعلن أن الهجمات الصاروخية الأمريكية على “القاعدة” في ديسمبر 2008م في أبين نفذتها القوات اليمنية بدعم من وكالة المخابرات الأمريكية.
وقالت “الجارديان” إن صالح أبلغ الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية “سنواصل القول بأن هذه القنابل قنابلنا وليست قنابلكم.”
وزار بتريوس صنعاء لإبلاغ صالح بأن أوباما سيسمح لقوات برية أمريكية تستخدم معلومات مخابرات من أقمار صناعية أو طائرات بالتمركز في اليمن للمساعدة في عمليات مكافحة الإرهاب.
ولكن “الجارديان” قالت إن صالح لم يوافق على السماح لقاذفات أمريكية بالطيران بعيدا عن الأنظار للاشتباك مع أهداف لتنظيم القاعدة .
وقالت الصحيفة نقلا عن البرقيات إن صالح فضّل استخدام القنابل الموجهة بشكل دقيق التي تطلق من طائرات على استخدام صواريخ كروز التي تطلق من سفن والتي تعد “غير دقيقة.”
تدمير منظومة الدفاع الجوي
وتزامن مع استهداف سلاح الجو استهداف آخر كان أشد وطأة ، للتخلص من صواريخ الدفاع الجوي ، حيث بدأ الخبراء الأمريكيون وفق خبراء عسكريين يعملون على إتلاف الصواريخ المحمولة المضادة للطيران بذريعة التخلص منها منعا من وصولها إلى أيدي الإرهابيين حسب زعمهم . ولكنها كانت خططاً مدروسة بدقة وتهدف لتدمير قدرات اليمن العسكرية والدفاعية والتهيئة لتنفيذ مخططاتهم التآمرية على اليمن وإحكام السيطرة عليه وبالفعل تم تدمير عدد كبير من الصواريخ المحمولة.
وتكشفت مراحل المؤامرة الأمريكية مع النظام السابق على مقدرات اليمن الدفاعية، وتدمير صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية، وسبق أن كشف قائد الثورة عن استمرار التآمر الأمريكي على مقدرات اليمن الدفاعية وجيشه لسنوات بتواطؤ وخيانة النظام السابق، وأنها كانت تستهدف في مرحلة لاحقة الصواريخ الباليستية قبل أن تمنعها ثورة 21 سبتمبر 2014م، ليدمر العدوان بعد ذلك جزءا كبيرا منها .
وكشفت الوثائق التي سربتها ويكليكس عن الدور الكبير والبارز لعمار صالح، وكيل جهاز الأمن القومي اليمني السابق كضابط تواصل لعب الدور الأكبر في تدمير وبيع ترسانة الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي “التي تقول أمريكا بأنها تشكل الخطر الأكبر على أمنها وأمن جيران اليمن في حال تم تسريبها” وهذه أهم الأنظمة الدفاعية التي تم الاتفاق على تدمير بعضها وبيع البعض الآخر لواشنطن.
كما كشفت الوثائق عن تفاصيل لقاء جمع علي عبد الله صالح بمساعد مساعد وزيرة الخارجية لينكولن بلومفيلد في 1 سبتمبر 2004م لبحث مبادرة الولايات المتحدة المقترحة لإعادة شراء وتدمير MANPADS) ) منظومات الدفاع الجوي (مخزون من منظومات صواريخ محمولة ضد الطائرات) وشكر بلومفيلد صالح لتعاون بلاده وشراكتها في ما أسماه الحرب على الإرهاب، مشددا على أن أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على وجه الخصوص تشكل تهديداً خطيراً لمصالح الولايات المتحدة واليمن والأمن العالمي إذا ما وقعت في أيدي الإرهابيين “الصنيعة الأمريكية” .
واستعرض بلومفيلد مبادرة إعادة شراء (MANPADS) منظومات الدفاع الجوي ، موضحا أنه كان اقتراحا نوعياً للغاية لشراء وتدمير المنظومات التي جمعت من قبل حكومات الجمهورية اليمنية. وأنه بالإضافة إلى التعويض عن كل منظومة، فإن الولايات المتحدة ستقدم التدريب التقني والدعم لضمان جمع ونقل تلك المنظومات وللتخلص منها وتدميرها بشكل آمن. وأعطى بلومفيلد 90 يوما كمهلة لشراء وتدمير المخزون الحالي .
وقال صالح حينها لبلومفيلد، إن بحوزة الحكومة اليمنية حالياً 1435 من منظومات الدفاع الجوي المحمولة، وأكد أن هذه الأنظمة سيتم تدميرها وفقا للمبادرة المقترحة من قبل الإدارة الأمريكية .
وأوضح انه ما يزال هناك ما بين 150-200 نظام آخر في أيدي القطاع الخاص وهي التي يجري جمعها.
تبيان الحقائق
وكانت وزارة الداخلية عرضت العام الماضي مقاطع فيديو، تثبت تورط أمريكا في تدمير الدفاعات الجوية اليمنية خلال عامي 2007م – 2014م».
وأوضحت أن ما نشر ليس كل وثائق المؤامرة الأمريكية على اليمن ومقدراته العسكرية والدفاعية، على مدى سنوات، لاطلاع الرأي العام على حقيقة الدور الأمريكي تجاه اليمن واليمنيين .. ” الثورة نشرت سابقا ملفات حول هذا الجانب”.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرت لعمليات التدمير ، تدميرا لصواريخ متنوعة ومتعددة للدفاعات الجوية اليمنية بإشراف خبراء أمريكيين وحضور مسؤولة مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية، وليست لصواريخ محمولة فقط على الكتف .
وقال خبراء عسكريون إن تدمير تلك الصواريخ بذلك الحجم ، والعدد الكبير كان مؤامرة ممنهجة بين واشنطن ومسؤولي النظام السابق، واستمرت على مراحل متتابعة امتدت على مدار عشرة أعوام.
مراحل المؤامرة
ووثقت مقاطع الفيديو التي بثت عبر القنوات التلفزيونية، مراحل لاحقة للمؤامرة الأمريكية على اليمن ، وعمليات تدمير دفع متتابعة من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية خلال الأعوام (2007-2014م) بإشراف مسؤولي وخبراء مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية.
وكشفت الداخلية أن «وزارة الخارجية الأمريكية تعاقدت مع شركة رونكو الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات»، وأسفرت نتائج المرحلة الأولى من المؤامرة عن «تدمير 1263 من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية و52 قبضة من قبضات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف و103 بطاريات صواريخ تابعة للجيش اليمني”.
وجرى تدمير الدفعة الأولى من الصواريخ في منطقة الجدعان بمحافظة مارب في تاريخ 28 فبراير 2005م، تم فيها تدمير ” 1078 صاروخ سام 7 ستريلا، و62 صاروخ سام 14، و20 صاروخ سام 16، و13 قبضة إطلاق صواريخ دفاع جوي محمولة و52 بطارية صواريخ».
وتبعتها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بعدد 100 وصاروخين، معظمها صواريخ سام 7 ستريلا، وسام 14، وصاروخين سام 16، و40 قبضة إطلاق صواريخ دفاعات جوية محمولة على الكتف و51 بطارية صواريخ، تم تدميرها في قاعدة عسكرية في وادي حلحلان في محافظة مارب، بتاريخ 27 يوليو 2009م».
وفد أمريكي لتنفيذ المهمة
وسبق أن كشفت الداخلية، أن وفداً قدم من الولايات المتحدة الأمريكية تكون من رئيس مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك وضابط الارتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني في المكتب نيلز تالبوت ومسؤول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان وتوجهوا مع الملحق العسكري بسفارة واشنطن في صنعاء للقاء مسؤولي وزارة الدفاع آنذاك والضغط عليهم لتسليم الصواريخ تمهيداً لإتلافها وتدميرها، غير أنهم قوبلوا بالرفض.
وقالت إن “عمار صالح ” تولى عبر جهاز الأمن القومي بإيعاز من عمه علي عبدالله صالح مسؤولية إقناع مسؤولي وزارة الدفاع بسحب الصواريخ وإتلافها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مكتب إزالة الأسلحة مقابل امتيازات يحصلون عليها.
وبدأ الوفد الأمريكي بجمع الصواريخ وتعطيلها منذ أغسطس 2004م، واتفق الوفد الأمريكي على مواصلة المفاوضات عبر جهاز الأمن القومي كون وزارة الدفاع آنذاك رفضت التعاطي مع هذه المفاوضات.
وأسفرت نتائج التعاون بين النظام السابق والوفد الأمريكي عن تدمير صواريخ الدفاعات الجوية بمساعدة من شركة رونكو الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات والتي تعاقدت مع وزارة الخارجية الأمريكية لتولي عملية التفجير.
وقبل العام 2015م لم يكن لدى اليمن دفاعات جوية متطورة، وجميعها كانت دفاعات جوية تقليدية قديمة، وقد دمرت قبل بدء العدوان، وفقا لمساعد متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد عزيز راشد ، حيث تم تدمير 3000 صاروخ إستريلا (SA-7) و1500 صاروخ سام 2 في باب المندب بإشراف نائب وزير الدفاع الأمريكي، تحت مسمى هيكلة الجيش اليمني، وبمشاركة الخبراء الأردنيين في حينها والأمن القومي اليمني».
ذرائع مكشوفة
وكشفت وثيقة دبلوماسية أمريكية سربت إلى موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة كانت تشتبه في 2009م بأن اليمن أخفى عنها وجود مخزون من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات ، يمكن أن تتحول إلى سلاح خطير إذا وقعت في أياد “سيئة” بحسب الوثيقة.
وفي برقية “سرية” تعود إلى الرابع من أغسطس 2009م ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز، يقول مخبر أمريكي شطب اسمه، لضباط أن “وزارة الدفاع اليمنية تملك فعلا هذه الصواريخ المحمولة لكنها لا تتحدث عنها باعتبارها من أسرار الدولة”.
وهذا النوع من الصواريخ المضادة للطائرات استخدمه الأفغان في الثمانينات، ضد الاتحاد السوفيتي سابقا ، ومكنتهم من استعادة المبادرة ضد الجيش السوفياتي وإجباره على الانسحاب.
ولذلك برز القلق الأمريكي بشكل واضح من وجود وبقاء هذا النوع من الصواريخ في اليمن ، وأنه سيشكل خطرا على مصالحها ، فسارعت جاهدة للوصول إليها والتخلص منها بتواطؤ من النظام السابق .
وتكشف هذه الوثائق وغيرها ، حجم المتابعة والمراقبة الأمريكيتين لليمن ، وتتبع كل ما يدور فيها عن قرب من خلال تواجدها وتدخلاتها المباشرة عبر سفيرها وقواعدها العسكرية وكللتها بعدوانها الغاشم ، الذي لم يكن ، وفق مراقبين وخبراء عسكريين ، بحاجة لعنصر “المفاجأة” لإخراج سلاح الجو اليمني من المعادلة ، فقد سبقه تدمير لقدرات اليمن الجوية بسلاح “الفساد” من قبل “محمد صالح الأحمر ” .
كما أظهرت وثائق سربت لويكلكس تعود إلى فبراير 2014م، عرض فيها كبير ممثلي وزارة الدفاع الأمريكية، راندولف روزن والملحق العسكري في اليمن، على نائب رئيس الأركان اليمني آنذاك، علي الأشول، 12 طائرة حربية (ACA-9) بقيمة تقديرية وصلت إلى 400 مليون دولار، و8 طائرات حربية (ACA-16)، بالقيمة ذاتها، وقطع بحرية وبرية تقدّر قيمتها بـ138,500,000 دولار أمريكي، ولكنها تراجعت فيما بعد ولم تتم الصفقة
وتظهر وثيقتان آخريان، استفساراً تقدم به روزن، حول متى وكيف وصلت بعض المعدات العسكرية الأمريكية المرسلة إلى اليمن، موضحاً أنه سبق له العمل على ملف إرسال المساعدات العسكرية الأمريكية، لكنه أوقف إرسالها إلى اليمن بسبب عدم وجود سجلات حول توريد تلك المعدات، ضمن سجلات وزارة الدفاع الأمريكية. وشرح روزن أن وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية لن تقدم على إرسال معدات عسكرية “قبل أن تعرف متى وكيف وصلت تلك المعدات”.
وأوضح روزن أنها عبارة عن هبات ومساعدات قدمتها السعودية، على حد قوله ، ولكنه أصر على أن يعرف تفاصيل إضافية عن الأرقام التسلسلية لتلك المعدات، وتاريخ وصولها إلى اليمن، ومن أي بلد قدمت، وشروط وظروف عملية نقلها إلى البلاد، وأي وثائق، ولا سيما تلك المتعلقة بوجود طرف ثالث أو ما شابهها. والغريب أنه في مقطع ثانٍ يقول فيه الملحق العسكري أنه ليس لديه علم إذا ما كانت هذه المعدات قُدِّمَت لليمن بموافقة أمريكية أو لا. وهذا ما يؤكد حقيقة التدخل الأمريكي في شؤون البلاد العسكرية والأمنية وغيرها.
وجاء العدوان الأمريكي السعودي بعد ذلك ليدمر في ساعاته الأولى ما تبقى من القواعد الجوية والطائرات وكذا مراكز العمليات والقيادة والسيطرة والاتصالات، والصواريخ البالستية، وهو ما أكده سفير السعودية في واشنطن عندما قال : «العملية العسكرية في اليمن تهدف لتدمير الأسلحة التي قد تشكل خطراً على المملكة سواء أكانت أسلحة جوية أو صواريخ بالستية».