أنور العولقي إرهابي أمريكي أُطلق سراحه من سجن يمني بطلب مدير الاستخبارات الأمريكية جورج تينيت
الثورة/ صنعاء
نشرت أمس قناة المسيرة الفضائية مكالمتين هاتفيتين أجريت بين الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ومدير وكالة الـCIA الأمريكية كشفت الكثير من الحقائق حول السيطرة الأمريكية على اليمن ، وفي المكالمة طلب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جورج تينيت من علي عبدالله صالح التدخل لدى الأمن السياسي لإطلاق أنور العولقي الذي كان مسجونا في الجهاز.
وكشفت المكالمة إلحاح المدير الأمريكي على إطلاق سراح معتقل في الأمن السياسي ، وفي نفس اليوم أجرى علي عبدالله صالح مكالمة أخرى مع المسؤول الأمريكي أكد فيها موافقته على إطلاق سراح العنصر المعتقل في الأمن السياسي بناء على الطلب الأمريكي وتسليمه ، وطلب مغادرته البلاد.
وتكشف المكالمات الهاتفية بين الرئيس صالح ومدير وكالة الـCIA الأمريكية السابق جورج تينيت حجم التدخل الأمريكي في اليمن ، ووجود عناصر المخابرات الأمريكية الذين طلب صالح من المدير الأمريكي اللقاء بهم قائلا «معكم عناصر هنا في صنعاء خليهم يمروا علينا ونفهم من هو العنصر»، لكن المدير الأمريكي رد بأن العنصر المطلوب إطلاقه يعرفه رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش.
وأنور العولقي الذي يعد من قيادات تنظيم القاعدة وأبرز زعمائها كان هو المشار إليه في المكالمتين والذي طلب مدير المخابرات الأمريكية إطلاق سراحه ، وهو ما يكشف العلاقة المباشرة بين الاستخبارات الأمريكية والعناصر التكفيرية «القاعدة» ، وتبين الرعاية الأمريكية لهذه العناصر وكيفية استخدامها.
وأكد نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء عبدالقادر الشامي والذي عمل مسؤولا في الأمن السياسي سابقا ، أن الاتصال بين مدير الـ «CIA» وصالح كان للإفراج عن التكفيري «أنور العولقي» القيادي في «القاعدة» والذي يحمل الجنسيتين اليمنية والأمريكية ، وأوضح اللواء الشامي في تصريح لقناة المسيرة أن التكفيري «أنور العولقي» من الشخصيات المرتبطة بالاستخبارات الأمريكية ، وأشار إلى أن الأمريكيين كانوا يدربون هذه العناصر ثم يقومون بإرسالها إلى اليمن لتنفيذ عمليات بأوامر أمريكية ، ثم تستخدمهم أمريكا كذرائع لفرض هيمنتها وسيطرتها على اليمن ، وقال إن الأمريكيين وبعد انتهاء مهمة «أنور العولقي» قاموا بتصفيته في محافظة الجوف عام 2011.
وقد اعتقل العولقي في العام 2006 م ، وأطلق في العام 2008م ، قيل وقتها أن الأمن السياسي اشترط أن يتواجد العولقي يوميا في قسم شرطة بمحافظة شبوة ، لكن الإدارة الأمريكية لاحقا اعتبرت العولقي فارا وقامت بملاحقته ، واستخدمته في عمليات ذرائعية متعددة.
ولد أنور العولقي في 1971 في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، ثم عاد إلى اليمن حيث أكمل دراسته الثانوية قبل أن يعود مجددا إلى الولايات المتحدة لدراسة الهندسة في 1991 ، ثم تخرج العولقي مهندسا مدنيا من جامعة ولاية كولورادو ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا من جامعة سان دييغو ، وخلال سنوات حياته في الولايات المتحدة بدأ العولقي بإلقاء الخطب في عدد من المساجد في عدة ولايات كما عمل مسؤولا في مؤسسة خيرية تتبع عبد المجيد الزنداني .
وكان العولقي على قائمة المدعوين إلى البيت الأبيض عقب أحداث 11 سبتمبر 2001/ م ، في أمريكا كأحد القيادات التي وصفتها إدارة بوش بقيادة الجاليات المسلمة التي عقدت مع جورج بوش اجتماعات مكثفة ، لتبدأ لاحقا مسيرة أخرى للعولقي الذي وضعته أمريكا في لائحة الإرهاب واستخدمته في سياق ذرائعها في استباحة اليمن وبلدان أخرى.
بدأت أمريكا تستخدم العولقي كذريعة لها بعد دفعه للوصول إلى اليمن ، وقد اعتقل في الأمن السياسي عام 2006 بسبب ما قيل وقتها إنه قام بخطف رجل أعمال يمني وطلب فدية «لتمويل شبكة القاعدة»، كما قالت مصادر أمنية وقتها ، وبعد عامين أطلق سراحه بشرط أن يحضر الى مركز الشرطة يوميا لكنه فر الى محافظة شبوة ، وقد اتضح أن إطلاقه كان بطلب أمريكي.
وضعت الولايات المتحدة اسم أنور العولقي ضمن قائمة من تصفهم الإرهابيين ، وبرز اسمه العام 2009 بعد مزاعم أمريكا أن العولقي على اتصال بنضال حسن المتهم بإطلاق النار على زملائه في ثكنة فورت هود تكساس ، في العام 2009 ، وقالت أمريكا إن العولقي التقى في نوفمبر أو ديسمبر من العام 2009 مع عمر فاروق عبد المطلب في جامعة الإيمان في اليمن التي كان يديرها عبدالمجيد الزنداني.
وفي أبريل/نيسان 2010 أعلن مسؤول أمريكي أن إدارة أوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى انه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولايات المتحدة ، وفي يناير/كانون الثاني 2011 ، أصدرت محكمة يمنية حكما غيابيا على أنور العولقي بالسجن 10 سنوات لصلته بمقتل مهندس فرنسي.
وفي 24 كانون الأول/ديسمبر 2009 شنت طائرات أمريكية غارات على محافظة شبوة أوقعت 34 قتيلا من المواطنين ، وهي أول محاولة أمريكية كما أعلن حينها لاغتيال الرجل الأمريكي أنور العولقي، واستهدفت الغارات منزل عائلته في محافظة شبوة، وقتل على الأقل 34 مواطنا في المنزل ، وفي 5 مايو 2011- شنت طائرة بدون طيار أمريكية غارات جوية على أبين ، وكانت بعد ثلاثة أيام على إعلان تصفية أسامة بن لادن في باكستان ، وهو ما اعتبره مراقبون أن أمريكا قررت التخلص من أدواتها بعد تحقيق أهدافها في التمكن من السيطرة على البلدان ومنها اليمن.
وفي العام 2011م ، قالت أمريكا أن العولقي قتل مع عدد من عناصر القاعدة في محافظة مارب.
أنور العولقي واحد من الذرائع التي ربتها أمريكا ومولتها ودربتها ودرستها ، ثم استخدمتها في سياق الذرائع التي احتلت بها البلدان الإسلامية بدعوى علاقته بالإرهاب ، وما كشفته المكالمات تبين كيف تستخدم أمريكا هذه الجماعات كذرائع للتدخل والسيطرة والاحتلال للمنطقة.