أنزل الله عز وجل القرآن الكريم لغاية وحكمة عظيمة وتبيان لكل شيء وهدى ورحمة وشفاء¡ وليس كما هو حاصل اليوم لا نقرأه إلا في الإعلانات الصحفية والتغني به في الحفلات والمناسبات والتعازي.حيث أصبح القرآن الكريم لدى البعض مجرد كلمات تقرأ وآيات تردد دون فهم أو وعي أو تدبر.
إن من واجب المسلم أن يقدس كتاب الله ويعزه ويخشع عند سماعه¡ وهذا للأسف ما هو مفقود لدى معظم الناس¡ بل وصل الحال ببعض الأفراد إلى استخدام القرآن للف الملابس¡ والسندوشات¡ وسفر للطعام من خلال وجوده في الصحف والمجلات وكتب المنهج المدرسي حيث أصبحت هذه الأشياء تلقى في الشوارع والقمامات والأوساخ مع أنها تحمل آيات الله وكلماته ووحيه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن التعامل مع القرآن الكريم بهذا الشكل لا يجوز في الدين والإسلام وعلينا أن ننظر إلى أصحاب الكتب الأخرى كيف يقدسون كتبهم المزورة والمحرفة والمكذوبة فيها إلا أننا لا نجد بين صفوف اليهود والنصارى من يضع الأسفار من الكتاب المقدس سفرة لطعام أو لفة لملابسه¡ بل نجدهم يحترمون كل كلمة وحرف في كتبهم مع أن معظمها من كلام البشر والملوك والأحبار والرهبان ,لهذا ينبغي علينا ملاحظة ما يوجد من آيات داخل الصحف والمجلات والكتب وإزالتها أو وضعها في مكان طاهر احتراما لكلام الله ومعجزاته لخلقه في الحياة كما يجب عدم استخدام القرآن الكريم للأغراض الشخصية والتزلف به أو الاسترزاق من خلاله فهو نزل لهداية البشرية وسوقها إلى الجنة فهو شافع لأصحابه نافع للعاملين به قولا وعملا وليس للأغراض الدنيوية بل ينبغي التعامل مع القرآن الكريم كما تعامل معه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعون حيث جعلوه طريقهم في الحياة ودليلهم إلى الجنة ومصدر أحكامهم وتعاملاتهم لهذا نصرهم الله لأنهم نصروا كتابه وأعزهم الله لأنهم أعزوا كلامه وهداهم الله لأنهم اهتدوا به وشفاهم لأنهم استشفوا به¡ وأخلقهم لأنهم تخلقوا به وصدقت عائشة – رضي الله عنها عندما قالت لقد كان خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن الكريم¡ ورحم الله الصحابة حيث كان الواحد منهم يستمع الآية فيخر مغشيا عليه من خوف الله عز وجل. هؤلاء العظماء كانوا يبكون عند سماع كلمات الله ونحن منا من يضحك ويستهزئ ويسخر عندما يسمع كلام الله ولا ريب اليوم أن هذا سبب المآسي التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم لأنه استهان بكتاب الله فاستهان به عدوه وتسلط عليه عدوه فظهرت الموبقات والمآسي وانتشر الفساد لأننا لم نلتزم بهذا الدستور الكريم الذي جعل الله لقارئه بكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها وجعل لحافظه تاجا على رأسه يوم القيامة ونورا◌ٍ وهداية دنيا وآخرة .
إن من غرائب هذا الزمان أن تسمع من يقول لك بأنه درس كذا مصحف خلال أيام بينما لو سؤل عن فهم آية واحدة لأجاب بقوله لا أدري ¡ وهؤلاء لا شك لا يؤجرون على ذلك بل فهم آية بكل معانيها وأسرارها وأحكامها أفضل من قرأة المصحف دون فهم أو وعي وتدبر .. أسال الله أن يجعلنا من العاملين بكتاب الله والمقدسين لقرآن الله والمأجورين عليه دنيا وآخرة إنه نعهم المولى ونعم النصير.
Prev Post