من يتشدقون بما يسمونه الحرب على الإرهاب ، ومحاربة الجماعات الإرهابية ، ويبررون تحركاتهم المشبوهة وانتهاكهم لسيادة الدول وتورطهم في إسقاط الأنظمة وإشعال الفتن والحرائق في تلكم الدول بإسطوانة الحرب على الإرهاب ، ها هم اليوم يظهرون على حقيقتهم ويتم تعريتهم في اليمن من خلال مواقفهم المساندة لتلكم الجماعات التي قالوا بأنهم يحاربونها ويعملون من أجل الخلاص منها .
حيث أظهرت مجريات الأحداث في جبهة مارب كذب وزيف ادعاء محاربة الإرهاب الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية أم الإرهاب وصانعته وحاضنته والمدافع الأول عنه ، وظهر جليا سر ذلكم الاهتمام الدولي بمعركة مأرب ، وحرصهم على إيقاف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية ، الأمريكي والبريطاني والفرنسي والألماني والإسرائيلي والسعودي والإماراتي والبحريني والقطري والمصري والكثير من الدول والأنظمة تركوا ملفات كبيرة وقضايا مصيرية في مقدمتها تداعيات جائحة كورونا التي تتهدد حياة شعوبهم وذهبوا للحديث عن ضرورة إيقاف معركة تحرير مأرب ، وساقوا من أجل ذلك الكثير الكثير من المبررات الكاذبة التي جعلوا منها شماعة لتسويغ مواقفهم غير المنطقية .
يتحدثون عن أرقام خيالية للنازحين في مارب بهدف حشد التعاطف الدولي لإيقاف معركة تحرير مأرب ، رغم أن الأرقام التي يتحدثون عنها مبالغ فيها وغير حقيقية ، وفي الوقت ذاته يذهبون لقصف مخيمات النازحين التي جعلوها بمثابة دروع بشرية لهم ، من أجل توظيف ذلك إعلاميا ضد الجيش واللجان الشعبية ، وليتهم طالبوا بإيقاف العدوان وإنهاء الحصار ، دون أي تخصيص لمارب فقط ، وخصوصا أن المواجهات ما تزال مشتعلة في مناطق مختلفة ومنها الحديدة وتعز ، والأخيرة تم تفجير الأوضاع فيها ، في سياق مخطط يهدف إلى تخفيف الضغط على المرتزقة والجماعات التكفيرية في مأرب ، وإرباك الجيش واللجان الشعبية ، فلو كانت هنالك جدية في ادعاءاتهم بالحرص على سلامة المدنيين لما ترددوا لحظة في إيقاف العدوان وإنهاء الحصار الذي يحصد ويتهدد أرواح وحياة كل اليمنيين .
جهاز الأمن والمخابرات كشف في تقرير دقيق موثق عن تواجد العناصر التكفيرية التابعة لما يسمى بتنظيم القاعدة وداعش في محافظة مارب ، كما تضمن عملية رصد لكافة الأعمال الإجرامية التي قامت بها تلكم العناصر في ( ولاية مارب ) الداعشية التي تشهد تدفقا غير مسبوق للعناصر التكفيرية الذين يتم حشدهم للقتال في مارب تحت عناوين وتحريضات طائفية ومذهبية وعنصرية ومناطقية بغيضة ، وباتت مارب حاضنة لهم بعد أن أدرك المرتزقة قرب ساعة الحسم في ظل تساقط وتهاوي مواقعهم وتحصيناتهم أمام بأس أبطال الجيش واللجان الشعبية ، كما تضمن التقرير الهيكل التنظيمي لعناصر التنظيم والمواقع والمعسكرات التي يستخدمونها والمنازل والفنادق والمزارع التي يقيمون فيها ، والمهام والأدوار التي يقومون بها لدعم وإسناد المرتزقة في معارك مارب والتي تتم بدعم وإسناد أمريكي في سياق المخطط الذي يستهدف اليمن واليمنيين ومقدراتهم .
التقرير رصد بدقة تحركات تلكم العناصر ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالدور الأمريكي والسعودي في دعمها وإسنادها وأسقط ذريعة الحرب على الإرهاب التي ظلت وما تزال أمريكا تبتز الدول العربية والإسلامية بها ، بعد أن عملت على صبغ الدين الإسلامي بالإرهاب من خلال توظيف الجرائم التي ترتكبها العناصر الإجرامية التي قامت بتجنيدها لتشويه الإسلام والمسلمين ، وكشف للعالم أجمع حقيقة التفاعل والتعاطف المزعوم مع مأرب ، وأماط اللثام عن الأهداف المنشودة من وراء حرص قوى الشر والإجرام والإرهاب العالمية على إيقاف معركة تحرير مارب ومن ذلك حماية العناصر الإجرامية الموالية لهم وضمان بقاء مارب وثرواتها ومقدراتها تحت الوصاية والتبعية السعودية الأمريكية .
بالمختصر المفيد، تقرير جهاز الأمن والمخابرات عن قوام ونشاط وتحركات ومواقع عناصر القاعدة وداعش في ( ولاية مارب ) انتصار أمني استخباراتي مؤلم لقوى العدوان والمرتزقة ، انتصار يكشف حجم الاختراق في صفوفهم والذي أتاح للجهاز رصد كل هذه المعلومات الدقيقة التي تضع العالم مجددا أمام حقيقة الأوضاع في مارب ، وعلاقة قوى العدوان بالجماعات التكفيرية الإرهابية والتنسيق المشترك بينهم الذي يستهدف الأمن والاسقرار والسلم الاجتماعي في مارب خاصة واليمن عامة ، تلكم الجماعات الاجرامية المأجورة التي حولت مارب إلى منطلق لشن الأعمال الاجرامية و العدائية التي تستهدف أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات ، في انتظار صحوة ضمير لهذا العالم المنافق تضع نهاية للإجرام والغطرسة والمؤامرة الأمريكية المغلفة بقناع ( الحرب على الإرهاب ) .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .