تنظيم القاعدة الإجرامي ..إمارات ومعسكرات ومراكز برعاية تحالف العدوان

جهاز الأمن والمخابرات يكشف الهيكل التنظيمي للإرهابيين ومعسكراتهم ومخابئهم في مارب

الدعم السعودي مَكّنَ قيادات في التنظيم من الوصول إلى مراكز قيادية عليا في دولة الفار هادي

العدوان على اليمن مثّل فرصة ذهبية لتنظيم “القاعدة”، الذي كان يتمتع بنفوذ وانتشار متفاوت في مناطق جنوب وشرق اليمن، لكنه – وخلال العام الأول من العدوان – كان قد أصبح المسيطر على العديد من المدن قبل أن تتهاوى سيطرته تباعاً، ليتبين أنها كانت بفعل صفقات سرية عقدت بين التنظيم وتحالف العدوان، حيث لم يتوقفْ الدعمُ السعودي الإماراتي للجماعات الإرهابية في اليمن، ولعل أبرز هذا الدعم المساندةُ الجوية والغاراتُ المكثفة للطيران السعودي دفاعاً عن تنظيمي القاعدة وداعش في منطقة يكلا وقيفة المركزِ الأساس لهذه الجماعات في محافظة البيضاء وسَطَ اليمن، حيثُ نفذتْ قواتُ الجيش واللجان الشعبية عمليةً عسكريةً واسعة، استهدفتْ معاقلَ تنظيمِ القاعدة الإرهابي في مناطق “قيفة ويكلا” وتمكنتْ من تحريرِ مناطقَ واسعةٍ، وسيطرتْ على معسكراتِهم، وقتلتْ عدداً كبيراً من قياداتِهم، بينَهم ثلاثةُ سعوديين وعددٌ كبير من الأجانب، ليعيد التنظيم الإرهابي تمركزه ويرتب صفوفه في مارب .
الثورة /

تقرير جهاز الأمن والمخابرات
كشف جهاز الأمن والمخابرات عن تواجد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي التكفيري في محافظة مارب، والهيكل التنظيمي لعناصر التنظيم في ما تسمى ولاية مارب ونشاط التنظيم في المحافظة خلال الفترة الأخيرة حيث تطرق التقرير في المحور الثاني، إلى الهيكل التنظيمي لعناصر القاعدة في ما تسمى ولاية مارب والذي يتكون من الأمير العام لولايـة مارب سمير ريان “معتز الحضرمي” والمسؤول الطبي جمال عبده ناصر سعد القمادي وكنيته (أبو عبد الرحمن الصنعاني)، ومسؤول الإمداد العسكري أسامة حسين هجام الحسني وكنيته (معاذ الصنعاني) ومسؤولي الطرق والتنقلات وهم عبدالله أحمد سعيد صهيب الزايدي وكنيته (أبو تراب الماربي) وصالح الحجازي وكنيته (أبو عمار الجهمي) وماجد أحمد صالح السلمي وكنيته (نمر الصنعاني)، كما يتضمن الهيكل التنظيمي المسؤول العسكري على جبهة جبل مراد منصر مبخوت هادي الفقير المرادي وكنيته (الزبير المرادي) والمسؤول العسكري على جبهة العلم جلال أحمد سعد السبيعي وكنيته (حاشد الدب) والمندوب الطبي في مستشفى الهيئة في محافظة مارب بشير أحمد قايد العمراني وكنيته (أبو بكر الابي) ومسؤول المشتريات وايل هديش ناصر عريج الوايلي وكنيته (أبو مصعب الوايلي) ومسؤول الإيواء “المالية” سالم العراقي وكنيته (بشير) والمسؤول العسكري لولاية مارب أكرم حسين حسين القليسي وكنيته (أويس الصنعاني)، وكشف جهاز الأمن والمخابرات معلومات وأسماء أكثر من 100 قياديٍ وعنصرٍ مما يسمى “ولاية مارب” في القاعدة ويعرض المهام الموكلة إليهم.

دعم لوجيستي
تمدد عناصر القاعدة في اليمن يأتي ضمن توجهه وإطار تحالف العدوان على اليمن، حيث كشفت وثائق عرضتها قناة “المسيرة” في وقت سابق ، أن الدعم السعودي لتنظيم القاعدة في اليمن ، يعود إلى ما قبل بدء العدوان السعودي على هذا البلد، ولم يقتصر ذلك على الدعم المالي والعسكري، بل تجاوزه إلى تمكين قيادات التنظيم من الوصول إلى مراكز قيادية عليا في الدولة، حيث كشفت إحدى الوثائق – التي حصلت عليها المسيرة – عبارة عن رسالة من الشيخ يحيى مقيت أحد الموالين لقوى العدوان السعودي، موجهة إلى السعودية، وتتضمن تقريراً معلوماتياً، يبدو من خلال الوثيقة أن الأخير كان مكلفاً بصياغة تقارير دورية للنظام السعودي، وتكشف الوثيقة – التي تعود إلى العام 2010م، أن حزب الإصلاح، الذراع الأول للسعودية في اليمن، قام بدعم القيادي في تنظيم القاعدة، المدعو ناجي علي الزايدي، في انتخابات المحافظة، وأصر الحزب ومعه أحزاب اللقاء المشترك، في حينه على تعيين الزايدي محافظاً لمحافظة مارب بعد أن قدم المؤتمر مرشحا من داخل الحزب والذي قوبل برفض قاطع من الإصلاح، وتوضح الوثيقة التي تخاطب النظام السعودي، أن الإصلاح قد نجح بالفعل وأوصل القيادي في تنظيم القاعدة إلى منصب محافظ محافظة مأرب، وصول القيادي في تنظيم القاعدة لمنصب محافظ مارب في العام 2010م كان بداية مخطط سعودي لفرض وجود التنظيم في الدولة اليمنية، وهو ما يتضح أكثر من خلال قيام الفار هادي بإصدار قرار من الرياض، في أواخر ديسمبر من العام الماضي، ويقضي بتعيين نايف صالح القيسي محافظا لمحافظة البيضاء، رغم أنه متواجد في قوائم العقوبات الأمريكية ضد داعمي ما يسمى تنظيم القاعدة الإجرامي، والذي يحصل اليوم على دعم أمريكي تحت مسمى الشرعية.

تمدد وانخراط
أما الدعم العسكري السعودي للقاعدة خلال العدوان فأصبح أكثر وضوحاً لدرجة أنه تم السماح لقناة “بي بي سي” البريطانية بتصوير تقرير ميداني من جبهات تعز، يكشف بوضوح بالصوت والصورة تواجد عناصر تنظيم القاعدة ضمن القوات المكونة من مرتزقة العدوان، وهذا ما كشفه تنظيمُ القاعدة الإجرامي، في بيان أصدره في وقت سابق، عن مشاركته بالقتال ضمن قوات التحالف في مارب، الذي نشره على موقع ما تسمى “ولاية اليمن- مارب”، إلى أن التنظيم نفذ هجوماً عسكرياً استهدف مواقع قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهة الكسارة شمال غرب مدينة مارب، وفضح هذا البيان المقتضب، العلاقة التي تربط بين قوات التحالف والتنظيمات الإرهابية التي تقاتل إلى جانب السعودية والإمارات بشكل رسمي في العديد من الجبهات داخل اليمن.

تقارب فكري مع الإخوان
تفيد العديد من المصادر أن مارب أصبحت مركزا آمنا لتنظيم القاعدة في اليمن، وهذا بفعل العلاقات القبلية التي تربط بعض قيادات التنظيم مع بعض الشخصيات القبلية، بالإضافة إلى تقارب الفكر الإخواني مع فكر القاعدة، وقد تحول هذا التقارب أحيانا إلى اتفاقات حماية بين القاعدة والإخوان، حيث يقوم قيادات الإخوان بتوفير مأوى آمن لقيادات التنظيم مقابل دعم القاعدة للقيادات الإخوانية في حربها بالمال والسلاح، وخير دليل على ذلك التوافق في مقتل قيادات كبيرة في تنظيم القاعدة في مارب أمثال خميس صالح عرفج وعبدالله المالكي (سعودي الجنسية) وقاسم الريمي الذي تشير التقارير إلى أنه قتل في أحد المنازل الآمنة في وادي عبيدة وليس في قيفة رداع، كما تقول بعض وسائل الإعلام، بالإضافة إلى مئات القتلى من مسلحي القاعدة الذين تم استهدافهم بغارات للتحالف أو بغارات لطائرات دون طيار في محافظة مارب، وتتم تلك الغارات دون أي تواصل مع القيادات سواء العسكرية أو المدنية في مارب خوفا من تحذير قيادات القاعدة من قبل بعض المتعاطفين معهم”.

قد يعجبك ايضا