لا حديث للأمريكان ولا للأوربيين ومعهم المجتمع الدولي غير البرنامج النووي الإيراني ، والخطر الذي يمثله ، والذي يرون أنه يمثل تهديدا للأمن والاستقرار والسلام العالمي ، حسب الطرح الذي تتبناه السياسة الأمريكية التي تستخدمه وتوظفه خدمة للكيان الإسرائيلي وتسعى من وراء شيطنة إيران والتحريض ضدها والذهاب لفرض العقوبات وفرض الحصار عليها لحماية وتأمين هذا الكيان المحتل الغاصب الذي يجثم على صدور العرب والمسلمين من خلال احتلاله فلسطين وانتهاكه حرمة المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ..
هذا الكيان الغاصب الذي يستقوي بأمريكا ويجرم ويعربد في المنطقة تحت حمايتها وإسنادها ، لا قانونية ولا مشروعية لوجوده في فلسطين، ومع ذلك عملت بريطانيا في السابق وأمريكا من بعدها على تثبيت دعائمه وتحويله إلى دولة يهودية في قلب المنطقة العربية، وما تزال تعمل جاهدة على استكمال الاعتراف بها في المنطقة العربية من خلال ما يسمى بصفقة القرن التي يراد لها أن تكون المطية التي تستخدم لتمرير مشروع التطبيع والتصهين بدعم وإسناد سعودي إماراتي بوصفهما الوكلاء العرب المخولين بتمرير وترويج المشروع الأمريكي للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي والاعتراف بشرعيته كدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف ، هذا الكيان يمثل خطرا على الإسلام والمسلمين والمقدسات وفي مقدمتها القدس الشريف ويمثل خطرا على منطقة الشرق الأوسط والعالم من خلال البرنامج النووي الإسرائيلي ، هذا البرنامج المسكوت عنه ، والذي يتمثل في مفاعل ديمونة بصحراء النقب والذي أنشئ في الخمسينيات من قبل خبراء يهود من جنسيات مختلفة ،وتم تطويره وتحديثه وتتواصل فيه الأبحاث النووية العدائية التي تتهدد دول وشعوب المنطقة ..
هذا المفاعل لزم العالم الصمت تجاهه بما في ذلك الأنظمة العربية الأكثر تضررا منه ، فالكل يعرف هذا الكيان ، ويعرف نواياه الخبيثة ، ومخططاته الإجرامية ، الكل يعرف غدرهم ومكرهم وخداعهم ، والكل يعرف ما الذي يريده هذا الكيان من وراء هذا المفاعل النووي ، وطبيعة المهام والأعمال التي يقوم بها ، والتي في الغالب لا تصب في خدمة الإنسانية ، ولا تمت بأدنى صلة للأغراض السلمية ، وهناك من يتحدث عن صناعة قنابل ورؤوس نووية إسرائيلية، ومع ذلك يظل هذا الكيان بمنأى عن أي مساءلة أو استجواب أو حتى إشارة أو تلميح دولي حيال برنامجه النووي ..
لا يريدون أن تظهر أي قوة نووية عربية أو إسلامية حتى للأغراض والاستخدامات السلمية، ولا يرغبون في بلوغ الدول العربية والإسلامية مراتب متقدمة في التصنيع الحربي والتقنيات النووية السلمية، يحرِّمون على العرب والمسلمين ما يحللونه لأنفسهم ، أمريكا الدولة الكبرى صانعة الإرهاب والإجرام تستخدم تقنياتها النووية في جرائم الإبادة وتعزيز نفوذها وخدمة مشاريعها الاستيطانية ، وما حصل في اليابان خير شاهد على الوحشية والإجرام الأمريكي..
استعدوا إيران وكوريا الشمالية وعملوا على إثارة الخلافات والصراعات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية ، وذهبوا لافتعال الأزمات بين الهند وباكستان لتظل الهيمنة النووية حكرا عليهم وتحت تصرفهم ، يستعدون إيران ويحرِّضون العالم عليها بذريعة برنامجها النووي وكأنه لا يحق لها استخدام البرنامج النووي في الأغراض والاستخدامات السلمية وللجوانب الدفاعية المشروعة ، ولكنهم مع البرنامج النووي الإسرائيلي يبتلعون ألسنتهم وكأن هذا الكيان متاح له القيام بكل ما يريد بحرية مطلقة ؟!!!
بالمختصر المفيد: البرنامج النووي الإسرائيلي المتمثل في مفاعل ديمونة يجب أن يكون محط تسليط الضوء عليه من قبل كافة الأحرار والشرفاء في المنطقة العربية ، الكل مطالب بالإشارة إلى هذا الموضوع من إعلاميين وحقوقيين وناشطين وسياسيين فخطره يتهدد الجميع ومن الضرورة تعرية النفاق والانحياز والتعصب الأممي للكيان الإسرائيلي ، يكفي فرجة ودعممة ، شاهدنا الحملة الشرسة على إيران وبرنامجها النووي ، وكيف تعامل معها العالم المنافق ، رغم التزام إيران بالتعاطي الإيجابي مع فرق التفتيش الدولية ، إلا أن المخطط يستهدف إيران ، يهدف إلى تركيعها وإذلالها وإعلان تسلميها للبيت الأبيض والتخلي عن نزعتها العدائية للكيان الإسرائيلي ، وهذا ما يحتم علينا التحرك لتوضيح ذلك من باب براءة الذمة.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .