نسمع جعجعة ولا نرى طحينا!!

 

عبدالله الاحمدي

( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)
منذ الحملة الانتخابية لليانكي الأمريكي بايدن، وحتى اليوم، وهو يجعجع بكلام عن إيقاف مبيعات أسلحة الموت لأدوات العدوان على اليمن ( السعودية والحمارات ) وإيقاف الحرب الوحشية التي تقودها بلاده على الشعب اليمني.
نسمع جعجعة ولا نرى طحينا – كما يقال – كان المفترض، إن كان بايدن جادا في تنفيذ وعوده أن يقرن الأقوال بالأفعال.
أيها الأمريكي المتوحش نحن لا نثق بأمريكا الامبريالية من كثرة ممارساتها العدوانية على الشعوب،ونكثها للمواثيق والعهود الدولية.
كان المفترض بالسيد بايدن أن يوقف كلابه التي تنهش في لحوم الشعب اليمني،وأن يفك عن المواطنين الذين يتجرعون أزمات الوقود والدواء والغذاء. الأمراض تفتك بالناس والمجاعات أهلكت ما تبقى. وأنت يا بايدن وكلابك تتلذذون بما يجري لمواطني اليمن، وتستلمون الأثمان نقدا.
عشرات الآلاف ماتوا جراء حرمانهم من السفر للعلاج في الخارج،وغيرهم ماتوا جوعا.
أما الذين قضوا بالغارات فحدث ولا حرج،وكل شيء موثق ليس فقط لدى اليمنيين،بل لدى كل أحرار العالم ومنظماته الحقوقية.
ما يقارب من مليون غارة جوية على الشعب اليمني حصدت مئات الآلاف من المدنيين المسالمين؛ نساء وأطفالا وشيوخا عجزة.
بايدن يمارس الابتزاز على أدواته في السعودية والخليج من أجل الحصول على مزيد من الأموال.
وليس بوسعه أن يحوّل أقواله إلى أفعال؛ على الأقل في المنظور القريب. فأمريكا ليست دولة سلام،وإدارة بايدن تحتاج إلى معجزة،أو هزيمة لتتحول الى إدارة سلام.
وبحسب المعطيات على الأرض، فإن السلام في اليمن يبدو بعيد المنال،فمازالت طائرات العدوان تخترق أجواء اليمن، وتلقي بأثقالها فوق رؤوس اليمنيين، وحتى اليوم لا نرى في الأفق ما يبشر بالسلام. فمازال العدوان يمارس هواياته في قتل اليمنيين واحتلال أرضهم والتضييق على حياتهم،ويبشر بمشاريع التجزئة والتقسيم.
ولا حديث للعدوان ومرتزقته إلا حديث الدمار والقتل.
ومادام المال يجري في أيدي المرتزقة،وما داموا يعبثون بموارد البلاد وتجويع العباد، ويفسدون في الأرض،فإن الأمور على الأرض لا تبشر بخير.
وتصريحات بايدن وشركائه هي تسويق للأوهام، فأمريكا في جوهرها هي دولة عدوان وجريمة وحرب،والسلام يتناقض مع مصالحها الإمبريالية.
هناك علاقة جدلية بين الإمبريالة والرجعية، فالإمبريالية الأمريكية تقوم بحماية دول الاستبداد الرجعي،وهذه الأخيرة تقوم بتنفيذ مخططات الامبريالية في الأطراف؛ أي أنها الشرطي المتقدم للامبريالية المتوحشة.
كان شاه إيران قبل الثورة الإسلامية يقوم بدور الشرطي في المنطقة.
الآن تقوم إسرائيل والرجعية في السعودية والخليج بالدور العدواني،إضافة إلى التمويل.
العدوان على اليمن لا يخرج عن ذلك المخطط، فمشلكة اليمن هي جواره لأكبر رجعية مالية في العالم،إضافة إلى موقعه الجيو- استراتيجي.
ومادامت الحرب على اليمن تدر أموالاً على شركات السلاح والمعدات العسكرية،فإن توقع إيقافها يبدو صعباً كما تقول الإدارة الأمريكية التي تدعو لإيقافها.
كان ترامب صادقا عندما قال : ( إن أمريكا شركة..)
والشركات مهمتها عقد صفقات البيع،وليس من مهامها التحلي بالأخلاق،أو المبادئ الإنسانية، أو نشر السلام.
ما نسمعه حتى الآن هو ادّعاء القلق لدى الأمريكان والبريطانيين لما يحدث في اليمن.
أمريكا وكثير من دول الغرب مشتركون في العدوان على اليمن، وجندوا منظمات الأمم المتحدة للتغطية على جرائمهم.
والعجيب أن يدعو مثل هؤلاء من يدافعون عن أنفسهم،وعن أرضهم وأعراضهم الى وقف هذا الدفاع ليتسنى للعدوان أن يقتلهم بدم بارد.
إيقاف العدوان لن يكون إلا بهزيمة أدواته كما حدث للأمريكان فى افغانستان،وغيرها من البلدان.

قد يعجبك ايضا