السلام المكافئ!

 

علي محمد الاشموري

الحرب الكونية على اليمن والحصار المطبق براً وبحراً وجواً أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ القديم والمعاصر.. فقد دمرت البنية التحتية وقتلت بالحصار أكثر ما راح ضحيته بالمواجهة العسكرية الميدانية.. فاليوم سقطت “أوراق التوت” وأثبت الشعب اليمني المقاوم أنه على مدى ست سنوات يتعرض للمجاعة التي وصلت إلى 80% حسب إحصائيات المنظمة الأممية، ولكن على الأرض ربما أكثر من هذا الرقم “النسبة” بكثير.. بالإضافة إلى الحصار الخانق ومنع دخول المشتقات النفطية إلى المناطق المحررة، وهذه أُم الكوارث على المرضى الذين يخضعون للغسيل الكلوي والعمليات البسيطة والمعقدة التي تفضي إلى الموت تحت مبررات “التحالف” وشرعية الفنادق، “الورقة المهترئة” وما يسمى بانتقالي أبوظبي المنبطحين للنتن في إقامة السجون السرية في اليمن وأرتيريا. اليوم وبعد الضربات المسيرة في العمق السعودي بقاعدتي الملك خالد وقبلها مرابض الطائرات بمطار أبها وبعد أن استنزفت الخزينة السعودية في الوحل اليمني أرادت إدارة “بايدن” إنقاذ السعودية من الورطة التي أغرقت اقتصادها وشوهت سمعة أحدث وأفتك المقاتلات والأسلحة المحرمة دولياً ذات الصناعة الأمريكية التي تحطمت وساءت سمعتها بفضل المقاتل اليمني المقاوم والمجاهد من أجل الكرامة والعزة والحرية والسيادة والجمهورية والوحدة اليمنية تدافع ويتدافع أبناء الشعب اليمني إلى جبهات القتال التي فتحها العدوان على اليمن.. ومن أجل إنقاذ سمعة الأسلحة الأمريكية والحليف السعودي الإماراتي صرح وزير الخارجية الأمريكي بأنه سيتم خلال الثلاثاء شطب “الحوثيين”، حسب وصفه، من القائمة الأمريكية السوداء للمنظمات الإرهابية، وهذه خطوة جيدة فاليمنيون مع السلام المشرف.. السلام المطبق على الأرض سلام الشجعان بطريقة لا غالب ولا مغلوب، ويكفي لمن يساوره الشك بأن يعود إلى المقابلة التي أجريت مع الأستاذ محمد علي الحوثي في قناة الميادين التي أوضح خلالها السلام وطرقه العادلة والندية وما يتوجب على السعودية ودول العدوان من إعادة البنية التحتية التي دمرتها والتعويضات نتيجة ما تعرض له اليمن واليمنيون خلال الستة الأعوام السابقة والتعويضات للخسائر التي طالت الدولة اليمنية وطالت المؤسسات والشركات العامة والخاصة وغيرها.
بالإضافة إلى توفر الجدية والنوايا الحسنة من خلال رفع الحظر البري والبحري والجوي وإنهاء العدوان على اليمن واقعاً وليس مجرد تصريحات لا تمت إلى واقع السلام بصلة.. فهذه وما تناوله الحوثي في المقابلة هو عين العقل والصواب ووضع النقاط على الحروف من أجل المفاوضات الصادقة لأن استمرار جرائم العدوان لن يفضي إلى أي سلام وسيكون الرد مزلزلاً ومن أعذر فقد أنذر، فالوقفات الاحتجاجية في كافة المحافظات المنددة بالقرصنة البحرية لتحالف العدوان على اليمن واستمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية وجريمة اختطاف مرتزقة العدوان نساء مارب سيؤزم الوضع الإنساني وهي مخططات تندرج ضمن جرائم الحرب المتواصلة بحق الشعب اليمني وما يترتب على ذلك من نتائج كارثية على مختلف القطاعات الخدمية المهددة بالتوقف.
أما بالنسبة لاختطاف النساء في مارب فهو عيب أسود، يتنافى مع الأعراف الإنسانية اليمنية، فالإخوان المسلمين بدأوا يطبلون لما تسمى بـ “ثورة” فبراير، وهي في الواقع نكبة “توكل خرمان” و”صعتر” والزنداني و”محسن” وغيرهم ممن ركبوا الموجة على جثث وأشلاء الشباب، فهؤلاء لا يمتلكون مشروعاً إلا النهب وزيادة الأرصدة والسرقة والانبطاح تحت الوصاية الإماراتية التركية السعودية –الأمريكية- البريطانية مشاريع لها مخططات وجدت من المنبطحين من ينفذها.
أمريكا أُم المصائب أعلنت أنها ستمنع تصدير الأسلحة إلى الإمارات والسعودية والحلفاء، ولكن إذا كان ذلك صحيحاً فإن اللعبة الدولية تكمن في فرنسا وبريطانيا ودخلت الصين في الخط المستفيد، أما بريطانيا فقد “دعا” زعيم حزب العمال السابق جيمي توربين رئيس حكومة بلاده إلى وقف العدوان على اليمن ووقف تصدير الأسلحة إلى السعودية.
فماذا يحتاج السلام؟؟
السلام، حسب محمد عبدالسلام، على “بريطانيا وغير بريطانيا أن يتذكروا أنهم مستمرون في العدوان وفرض الحصار على الشعب اليمني وهم من يتوجب عليه أولاً وفوراً وقف المعتدي المجرم، أما المدافع عن نفسه فهو في المسار “الصحيح” واللعبة الأممية هي دعوة الاتحاد الأوروبي إلى إخراج العدوان من اليمن وفي الاتجاه المعاكس يبيعون الأسلحة..
الشعب اليمني يريد سلاماً مشرفاً لا لعبة أممية، هذا إذا كانت النوايا صادقة من قبل العدوان والسعودية والإمارات، أما خلط الأوراق واستمرار الحصار والعدوان على اليمن فإن المستفيد هو المصدِّر للأسلحة “البائع” والخاسر في آخر المطاف هو العدوان وأدواته.

قد يعجبك ايضا