هل انتهت المهمة ؟!

عبدالله الاحمدي

 

منذ بداية مرحلة التحرر الوطني من الاستعمار الامبريالي الغربي في بلاد العرب في منتصف القرن الماضي والجماعات المتأسلمة تقوم بمهمة تخريب وإعاقة ثورات التحرر الوطني، وتخريب التنمية في كثير بلدان عربية وإسلامية؛ خدمةً للغرب والصهيونية.
وكانت مملكة دواعش بني سعود وخليج الخنازير ملجأ وممولا لهذه الجماعات.
تآمروا على الثورة المصرية، وحاولوا قتل قائدها جمال عبدالناصر، ثم تعاونوا مع إسرائيل ضد سوريا، وظلوا يؤدون خدمات للاستعمار باسم الإسلام،ثم خربوا وزيفوا وعي ومستقبل الأجيال، واستخدموهم لحروب أمريكا والغرب، وخاصة في أفغانستان، ثم البوسنة والهرسك والشيشان.
قبل أن يرحل المستعمر البريطاني قام بإنشاء هذه الجماعة في العام ١٩٢٧م في مصر على يد رجل من أصول يهودية مغربية اسمه حسن البناء الساعاتي.
وأوكل إليها أداء مهمات بعد رحيله، وظل المستعمر يتعهد هذه الجماعات، ويخصها بالحماية، ويدعمها بالمال، ويسهل لها المهمات، ويخصها بتغطية إعلامية.
في العام ١٩٦٢م تورطت هذه الجماعات مع بني سعود وإسرائيل وملك الأردن؛ عميل المخابرات الأمريكية في العدوان على اليمن.
انتقلت رعاية هذه الجماعات من بريطانيا إلى الأمريكان. وقبل اندلاع ثورات الربيع العربي اندست هذه الجماعات في هذه الثورات باتفاق مع الأمريكان، على أمل تسلُّم الحكم في هذه البلدان، مقابل التعهد بحماية المصالح الأمريكية في البلاد العربية والاعتراف بإسرائيل، وتوطين الجماعات الإرهابية وبالذات في سيناء واليمن.
وقرأنا مراسلات رئيس الإخوان في مصر محمد مرسي العياط مع نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني بلغة خطاب محببة مخاطبا إياه ب ( عزيزي.. ) لكن تآمرات هذه الجماعة ظهرت وبانت عندما طعنت ثورات الربيع العربي في سوريا واليمن وليبيا وحولتها إلى حرب أهلية مدمرة، مدعومة بحلف الناتو العدواني والمتصهين أردوغان العثماني.
فشلت هذه الجماعات في حكم مصر، وكانت تلك الفترة تجربة مُرَّة للمصريين.
عندها رفع الغرب يده عن هذه الجماعة، وبدأ بالإيعاز لأدواته في السعودية والإمارات ومصر بالانقلاب على هذه الجماعات واعتبارها جماعات إرهابية.
عندها أيقنت أن دورها في خدمة الغرب قد انتهى، فتحولت إلى دواعش.
الأنظمة الدكتاتورية البدوية، وإسلام البترو/ دولار،وإسلام القاعدة وداعش أنجز المهام الموكولة إليه من أسياده الغربيين.
الآن تتجه أنظار الغرب وأمريكا نحو الإسلام التركي العلماني المعتدل – كما يدعون – لإنجاز مهام جديدة، وقد بدا ذلك من خلال التدخل التركي في سورية وليبيا وربما اليمن.
والمتأسلمون وجدوا في تركيا وأردوغان خليفتهم المنتظر المزود بالفسق والخمور والربا فاتجهوا نحوه يبررون لتركيا الخلافة المفسدة والملاهي والخمور والفواحش.
وقد سمعنا فتاوى كثيرة من علماء وعالمات، وخاصة من اليمن يجيزون الفواحش ويقولون عنها إنها باب من أبواب الرزق الحلال. ( راجع فتوى نسيبة اليدومي بهذا الخصوص ).
لقد أمضت الجماعات المتأسلمة وقتا طويلا في خدمة الغرب، وبالذات أمريكا، وها هي اليوم تتجه نحو ما تسميه خليفة الإسلام التركي.
أردوغان الذي يعتبر نظامه أول الخدم لأمريكا وإسرائيل، وعضو حلف الناتو العدواني، وبالرغم من تلك الخدمة المجانية التي قام ويقوم بها النظام التركي للغرب، فإنه غير مقبول لديهم.
والحال من بعضه بالنسبة للجماعات المتأسلمة التي خدمت كل المشاريع الغربية واليوم تُنبَذ من كل الأنظمة.
العثماني أردوغان ونظام العلمنة التركية هو ذراع الغرب الأمريكي في الشرق بعد سقوط نظام الشاه بهلوي في إيران وحليف إسرائيل منذ أمد بعيد لا يمكن أن يخرج عن الطوع. وهو اليوم يقوم بمهمة للناتو العدواني في الشرق من خلال تدخلاته العسكرية في أكثر من مكان.
الجماعات المتأسلمة كانت وما زالت تتخبط وبدون مشروع، وترتمي من حضن إلى حضن استعماري آخر.
هذا الدمار الذي لحق بأقطار الأمة هو مهمة امبريالية للمستعمر قامت به جماعة الإخوان وأخواتها من القاعدة وداعش وغيرها من العاهات التي زرعت في جسم الأمة.
جهتان ساهمتا في هزيمة الأمة؛ الجماعات الدينية والنفط الذي تصب عائداته في دعم هذه الجماعات، ورفد خزائن الغرب من خلال شراء أسلحته ومنتجاته، ثم التآمر على قوى وشعوب الأمة.

قد يعجبك ايضا