(هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)

 

وحيد أحمد الكبسي

أولا من هو العدو؟؟
أليس الله القائل (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)
يتضح جلياً من النص القرآني:
1 – أن أشد الناس عداوة للمؤمنين هم صنفان:
– الصنف الأول اليهود
وهم معروفون لدينا ويمثلهم في عصرنا الحالي الكيان الإسرائيلي
– الصنف الثاني الذين أشركوا
وبلا شك أن التثليث الذي يعتقده النصارى المتأخرين والذين على رأسهم في عصرنا الحالي أمريكا هو الشرك بعينه ويدخلهم ضمن المشركين حيث وصفهم الله (في سورة التوبة) بقوله تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
2 – النصارى أقرب مودة للذين آمنوا
والمقصود بالنصارى هنا هم الذين بقوا على دينهم ولم يبدلوا ولم يثلثوا أو يشركوا بالله تعالى حيث أشارت الآية الكريمة إلى أنهم أقرب مودة للذين آمنوا لسببين:
السبب الأول أن منهم قسيسين ورهباناً.
والسبب الثاني أنهم لا يستكبرون.
وبالتالي يصبح النصارى أقرب مودة للذين آمنوا في حال تحققت الأسباب المذكورة وهي وجود قسيسين ورهباناً وأيضاً عدن الاستكبار، فإذا استكبروا فإنهم بلا شك يصبحون مثل اليهود والمشركين من أشد الناس عداوة للذين آمنوا فالغرور وحب الهيمنة هي من صفات المستكبرين حيث يعيش المستكبر صفة الغرور والشعور بالتسامي والرفعة على الآخرين مما ينجر به في نهاية المطاف إلى السعي للتصدر والتربع على رأس الهرم وأن على سائر الناس الانحناء أمامه والخضوع لسلطانه والتسليم له وأن الشعور بالغرور والقوة يخلقان منه موجوداً متمرداً على القيم فلا يرى نفسه بحال من الأحوال بمستوى سائر الناس قطعاً قال تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) هذا ولو أسقطنا صفات المستكبرين على أحد لوجدنا أن الاستكبار أصبح صفة من صفات أمريكا وأصبحت في عصرنا الحالي هي رمز للاستكبار والعنجية والتبجح بالقوة وأحقيتها بضرب أي شعب أو جماعة في أي مكان في العالم.
بمبرر محاربة الإرهاب وحماية المصالح الأمريكية دون أدلة أو براهين تؤيد ما تقدم عليه من جرائم بحق الشعوب، وخير دليل ضرب العراق لتدمير السلاح النووي والذي اتضح فيما بعد كذب المبررات وعدم وجود سلاح نووي.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار الحقائق التي يعلمها الجميع من أن اللوبي اليهودي الصهيوني هو المتحكم في السياسة الأمريكية وكافة الرؤساء الأمريكيين في حملاتهم الانتخابية يخطبون ود اللوبي اليهودي للفوز بالانتخابات وأمريكا ما انفكت تردد وتؤكد التزامها بحماية إسرائيل وتصرح بأن سلامة إسرائيل من سلامة أمريكا سنتوصل يقينا إلى أن أعداء الذين آمنوا في عصرنا هم: (اليهود تمثلهم إسرائيل وأمريكا الشيطان الأكبر).
ثانياً من هو الإرهابي؟؟
ألم يأمرنا الله بحسن الإعداد لمواجهة الأعداء بقوله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ..) أليست إسرائيل وأمريكا كما توصلنا إليه هما أعداء الذين آمنوا؟
وقد قامت أمريكا بتصنيف جماعة أنصار الله في اليمن كجماعة إرهابية فهذا يعني أن هذه الجماعة أرهبت أعداء الله وأعداء الذين آمنوا وبالتالي حققت ما أمر الله به في الآية الكريمة وأن امتثالها لكلام الله بحسن الإعداد قد حقق إرادة الله تعالى وأن تصنيفها كجماعة إرهابية من قبل الأعداء هو شهادة لأنصار الله ووسام على صدورهم ولهم الحق أن يفتخروا به ودليل على صواب اتجاههم وسلامة المنهج الذي يسيرون عليه لأنه أوصلهم إلى ما أمر الله به والعبرة كما يقال بالنهايات (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
* الوكيل المساعد للشؤون الفنية – مصلحة الضرائب

قد يعجبك ايضا