د. محمد النظاري
لم تكن يفصلنا عن نهائيات آسيا للناشئين والشباب في البحرين وأوزبكستان سوى ثلاثة أربعة أشهر، فقد كان مقرراً أنهما ستجريان في مارس وابريل من العام الجاري 2021م، غير أن الموجة الثانية من جائحة كورونا كانت سببا في إلغاء الاتحاد الآسيوي إقامة البطولتين، تماشيا من الأمر ذاته الذي أقدم عليه الاتحاد الدولي بإلغاء كأسي العالم للشباب والناشئين، وأيضا بسبب كورونا.
لم يكن ينقص شبابنا وناشئونا إلا كورونا ليعودوا إلى سباتهم من جديد.
ما لا يخفى على أحد أنه لا يوجد دوري محلي رسمي (منذ سنوات) وبالتالي فإن اللاعبين في توقف إجباري، وليس أمامهم إلا المعسكرات الإعدادية، والتي هي كذلك غير متوفرة بالقدر الكافي، وبما أن البطولات تم إلغاؤها، فهذا يعني أن اللاعبين سيتم تسريحهم، فهذه البطولات هي لسن معين، والأكيد أنه سيتم تجميع لاعبين آخرين تنطبق عليهم الشروط المناسبة.
الدوري لا بد منه لحل كل هذه الإشكاليات، واستمرار توقفه يعني استمرار الموت السريري لكرة القدم (الرسمية) داخليا.
على النقيض تماما تجرى العديد من البطولات الداخلية في مختلف المدن ، وسردها كلها يحتاج مساحة اكبر من حيز العمود، والأهم من ذلك أن السبات الرسمي، عوضه النشاط الدؤوب ،خاصة على ملاعب أندية الريف الى جانب مسابقات الحارات التي أصبحت تقام نهائياتها على الملاعب الرسمية، لتعيد لها الحياة من جديد.
السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا تنجح البطولات غير الرسمية سواء من الناحية التنظيمية أو الجماهيرية مع وجود اللمسات الفنية، فيما تفشل الجهات الرسمية في مجاراة كل ذلك؟!.
الظروف التي تمر بها بلادنا وفرت بيئة مناسبة لاستمرار هذا الوضع الخاطئ.. فمبدأ الثواب والعقاب مفقود، والتغيير مستحيل، كون انعقاد جمعية عمومية (في هذا الوضع) غير وارد، ليس لكون الانعقاد نفسه صعب، ولكن لأن الهيئات الرياضية منقسمة، ويتم تجيير أي إجراء من الناحية السياسية.
الاتحادات الرياضية وكذلك الأندية هي مؤسسات أهلية، ويفترض أن يفهم قادتها ذلك، فيتصرفون على ضوئه، بعيدا عن أي تجاذبات لأي طرف كان.
اليوم ثاني أيام العام الجديد 2021م، ويبدو أنه لا توجد اي مؤشرات حقيقية تجعله يختلف عن سابقيه، من حيث إقامة البطولات الرسمية لكل محافظات الوطن، ومع هذا نأمل أن يكون مختلفا ويتحقق فيه للرياضيين ما فقدوه في سنواتهم السابقة.
كثير من الرياضيين فقدوا حياتهم بسبب العدوان، وأصبحنا نملك قائمة طويلة من الشهداء في هذا الميدان، فهل قمنا بواجبنا تجاه أسرهم، خاصة أن أغلبهم كان العائل الوحيد لها، وفقدت بذلك السند، وتحتاج إلى من يعينها.. رحمة الله عليهم وأسكنهم فسيح جناته.