الثورة/إسكندر المريسي
أصبحت الرياضة لعبة تتداخل مع ما هو سياسي وتاريخي واجتماعي، حيث استطاعت أن تنهل هي الأخرى لسنوات طويلة من تلك التداخلات وتتأثر بها ، وبالتالي فقد أخذت نصيبها من داء العنصرية الذي بات يعبر الحدود ويجتاز المحيطات بالرغم من وجود القوانين الصارمة التي وضعها المشرعون الرياضيون.
وقد تلوثت رياضة كرة القدم بالعنصرية أكثر من أي رياضة جماعية أو فردية ففقدت المتعة التي تبعثها في نفوس اللاعبين وعشاقها، فالرياضة أخلاق قبل أن تكون منافسة، بيدا أن البعض يسيئون لتلك الرياضة من خلال الممارسات اللا خلاقية.
وقد عانت ملاعب كرة القدم لا سيما الأوروبية من تلك العنصرية حيث لا يزال هذا الداء يفتقد الدواء باعتباره مستمرا في التفشي بمختلف الملاعب ليفسد أسمى معاني كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم خاصة أن هناك الكثير من الملاعب العالمية لا تزال تعاني من ظاهرة العنصرية المقيتة التي أدت لاتخاذ الكثير من القرارات سواء من قبل الاتحادات المسؤولة عن اللعبة قاريا أو من الفيفا، لكن الأمر لم يتوقف حتى اللحظة الراهنة.
وقد فتحت حادثة تعرض مساعد مدرب نادي باشاك شهير التركي للعنصرية وإعلان النادي انسحاب فريقه الأول لكرة القدم من مباراته أمام نظيرة الفرنسي باريس سان جرمان مطلع ديسمبر الماضي ملف العنصرية لتطل من جديد في ملاعب كرة القدم لم يمر شهر واحد إلا وهزت واقعة عنصريه مقيتة مباريات كرة القدم العالمية لتستوقف المتابعين وعشاق المستديرة وتثير تساؤلاتهم عن اللعبة التي تعودوا على متابعتها لأعوام عديدة.
ظاهرة متفشية
ويشكل تفشي ظاهرة العنصرية ضد لاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السمراء تهديداً مباشراً للدوريات الأوروبية، لا سيما مع تخاذل هيئات الكرة الدولية في مواجهة هذه الظاهرة المستفحلة.
وشهدت الملاعب الأوروبية خلال المواسم الكروية الأعوام الماضية حوادث عنصرية متزايدة، في خاصة في إيطاليا، حيث شملت تقليد أصوات “القردة” في المدرجات كممارسة عنصرية ضد اللاعبين من أصول إفريقية.
وهدد الهولندي الدولي جورجينيو فينالدوم (29 عاماً)، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي العام الماضي بالخروج من الملعب حال تعرُّضه لشتائم عنصرية.
وفي مقابلة مع محطة CNN قال فينالدوم إنه سيغادر الملعب في حال تعرَّض للعنصرية حتى لو كان في نهائي دوري الأبطال أو بطولة أوروبا 2020م، مضيفاً “لماذا يتعين على المرء أن يواصل في ظل هذه الحالة؟ إذا واصلت اللعب فلن يتوقف هذا الأمر أبداً”.
وأقر اللاعب أسمر البشرة الذي تعود جذوره إلى جمهورية سوينام في أمريكا اللاتينية، بأن الحوادث العنصرية في الملاعب الأوروبية خلال الفترة الأخيرة أثرت عليه بشدة.
15 حالة عنصرية شهيرة
لتقصي جميع الحالات العنصرية التي شوهت عالم كرة القدم في 2019م، علينا العودة إلى بداية ذلك “العام الأسود”:
27 يناير: الهتافات العنصرية تلطخ مباراة ميلوول وإيفرتون في مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي، وإدارة الأول تتعهد إيقاف عدد من الجماهير مدى الحياة.
18 مارس: تشلسي الإنجليزي يقدم شكوى رسمية إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، بسبب الهتافات العنصرية التي وجهتها جماهير دينامو كييف الأوكراني للاعب “البلوز” كالوم هادسون أودوي، أسمر البشرة.
24 مارس: تعرض عدد من لاعبي منتخب إنجلترا السمر “للانتهاك العرقي”، خلال انتصارهم في تصفيات كأس أمم أوروبا 2020م في مونتينيغرو.
2 أبريل: هتافات عنصرية شديدة من جماهير كالياري تجاه مهاجم يوفنتوس، المراهق مويز كين، تلتها تصريحات زميله بالنادي ليوناردو بونوتشي، الذي قال إن كين يتحمل المسؤولية بنسبة 50 %.
5 أبريل: مدافع منتخب إنجلترا ونادي توتنهام يخرج بتصريحات يقول فيها إنه يتوق للاعتزال من لعبة كرة القدم، بسبب العنصرية.
11 أبريل: انتشار فيديو لعدد من جماهير تشلسي وهي تغني “محمد صلاح مفجر إرهابي” في محطة للقطارات.
12 أبريل: توقف مباراة أميان وديجون في الدوري الفرنسي، بسبب كثافة الهتافات العنصرية تجاه مدافع أميان برنس غوانو.
14 أغسطس: هجمات عنصرية “إلكترونية” على وسائل التواصل الاجتماعي تجاه مهاجم تشلسي الإنجليزي تامي أبراهام، بعد إضاعته ركلة جزاء حاسمة أمام ليفربول في كأس السوبر الأوروبي.
2 سبتمبر: مهاجم إنترميلانو الجديد روميلو لوكاكو يتعرض لهتافات عنصرية من جماهير كالياري في الدوري الإيطالي، ورابطة مشجعي الإنتر تدافع عن تصرفات جماهير كالياري وتعتبرها “جزءا من اللعبة”.
14 أكتوبر: مباراة إنجلترا وبلغاريا في بتصفيات أمم أوروبا تتوقف مرتين، بسبب الهتافات العنصرية ضد نجوم إنجلترا السمر في صوفيا.
3 نوفمبر: نجم بريشيا الإيطالي ماريو بالوتيلي يركل الكرة إلى المدرجات بعد استهدافه بهتافات مهينة خلال لقاء فريقه مع فيرونا بالدوري الإيطالي.
10 نوفمبر: البرازيلي تايسون – لاعب شاختار دونيتسك الأوكراني – يخرج من الملعب باكيا، بعد مهاجمته بالهتافات من قبل جماهير دينامو كييف.
5 ديسمبر: صحيفة كورييري ديلو سبورت الإيطالية متهمة بإثارة العنصرية بسبب عنوانها في صفحتها الأولى “الجمعة السوداء”، التي وضعت إلى جانب صور لوكاكو من إنتر ميلان وكريس سمولنغ من روما.
16 ديسمبر: الدوري الإيطالي يزيد الطين بلة بصورة حملته لمحاربة العنصرية، والتي تمثلت بصور عدة قردة.
22 ديسمبر: مدافع تشلسي الإنجليزي أنطونيو روديغر يتعرض لهتافات عنصرية من قبل جماهير توتنهام، بسبب لون بشرته السمراء.
Prev Post
Next Post