المرأة اليمنية: وراء قوافل الشهداء نساء عظيمات صنعن التاريخ وغيرن مجرياته
أمهات الشهداء.. قدوة في الصبر والتضحيات
قدمت ولدي الوحيد للشهادة دفاعاً عن الوطن ولو كان لدي غيره لألحقته بأخيه الشهيد
إصرار أبنائنا على حماية وطنهم والذهاب للجبهات علَّمنا درساً أن حب الوطن أعظم من حب الأبناء
ضربت المرأة اليمنية أروع صور التضحية من أجل الوطن ..وقدمت اغلى ما تملك لحماية بلادها فهي تدرك تماما أن حب الأوطان فاق حب الأبناء وهاهي تقدم قوافل الشهداء ..وتستقبل جثث أبنائها بالزغاريد معبرة عن فرحها بنيلهم الشهادة ومنذ أكثر من ستة أعوام والمرأة اليمنية صامدة تتقدم مواقع العزة والبذل والتضحية أمام تحالف العدوان السعودي ..فهي لا زالت وستبقى صاحبة التضحيات والمواقف فهي الشهيدة والجريحة وأم الشهيد وبنت الشهيد وزوجة الشهيد فهي المدرسة التي تخرج المجاهدين الأبطال لساحات الجهاد ومختلف ميادين الشرف والبطولة.
الأسرة /
مجموعة من الشذاب والرياحيين تحتضنها امرأة في العقد الخامس من عمرها وتمضي مشياً على الأقدام إلى مقبرة خزيمة في شارع الزبيري يتكرر هذا المشهد كل يوم جمعة حيث تذهب أم عبداللاه المرتضى لزيارة قبر ابنها الشهيد ” عبداللاه” حاملة له الشذاب والريحان التي زرعتها في سطح منزلها لهذا الغرض وحتى لا تضطر لزيارة قبر نجلها خاوية اليدين.
أم الشهيد عبداللاه تصل إلى قبر ولدها الذي دفن في مقبره خزيمة محملة بالشذاب والورد وتقوم برش كمية من الماء تحضرها معها وتضع الشذاب والريحان في جهة الرأس.
الشهيد عبدالاله.. كان شاباً طيباً وجميلاً، يحب الحياة الهادئة ويعشق الريحان والزهور والشذاب، وحين جاء العدوان الغاشم لاحتلال بلادنا كان عبدالاله في الصفوف الأولى للدفاع عنه ونال الشهادة وارتوت تراب اليمن بدمه ودماء رفاقه الطيبين الطاهرين.
وقالت أم عبداللاه: ولو كان لدي ولد آخر لأرسلته لأخذ مكان شقيقه الشهيد.
أسمى وأروع عطاء
ولعل أسمى وأروع العطاء هو عطاء الأم التي تقدم ابنها الوحيد فداء للوطن.
أم عبدالعليم قدمت ولدها الوحيد لجبهة القتال ضد العدوان السعودي الأمريكي، وحين عاد لها محمولاً على أكتاف الرجال تخرج بكل فخر وشموخ لاستقباله بالزغاريد والطلقات النارية في الهواء، وكأنها تزفه إلى عروسه.
أم الشهيدين على الرجوي وفيصل الرجوي الصابرة الصامدة تقول لا نقول أم الشهيد الطبيب علي الشرفي والذي كان يعمل في مجال الإسعاف الحربي في مستشفى السبعين في عدن أثناء قصف العدوان الغاشم للمستشفى أصيب زيد وفقد حياته ولم يتمكن أحدا من إسعافه.
وقالت أم الشهيد: دائما كنت استودع ولدي الله لإيماني بعظيم الرسالة التي يقوم بها وينال الشهادة.
الحرب العدوانية
لم يعد هناك مكان في بلادنا إلا وقدم شهداء من خيرة أبنائه في هذه الحرب العدوانية التي تتعرض لها البلاد منذ أكثر من سته أعوام من قبل دول تحالف العدوان.
المرأة اليمنية كانت منذ بداية العدوان ولا تزال وستبقى صاحبة المواقف المتقدمة في التصدي والنضال وبذل أغلى التضحيات فداء للوطن ودفاعا عن استقلاله وسيادته وكرامة أبنائه فهذه المرأة الصامدة صمود الجبال هي أم الشهيد وبنت الشهيد وهي زوجة الشهيد وأخت الشهيد وقبل كل ذلك المدرسة الوطنية الأولى التي يعود لها الفضل في تخريج المجاهدين الأبطال الذين يسطرون أروع ملاحم الصمود والتضحية ويقدمون في مختلف ميادين الشرف والبطولة دروسا عظيمة في كيف يكون حب الأوطان.
6 أعوام من الصمود
تحملت المرأة اليمنية طيلة الستة أعوام ولا تزال العبء الأكبر من أوزار العدوان السعودي وتصدرت القائمة الوطنية في الخسائر والآثار الناجمة عن الحرب وتداعياتها الكارثية على الحياة المعيشية.
وتؤكد أم عدنان بأنها تدرك حجم المؤامرة التي يحيكها الأعداء لليمن وشعبه لذلك فهي كغيرها من اليمنيات الأصيلات تواجه العدوان وتداعياته بكل إيمان وثبات وتشير إلى أنها لا تمانع في إرسال أبنائها إلى جبهات العزة والشرف للدفاع عن الوطنزز وتضيف” لدي أخ يجاهد ضد قوى العدوان والاحتلال وأحث أولادي دائما على فضل وأهمية الدفاع عن الوطن.”
وتبقى هذه الأم اليمنية الصامدة واحدة من ملايين النساء اللائي يدركن حجم المسؤولية الوطنية الكبرى المناطة على عاتقهن في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن ليسطرن إلى جانب إخوانهن الرجال الأفذاذ أجمل صور التلاحم والصمود في وجه العدوان التي تواجهها الأرض اليمنية في تاريخها الحديث.