المراهقة تعتبر من المراحل الحرجة في حياة الناس ويشكل التعامل معهم تحديا بارزا ففي هذه الفترة يشعر الشاب المراهق بالرغبة في الانقلاب على القيم المجتمعية والعادات والتقاليد لإظهار وإثبات النفس بشكل لافت للأنظار.. وقد يميل كثير من المراهقين إلى التدخين كوسيلة لإثبات أنفسهم رغم ضرره الواضح على صحتهم وسلوكهم .
الأسرة /وائل علي
سامي القادري 17عاما يرى أن رجولته تكمن في التدخين خاصة في تناول الشيشة الإلكترونية فاستخدامها- كما يقول- سهل ورائحتها جميلة وهذا يلفت الأنظار إليه – حسب زعمه.
في المقابل يقول صديقه انس الريمي إن استخدامه للشيشة الالكترونية سهّل عليه ارتياد محلات الشيش وعناء تحضيرها أيضا لرخص ثمنها وخفة وزنها وسهولة تحضيرها .
علي الوصابي- ولي امر يقول “إن ابني كان يتعاطى الشيشة التقليدية خلسة عني وحين اكتشفت الأمر قمت بتوبيخه وتعريفه بأضرار التدخين على المراهقين، واكتشفت انه بالفعل اقلع عن التدخين التقليدي ولجأ للتدخين الإلكتروني وقد صدمني الأمر كثيرا”.
الشيشة الالكترونية
تتكون الشيشة الالكترونية من بطارية وملف تسخين (الفتيلة) وخزان المحلول (العلبة ) المحلول الالكتروني وهي المادة التي يتم تبخيرها لإنتاج الدخان كما يتكون المحلول بشكل رئيسي من الجلسرين النباتي والبروبيلين جليكول مع ماء مقطر أو مع الكحول الإيثيلي أو غيره من المذيبات، وتضاف إليه مُحليات ونكهات اصطناعية، حجمها وشكلها مثل القلم تقريبا وتتفاوت أسعار الشيش الالكترونية ما بين 3500 إلى 9000 ريال.
أضرار وخيمة
الدكتور فاكر القباطي – استشاري أمراض صدرية -كلية الطب –جامعة صنعاء تحدث عن أضرار الشيشة الإلكترونية لدى المراهقين وقال: إن لها أضراراً متعددة منها التهاب الرئة الانسدادي المزمن (انتفاخ الرئة )، هذه من المضاعفات الخطيرة، يعني أن الإنسان يشعر بضيق في التنفس وشرحجة في الصدر وبالتالي هذه مضاعفات للشيشة حيث تبدأ بالتهابات القصبة الهوائية ثم تنتقل إلى انتفاخ رئوي، يعني نقص الأكسجين في الرئة، وإذا تمادى المراهق في التدخين فإن الأمر سيؤدي به إلى الإصابة بسرطان الرئة.. وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة.
قضية اجتماعية
من جانبه أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور جميل حفظ الله يرى أن تناول الشيشة الالكترونية في الأصل قضية اجتماعية وهي في الأساس تستدعي وجود توعية في اطار السلوك الاجتماعي (الترويح الاجتماعي بشكل عام )، وهذه الظاهرة في الأساس جاءت نتيجة انعدام توعية المراهقين والشباب بخطورة التدخين وعدم إيجاد البدائل لهم مثل النوادي الرياضية وارتياد المكتبات، وهذه في الأصل غير موجودة في بلادنا وإن وجدت هذه النوادي فهي لا تخلو عن وجود الشيشة أيضا، وسائل الترفية الاجتماعي شبه منعدمة.
فالأصل في استخدام الشيشة الإلكترونية هو التقليد الاجتماعي لأنه يتأثر بالأشخاص المحيطين به كالىباء والأصدقاء، كما يظن المراهقون أن الشيشة نوع من الرمزية الاجتماعية الإيجابية الراقية وقيمة عصرية وليست الشيشة منتشرة فقط في أوساط الشباب والشابات وإنما تعتبر ظاهرة تجر الناس إلى ضياع الوقت وفساد الأخلاق في المجتمع.
ويقول حفظ الله: نحن نعيش في فراغ اجتماعي وثقافي في الفترة الحالية، فحالة الفراغ هي الأصل والدفع فيها، وعلى المستوى الوهمي طبعا هي قيمة اجتماعية معينة، لكن إذا بحثنا عن جذورها سنجد أن الفراغ هو فراغ ثقافي ذهني وعقلي في نفس اللحظة لدى البعض الذي يريد أن يبحث عن ذاته ولكن بطريقة خاطئة لأنه يريد الظهور ولفت الانتباه ويجد في التدخين ضالته.