,الزواج المبكر يحرم الفتاة من التعليم والإعداد لتحمل المسؤولية
,أكثر الفتيات بالمرحلة الأساسية.. والعدد في ازدياد!!
تحكي نجاة سعيد حكايتها قائلة: تزوجت مبكراٍ شاباٍ تقدم لي من دون معرفة سابقة به تم الزواج في الشهر الأول عاملني معاملة طيبة وجيدة وبعد ثلاثة شهور أخذ يعاملني كخادمة له أحسست بمرارة الحياة وكنت أتمنى الموت على الاستمرار معه بعد عامين كان الطلاق هو النتيجة واليوم أصبحت عالة على عائلتي الفقيرة وقد خسرت مستقبلي في متابعة الدراسة والعمل وفي حال تقدم أحد لي سأفكر جيداٍ قبل الزواج.
بينما أزهار عبده تروي مأساتها بحرقة قائلة: عندما كنت في الصف السابع تقدم لخطبتي أحد أبناء عائلتي وكان من الأغبياء أقنعني أهلي بأن حياتي معه ستكون جميلة وممتعة فأمواله كثيرة عنده سأحقق أحلامي وسينفذ كل طلباتي وبالفعل قبلت بعد الزواج بأشهر أخذ يعاملني كقطعة من أثاث المنزل كرهت حياتي معه طلبت منه الطلاق لكنه لم يفعل بل تزوج فتاة أخرى صار عندي أربعة أولاد وبعد ست سنوات من العذاب طلقني ولكن بعد ماذا¿ بعد أن ضاع مستقبلي وتشرد أولادي لن أتزوج بعد الآن.. وسأكرس حياتي للعناية بأولادي.
مناصرة وتضحية
> سعدة إبراهيم: إني سعيدة جداٍ لأن زوجي يفهمني ويحبني ويسعى لسعادتي ولدي منه ثلاث بنات أنا من أنصار هذا النوع من الزواج لأن شخصية المرأة لا تكون قد تكونت وترضى بنصيبها وتقتنع بسهولة بينما عندما تتقدم في العمر تندمج في الحياة فتصبح عملية اختيار الزوج معقدة ويصبح الزواج له شروط وتعقيدات ولم يعد يعجبها أي شيء فهذا غير مثقف وهذا لا شخصية له وغير ذلك من الأمور.
بينما ترى مريم «طالبة جامعية» أن الزواج المبكر كارثة حقيقية إذ يمنع المرأة المشاركة الفعالة في بناء المجتمع وقالت: لو جعلوا زواجي مرهوناٍ بألا اتعلم.. سأختار العلم لأن العلم هو الذي سيمنحني المعرفة ويزودني بالضمانات لزواج سعيد ومستقر.
وأضافت: نجيبة حداد «معلمة» تحرم المرأة من حق التعليم بسبب الزواج المبكر الأمر الذي يترك أثراٍ سلبياٍ في إطار تنشئة المرأة لأطفالها فالمرأة غير المتعلمة امرأة جاهلة بقضايا عديدة في إطار دورها ومكانتها الاجتماعية.
بينما المحامي/طارق حسين يرى أن المرأة هي الضحية الأولى في الزواج المبكر إذ تتحمل المسؤولية باكراٍ من دون أي خبرات سابقة تتعلق بمسؤوليات الأسرة المتعددة «الزوج و الاهتمام بالمنزل وتربية الأطفال» فأما أن تصبر على زوجها وأما الطلاق وتحدث الكارثة ويتشرد الأولاد إضافة إلى نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة.
الزواج.. خياران!!
> تباينت الآراء حول الزواج المبكر ما بين مؤيد ومعارض فبينما بدى خبراء من هيئة الأمم المتحدة أن الزواج المبكر مغامرة غير مأمونة لأن زواج الفتاة قبل بلوغها سن العشرين قد يعرضها لخطر الإصابة بالعقم وتزيد لديها مخاطر الانفصال وفتور العلاقة الزوجية بينما يؤيد عدد من علماء الشريعة الإسلامية الزواج المبكر بشروط عقد الزواج المعروفة.
في تقرير لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة دعا لوضع حد للزواج المبكر لاسيما بالنسبة للفتيات أيضاٍ يقف علماء النفس والاجتماع ضد الزواج المبكر على اعتبار أنه سرقة لعمر الطفولة عند الفتاة وحرمانها من النمو الطبيعي لشخصيتها وأن بدت هيئتها كامرأة إلا أن لديها طفولة متأخرة كما يطلق عليها علماء النفس وقد أكدت دراسات متخصصة في هذا العدد على أن اليمن من الدول الأكثر عرضة لظاهرة وفاة الإمهات نتيجة الحمل المبكر تقدر بـ 500 حالة وفاة في العام الواحد وقدم أ/شوقي القاضي عضو لجنة الحقوق والحريات دراسة مستفيضة حول الزواج المبكر اعتمد فيها على عينات عشوائية وتم رصد حوالي 11 سبباٍ.
مؤشرات
> الحماية والستر وإبعاد شبح العنوسة من الضروريات التي أوجبت الزواج المبكر للفتاة.. غالباٍ ما تتوقف المرأة بعد الزواج عن الدراسة ومن خلال بعض الإحصائيات والدراسات التي تبين أسباب تسرب الفتيات من المدارس إلى جانب استطلاع رأي شريحة بسيطة من الفتيات حول سلبيات وإيجابيات الزواج المبكر ظهر أن الزواج المبكر قد يشكل عائقاٍ أمام حصول المرأة على حقها الكامل في التعليم عند بعض الفتيات وقد لا يكون كذلك عند البعض الآخر فالفتاة التي تتزوج في سن مبكر وهي لا تزال في مقاعد الدراسة قد تتحمل أعباء وتكاليف تحول بينها وبين مواصلتها لسنوات دراستها وخاصة إذا ما اقترنت بزوج لا يتفهم نفسيتها ولا يشعر بأهمية تعليمها ولا يساعدها على تحقيق رغبتها وستجد نفسها أمام خيارين يؤثر كل منهما على الآخر بعلاقة عكسية فكلما زاد اهتمامها بدراستها وواجباتها الدراسية كلما أثر سلباٍ على اهتمامها بشؤون بيتها وأسرتها والعكس صحيح.
أوضحت دراسة اليونيسف التي تناولت وضع الفساد والأطفال في اليمن بالتنسيق مع بعض المنظمات الدولية أن متوسط زواج الفتاة في اليمن هو 17 عاماٍ في المناطق الحضرية و15.9 عاماٍ في المناطق الريفية أما المناطق النائية التي لم تصلها الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية فإنه يصل إلى 10.5% وأشارت الدراسة إلى أن من النتائج المترتبة على الزواج المبكر حرمان الفتاة من التعليم مما يقلل مشاركتها في التنمية وتشير دراسة أجراها مركز البحوث والتطوير التربوي تم في تتبع فوج دراسي في المرحلة الابتدائية أوضحت الدراسة فيها تسرب الفتيات من هذه المرحلة مختارة أهم عشرة أسباب تم ترتيبها تنازلياٍ حسب درجات التكرار من الأكثر إلى الأقل حظي الزواج بالنسبة للطالبات بالمرتبة الثالثة بما نسبته 4.69 من مجموع التكرارات التي بلغت 201 تكراراٍ كما بينت أن متوسط نسبة تسرب التليمذات في الصف الخامس والسادس تصل إلى 16.8 – 6.9% وهكذا.
الجهل.. يرغم أحياناٍ!!
> بينما يؤكد علماء الاجتماع بأن الزواج عبارة عن تزاوج منظم مقنن بين الرجل والمرأة يرتضيه الدين والمجتمع بينما الأسرة تجمع بين الزواج والإنجاب وتتمتع ببعد عاطفي أعمق وتشير إلى مجموعة من الأدوار الاجتماعية المكتسبة عن طريق الزواج والإنجاب ولهذا يعتبر الزواج شرطاٍ أولياٍ لقيام الأسرة باعتبارها نتيجة طبيعة للتفاعل الاجتماعي.
إن الزواج المبكر مظهر من مظاهر القهر الذي تعاني منه من الفتاة في المجتمع الريفي وفي المجتمعات النامية وهذا الزواج المبكر له أسباب منها الجهل والأمية فالجهل يرغم الفتاة الصغيرة على قبول الزواج المبكر لكي تجد المعين لها وذلك لأن المجتمعات الريفية ذكورية بمعنى تبعية المرأة إلى الرجل ومن أجل تحديد سن الزواج فلا يجوز تزويج الفتاة قبل الثامنة عشرة.