ألفا يوم بمقام ألفي عام
أمين عبدالوهاب الجنيد
عندما ندرك أن قذيفة اليوم بألفي ضعف قوة السيف والرمح معاً ، سنعي حجم صمودنا وأنه يكافئ ما تحمله العالم لألفي عام.
فمنذ ولد أو انسلخ الفريق الذي تصدى ورفض المبادرة الإلهية التي أطلقها عيسى -عليه السلام- بخصوص ترتيب الصف الداخلي لحركته الثورية العالمية تحت حركة (كونوا أنصار الله) ، المشروطة بالإيمان بمبعث النبي الخاتم ليكتب لها النجاح، ومنذ ذلك الحين ولمدة ألفي عام مضت تبنت إحدى الطائفتين من اليهود مشروع الرفض والصلب والقتل لطائفة الحق ولكل من يتبنى مشروع الحق في كل زمان ومكان ، وأصبح نهجاً تتوارثه أجيالهم ، وعلى امتداد عشرات القرون.
وبالتالي أدى ذلك الرفض إلى قلب الموازين وحرف المفاهيم وتحريف النصوص والقوانين الإلهية (التوراة) والقتل والصلب لأصحاب المبادرة ومناصريها ، فسيطر على الساحة قادة مشروع الانحراف ، وحكومات البغي ، وصعدت قطبية الجبارين الأحادية، وتسلّطوا بناءً على نزعتهم العرقية في تكريس ممارسة قهر الشعوب والأمم على مدى كل تلك القرون وإلى يومنا هذا ، مروراً بالانقلاب المماثل على حركة الرسالة المحمدية المتمثل بحركة “الانقلاب على الأعقاب”، التي شهدت صعود الانقلابيين الأمويين والعباسيين وامتدادهم ممن سار على نهجهم وسنتهم إلى سُدة الحكم.
وعلى إثر ذلك توالت القرون والسنون، والدين يتلاشى من بين أوساط البشرية إلى زماننا هذا ، حتى أذن الله للظهور من جديد لعيسى العصر ، فما كان من تلك الطائفة بقيادة رموزها بعد أن سمعوا تلك المبادرة تتكرر من جديد وبنفس صيغة النداء (كونوا أنصار الله) ولها وقعها في مسامعهم ويرون واقع ولادة أنصار الله مرددين شعار صرخة البراءة بثبات وثقة غير آبهين بقوة المتجبرين، برغم علمهم المسبق بما حصل لنظرائهم نتيجة إيمانهم بأنهم منطلقون تحت قيادة الله، وماهم إلا أنصار وجنود له.
لذلك : ذهب فريق الـ (ألفي عام) يجمع خلاصة غيظه وحقده مستغلاً لكل إبداعاته وخبراته التراكمية وابتكاراته الصناعية الفتاكة ، محاولاً بها اختصار الـ (ألفي عام) بـ (ألفي يوم) ، فبدلاً عن المليون ضربة سيف – “غارة واحدة أفتك” ، وبدلاً عن رمية مليون سهم “قذيفة واحدة أشد” ، وما كان يحتاج الوصول إليه شهورا وسنين تقطعه الآليات في ظرف دقائق.
لذلك دفعوا بأدواتهم، وانهالوا بسلاحهم للنزال مدعومين بأفتك أسلحة الانتقام ، مشرعنين للإجرام ، صانعين تحالفات وكلاء للتخويف والقتل وتوفير الأموال.
فكان كل يوم حرب – بعام ، وكل جريمة مشهودة للرأي العام ، فاستبانت حقيقتهم وانكشفت نواياهم وشهد العالم قبحهم، ومع ذلك ظلوا وسيظلون على عنادهم لوأد مشروع عيسى الزمان.
أرادوا دفنه وصلب جسده وسفك دماء عشيرته ومحبيه وشعبه وكل حاملي الفكر والمنهج ، لكنهم وجدوا خلاصة الصمود : (ألفا يوم دون كلل) ، و (ألفا يوم عزة دون استسلام) و (ألفا يوم تصنيع ومنجزات وانتصارات وإنتاج وتدريب وتأهيل) دون تأثير جدوى الفتك والحصار والدمار.