إلى باعة سميرة مارش
أشواق مهدي دومان
لكل إنسان منّا تجاربه ، ونهايات التّجارب نخرج بخلاصات نرجو أن نستفيد منها ، وعلى ضوئها وبعد تأمّلنا وتفكّرنا نصل إلى قناعات تشبع فضول أفكارنا وتجيب عن بعض تساؤلاتنا وهذا يحدث كعمليات وتفاعلات في العقل المنتج لفكر قويم لا يخالف الفطرة ولا يخالف قوانين ربّ العالمين ، وهذا العقل العامل فكرا هو الذي نصف صاحبه باللبيبّ ، فإن كنتَ ممّن يفعّل لبّه ويتفكّر ويعقل ويستوعب ويصل لقناعات توائم قضيّة إيمانه ولا تختلف ولا تتعارض مع نهج اللّه ونواميسه في كونه فأنت من ذوي الألباب.
أمّا في العاطفة والمشاعر فلنا أن نسمّي من يحبّ النّاس ويبادلونه المحبة والوداد بالمحبوب أو الحبيب وذي القلب والحسّ المرهف ، فإن اتّصفت برهافة الحس والشّعور فقد تصل بك المشاعر إلى مراتب العشق والوله والغرام والشّغف وليس بالضرورة أن تكون عاشقا والها مغرما شغوفا بامرأة بل إن هذه المعاني العالية والمتقدّمة للحبّ يعرفها العارفون بأنّ هناك عوالم في روح الإنسان تفوق المادية والجسديّة ، ومنها يتخرّج العاشقون للّه الذي عرفناه وأيقنّا أنّه وحده المعبود ورجونا جنّته، فيما نهيم شوقا برسوله ، ونبتغي حبّه وشفاعته ، ونصبح ولهى بالجنة ، ونشغف بشهادة في سبيل اللّه .
وهذا فينا معنى اللبّ والقلب السليم الواثقة علاقته بخالقه ، وهكذا _ نحن _ البشر ..
أمّا مخلوقات الله الباقية فلا يشترط لها أن تكون ذات لبّ وقلب سليم ، ولا تتسمّى خلاصات عملياتها بما نتسمّى به نحن _ البشر _ فمثلا في النّبات يكون نتاج تفاعلات وحكايات نشأتها وبنيتها وتفاعلها لاكتمال نموّها نراه في نهايات دورات نموها الموسميّة فللشجرة ( مثلا ) خلاصة أن تضع حمل مجهودها في هيئة ثمار وللزهرة رحيق ، وللوردة جمال أخّاذ وعبق وعطر زكي ،
كما أنّ النّور والدّفء يلازمان الشّمس، وفي القمر الجمال والضّوء ، كما أنّ هداية المسافرين بلمعان النجوم في الليل ، وللبحر العمق والسّعة ، أمّا الحرية فتناسب الطّيور ، وكلّ له معانيه ،،
أمّا في عالم الحيوان فلا عقل ولا عاطفة ؛ فالغريزة سيّد الموقف ؛ فقد يربّي أحدهم ثعبانا فيلتهمه ، وقد يربي قطا فيأكل أكلا أراده الشّخص له ، وقد يربي كلبا أو أسدا أو نمرا فيعضّه ، وقد تأمن لثور لكنّه قد ينطحك ، وحتّى الحمار فقد يركل صاحبه، لكن نَدُر أن تلتئم نفسيتك مع القردة والخنازير إلّا أن تكون مرتزقا أو وهابيا .. تكفيريا إخوانجيا .. عفاشيا .. فهؤلاء من تاجروا باليمن وباعوها بثمن بخس ، وأنت مثلهم فأن تختطف امرأة في مأرب اسمها ( سميرة مارش) من بين أولادها وأهلها فأنت ديوث مجرم حقير ، لكن أن تبيعها للمحتل السعو إماراتيكي فأنت خنزير وقرد ، وهذان الصنفان من الحيوان ما وصفا في القرآن بالمسخ فهما أقذر وأديث حيوانات ، ودياثتهما لا تجاريها دياثة إلّا دياثتك كمرتزق لا لك عقل ولا قلب ، لكن لك غريزة حيوان نجس كما أسيادك، وهكذا أنتم أيّها الخونة وعبيد أمريكا وإسرائيل ومن يخدمهم و يتطبّع معهم : هكذا أنتم مارقون عن تعاليم الإسلام .. خارجون عن الفطرة الإنسانية ، ومنسلخون عن كلّ قيمة مادام وفيكم ومنكم من يبيع عرضه وشرفه لمحتل جبان ؛ ولا سلام .