2020م عام التطبيع المكشوف

 

عفاف محمد

على مر العصور كان اليهود أعداء الإسلام؛ فكم كادوا للمسلمين وكم غدروا وحاكوا الدسائس لهم.
ومنذ الأزل كان لهم مع نبينا موسى مواقف وقصص يندى لها الجبين، لما فيها من دناءة أنفسهم وخبثهم وتعنتهم وغدرهم؛ حتى وصل بهم الأمر إلى استخفافهم بقدرة وعظمة الله جل شأنه رب السموات والأرض خالقنا وخالقهم !!
وقد تحدثت آيات الله المباركة عن تاريخهم الأسود ومواقفهم المزرية وبينت مدى انحطاطهم وخساستهم. اليهود لم يؤمنوا بوجود الله سبحانه وتعالى ، رغم ما منحهم من كرامات ومعجزات، ورغم كل اجتهاد لنبي الله موسى عليه السلام، كذلك هم عملوا على تزييف كتب الله السماوية وتحريفها وكانوا للإسلام والمسلمين ألد الأعداء، وهكذا توالت أجيالهم على نفس شاكلتهم، دجّالين منافقين في كل عصر ومصر .
وكان رسولنا محمد “عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الكرام ” قد عانى منهم الأمرّين؛ حاربوه وكادوا له في أكثر من موقع ولم يسلم من أذاهم.
وبعد توالي الأجيال نجد أن اليهود لم تتغير طباعهم أو تتبدل لأنها أصبحت جينات وراثية تنتقل من جيل إلى جيل.
وفي الوقت المعاصر فقد استولى الصهاينة على فلسطين بخديعة من بريطانيا وخيانة بعض حكام العرب، فنفذوا المجازر العنصرية والإبادة العرقية للشعب الفلسطيني، والمئات من هذه المجازر ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والمجازر لا تعد أو تحصى ،وقد بدأت منذ العام1937 وخلال الانتداب البريطاني وبلغت ذروتها عام النكبة، ولحقوا باللاجئين الفلسطيني ونفذ الصهاينة أبشع مجزرة ضد الفلسطينيين وبعض اللبنانيين في مخيمي صبرا وشاتيلا بالتعاون مع الميليشيات التابعة لحزبي الكتائب والقوات الموالية لإسرائيل، فالمجازر بحق الشعب الفلسطيني تفوق كل تصور ومن أهمها:- بلدة الشيخ، دير ياسين، أبو شوشة، الطنطورة، قبية، خان يونس، القدس، صبرا وشاتيلا، المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وقد ساهمت المجازر ووعود جيش الإنقاذ بالهجرة إلى دول الجوار.
وفي الماضي كانت قضية فلسطين قضية مركزية للدول العربية، وكانت هم كل الشعوب العربية، فجعلتها الدول والممالك من أولى أولوياتها في كل المحافل المحلية والدولية ،ولطالما تفاعلت مع الأحداث الجارية هناك، وكان الدم العربي يثور عند استشهاد أطفال الحجارة والشهداء الذين يتساقطون من أبناء فلسطين، ودائماً يعلنون تضامنهم الكامل مع قضية فلسطين.
وفي تخطيط خسيس كان يجري من خلف ستار عمل اليهود على قتل هذه الحمية العربية الثائرة، وعلى جعل قضية فلسطين قضية منسية، واستخدموا أساليب ملتوية شيطانية ،وأدوات عميلة عربية لتنفيذ مخططهم، ودخلوا إلى كل بيت واستطاعوا أن يحرّفوا العقل العربي عما كان عليه من فكر ومعتقدات سليمة، فخربوا عقله وأماتوا قضية فلسطين من فكره، فمات الضمير العربي.
وكانت الصحوة العربية قد غابت وولت ،فيما عدا بعض الأحرار الشرفاء المقاومين.
كان الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي قد استفز الكيان الإسرائيلي وأدواته، بأن بدأ بإحياء تلك القيم التي كانت قد ذابت، وتعريف الأمة العربية بخطورة أعداء الإسلام وكشف خططهم والإرشاد إلى كيفية مقاومتهم ومحاربتهم.
وبعد أن كانت الأنظمة العربية تدّعي أنها لا تربطها أي علاقة بإسرائيل اتضح جليا أنها تتعامل معها سراً ومن تحت الطاولة، وكان الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي قد أعلن بشجاعة تحديه هذا الكيان الغاصب ما جعلهم يسلطون أدواتهم عليه ويحاربونه بشراسة لا مثيل لها خوفاً من أن يصحو الضمير العربي ثانية ،بعد أن خدّروه، وذلك من خلال تأثره بمشروع الشهيد القائد الذي أعاد للدين الإسلامي كيانه وحذر الأمة الإسلامية من مخاطر وأساليب أعدائها.
اليوم، وبعد أن قامت قائمة العالم بعد أن ظن الطغاة أنهم بقتل هذا المرشد الرباني سيقتلون مشروعه وستخمد صرخته التي أرعبت الأمريكان والصهاينة؛ فتجمعوا وحشدوا كل قواهم بغية أن تبقى الأمة الإسلامية في سبات وأن تموت القضية عبر حروبهم الناعمة والباردة، أرادوا جعل الشعوب العربية تلتهي عن القضايا الأساسية بقضايا هامشية ،ونثروا بذور التخاصم والتنازع بينهم؛ فتمكنوا من الأنفس الضعيفة وأسكتوهم عن قول الحق.
اليوم في القرن الواحد والعشرين وفي عام 2020م تحديداً كان حزب الله مع الحوثيين وباقي شرفاء العالم قد خلقوا الرعب في كل أنحاء العالم وذلك بتفردهم بميزات خاصة وقدرات، فائقة واجهت كل تحركات هذا العدو اللعين .
واليوم أيضاً أصبح الكيان الغاصب يفتخر بعلاقته مع الأنظمة العربية التي قال عنها يوما “لسنا الطرف الذي يخجل من هذه العلاقة” لأنه يعلم علم اليقين أن الشعوب الحرة ترفض التطبيع معهم وإنما هم الحكام الخونة الذين يجعلون من الصهيونية صديقة حميمة.
فكان لترامب، ذاك المخلوق العجيب، المتسلط، المتكبر، والعنصري الوقح الدور الكبير في كشف العلاقات السرية بين الكيان الغاصب ودول الخليج على وجه الخصوص، وجعل دول الخليج تمهد لهذا التطبيع عبر إعلامهم وفتاواهم وخطاباتهم ،فانتقلوا بعدها إلى التصريح المباشر والعلني.
فقد تناسوا تحذير الله من غدر وزيف اليهود وتناسوا كل القيم والمبادئ الأصيلة وجعلوا إسرائيل صديقة حميمة وهذا جعل اليهود يستقوون على العالم. اليوم وبعد أن كانوا أذلاء جبناء، فإنهم يعيدون أسطوانتهم المشروخة بأنهم شعب الله المختار، فكثفوا لملمة شتاتهم وبدأوا يتحدثون عن أمجادهم وماضيهم ورغبتهم في العودة، اليوم أقدامهم تطأ الأراضي المقدسة المحتلة ويزعمون أن لهم حقوقاً في مصر وغيرها بوقاحة وتحد.
والعرب.. العرب.. العرب، المطبعون فإن رؤوسهم مطأطأة خانعين أذلاء.
فليجعلوها حرباً كبرى عالمية، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وبرغم كل المطبعين.

قد يعجبك ايضا