التطبيع مقابل السلام
محمد صالح حاتم
ما تشهده الأمة العربية من صراعات وحروب وقتال ودمار وراءه أمريكا والكيان الصهيوني، هذه هي الحقيقة التي ينكرها العرب، وتقر وتعترف بها أمريكا والكيان الصهيوني.
ما كشفته الوثائق المسربة لهيلاري كيلنتون مؤخراً من حقائق عما حدث ويحدث في الوطن العربي من صراعات ودور أمريكا وإسرائيل في ذلك، وعلاقة أمريكا بأحداث ما سمي ( بالربيع العربي )،وهو ما أدخل البلدان العربية في أتون صراعات دموية وتدخلات خارجية عسكرية وسياسية في شؤونها، وليس هذا كما يحدث في ليبيا، و سوريا واليمن، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وملايين اللاجئين والمشردين، وتدمير البنى التحتية، وارتفاع حالات الجوع والفقر وانتشار للأمراض وغيرها من الكوارث.
إن السبب في تدمير البلدان العربية وخاصة ً الدول المعادية للصهيونية والرافضة الاعتراف بوجود دولة الكيان الصهيوني يعود إلى موقف هذه الدول الرافض والمقاوم للصهيونية العالمية، والداعي إلى عدم التفريط في القضية الفلسطينية.
ولذلك ترى قوى الاستعمار أن السلام لن يعم هذه البلدان المقاومة إلا من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما كشفته مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن كيلي جراف عندما تحدثت عن أن السلام في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وايران والمنطقة برمتها مرهون باتفاقية “إبراهيم” حسب زعمها، وهي اتفاقية التطبيع التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين مع الكيان الصهيوني المسماة بالعبرية “أبراهام”،نسبة إلى نبي الله إبراهيم باعتباره شخصية محورية في الأديان السماوية الثلاث وهي الإسلام والمسيحية واليهودية.
إن الهرولة التي تقوم بها دويلة الخليج العربي وبعض الدول العربية التي تتسابق إلى الحضن الصهيوني، من اعتراف وتطبيع مع الكيان الصهيوني تعتبر خيانة وطعنة للقضية الفلسطينية، وذلك تحت ذريعة السلام في المنطقة، وهم من كانوا في الماضي يرفعون شعار “الأرض مقابل السلام”، فلا أرض عادت ولا سلام تحقق.
فالسلام الذي تريده أمريكا هو أن تكون إسرائيل وعبر سفيرها المسيطرة والحاكم الفعلي للدول العربية والمنطقة بشكل عام.