اليمنيون في حضرة الرسول الأعظم
عبدالفتاح علي البنوس
لبيك فرضا ونفلا، لبيك سرا وجهرا، لبيك بحرا وبرا، لبيك نهجا وفكرا، لبيك أمرا ونهيا، لبيك يا سيدي يا رسول، لبيك ما تعاقب الليل والنهار، لبيك عدد قطرات المطر، وعدد ثمار الشجر، وعدد الصخر والحجر، لبيك يا خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وسيد الكونين، ورسول الله للعالمين، لبيك عدد من صلى عليك، وعدد من لم يصل عليك، لبيك أيها البشير النذير والسراج والقمر المنير، لبيك يا طب القلوب وطبيبها، لبيك يا رسول الله تلبية صادقة مخلصة من القلب نابعة، لبيك ما سرت وفود الأنصار من يمن الحكمة والإيمان رجالا ونساء كبارا وصغارا محتشدة إلى ساحات وميادين الوفاء اليمانية المحمدية احتفاء بذكرى مولدك الشريف.
لوحة يمانية إيمانية، في غاية الجمال والروعة، في 14ساحة محمدية، خرج أنصار النبي محمد عليه وآله الصلاة والسلام للاحتفال بالفضل الإلهي والرحمة الربانية التي أسداها للبشرية، طوفان بشري مليوني، يتوشحون بأعلام وشعارات المناسبة يصدحون بصوت واحد (لبيك يا رسول الله) مشهد مهيب لملايين اليمنيين وهم يردون على المسخ الفرنسي ماكرون وأعداء النبي محمد من الصهاينة والغرب الملحد الذين ينشرون الصور والرسوم المسيئة لرسول الله، ويعمدون إلى تشويه الصورة الزاهية البهية للإسلام، من خلال استغلال بعض الحوادث الموجهة التي يرتكبها بعض العملاء والمأجورين خدمة لأعداء الإسلام، بهدف حرف الأنظار عن متابعة التنديد والاستنكار لعار التطبيع والخيانة الذي سقطت فيه بعض الدول التي كنا نظنها (عربية) وإذا بها (عبرية) تتدثر بعباءة العروبة زورا وبهتانا .
حشود مليون في عاصمة العواصم صنعاء وعدد من المحافظات والمدن اليمنية في ظل العدوان والحصار، وتحت لظى الأزمات التي تحاصرهم من كل جانب، خرجت لإحياء ذكرى المولد النبوي، ميدان السبعين والساحات التي احتضنت فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي عجزت عن استيعاب الكم الهائل والعدد الكبير من محبي رسول الله الذين وفدوا عليها من مختلف المديريات والمحافظات، ومعها عجزت كاميرات الإعلاميين عن استيعاب هذه الحشود الكبيرة، فحضرت طائرة راصد المسيرة للقيام بهذه المهمة .
اليمن المحاصر، المعتدى عليه، منذ ما يقارب 6أعوام، كان هو الحاضر الوحيد بكل ذلكم الزخم الكبير في ذكرى المولد النبوي الشريف، لم تبعدهم الظروف والأوضاع التي يعيشونها عن نبيهم، ولم تؤثر على ارتباطهم الوثيق به، فكانوا عند حسن ظن نبيهم بهم، وعند مستوى ثقة القيادة، تفردوا بالمشهد المحمدي في هذا اليوم الأغر دون بقية شعوب العالم ، أغاضوا الأعداء بحضورهم الكبير جدا، وأظهروا للعالم أجمع أن محبتهم لرسول الله واحتفالهم بمولده الشريف نابع من هويتهم الإيمانية ولا يخضع لأي اعتبارات سياسية أو مذهبية أو حزبية، عكس ذلك التنوع الجميل للحضور من مختلف الانتماءات والتيارات والمكونات السياسية، جمعتهم محبة رسول الله وارتباطهم الوثيق به، الكل خرج وشارك، وكان لافتا مشاركة صغار السن من الجنسين مع الآباء والأمهات بكل لهفة وفرح وسعادة، ارتسمت على محياهم .
نفحات المولد النبوي العطرة، أضفت على الأجواء الاحتفالية رونقا خاصا، واكتمل المشهد الفرائحي المحمدي بنجاح الفعاليات دون تسجيل أي حوادث أو منغصات تذكر، في ظل اليقظة الأمنية العالية، والترتيب والإعداد المتميز، فكانت المحصلة تلكم اللوحة المتفردة في الجمال والروعة التي رسمها اليمنيون واليمنيات، وقدموها هدية لرسول الله في يوم مولده، وردا على إساءات أحفاد القردة والخنازير لشخصيته العظيمة ومحاولتهم النيل من مكانته ومقامه الرفيع .
بالمختصر المفيد، احتفل اليمنيون بالمولد النبوي بكل شموخ وعنفوان، في الوقت الذي يتسابق فيه أدعياء السنة والجماعة، ومن نصبوا أنفسهم أوصياء على الإسلام والمسلمين، وأطلقوا على أنفسهم لقب خدام الحرمين الشريفين، ومن ظلوا يتصدرون المشهد الديني من مشيخات ومجمعات علمية وهيئات ومنظمات تحمل مسميات إسلامية ؛ على التطبيع مع الكيان الصهيوني والنيل من المقدسات وانتهاك الحرمات والتآمر على الإسلام والمسلمين، ولا تجد أي حرج في الاحتفاء والتباهي بذلك، وإظهار العداء والشدة للمسلمين والرحمة والتودد للصهاينة والأمريكان ومن دار في فلكهم ، لتتضح الحقائق جلية، وتسقط الأقنعة المزيفة التي لطالما تشدقت باسم الدين والرسول والقدس والمقدسات.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .