شكَّلت جريمة اغتيال وزير الشباب والرياضة حسن محمد زيد، في صنعاء الأسبوع الماضي، صدمة مؤلمة للشارع اليمني على كافة المستويات.
واعتبر الشارع اليمني استهداف عصابة الغدر والإجرام والخيانة للشهيد حسن زيد، استهدافاً للوطن ومنابر السياسة والفكر واغتيال ذوي العقول النيرة، والثراء المعرفي والثقافي، والعقلاء الذين تضاعفت الحاجة إليهم في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وشكل رحيل الشهيد حسن زيد خسارة كبرى في توقيت يحتاج إليه الوطن وإلى أمثاله في الفترة العصيبة التي يمر بها لما عُرف عنه من ثقافة دينية وشخصية سياسية بارعة حيث أنه كان واسع الثقافة عميق الإدراك بعيد الرؤية، وتميز بشخصيته وحضوره الطاغي، وما يتمتع به من مرونة في الرأي.
وقد قوبل العمل الإجرامي الغادر المتمثل في اغتيال وزير الشباب والرياضة حسن زيد بإدانات واستنكار واسع من المكونات الشبابية والرياضية والسياسية، التي حملّت قوى العدوان مسؤولية هذه الجريمة الآثمة.. وحول هذه الفاجعة تم رصد آراء عدد من القيادات الشبابية والرياضية:
استطلاع/سبأ / إبراهيم فتحي
حيث يؤكد وكيل أول وزارة الشباب والرياضة عبدالحكيم الضحياني أن اغتيال الوزير الشهيد حسن زيد لم يستهدف شخصه ولا أسرته، لكنه استهدف اليمن بأكمله.
وأشار إلى أن العدوان ومرتزقته يخشون الشخصيات الوطنية الحرة الصُلبة المؤثرة في محيطها الاجتماعي والسياسي والثقافي ويسعون لاستهدافها والتخلص منها ومن كل القوى الوطنية الحيّة الرافضة لمشاريع الهيمنة والاستعمار والتبعية.
وأشاد الوكيل الضحياني بما اتسم به الشهيد من شجاعة وصلابة ومقارعة الظلم والصدح بكلمة الحق، كما عُرف بوطنيته ووفائه مع الآخرين وبساطته وتواضعه وهي صفات تؤهله لأن يحظى بتقدير الناس ومحبتهم.
فيما قال وكيل الوزارة لقطاع الشباب محمد الصرمي “إن الشهيد كان يمتاز بحنكة سياسية وقوة طرح خاصة في مواجهة العدوان ومخططاته، إضافة إلى حرصه على حضور الفعاليات والأنشطة الشبابية والرياضية متحدياً كل المخاوف الأمنية”.
ونوه بما تميَّز به الشهيد زيد من التزام بالدوام في كل الظروف وفتح مكتبه ومقابلة الرياضيين والشباب ومساندتهم في تحقيق آمالهم وطموحاتهم، موضحاً أن الوزير حسن زيد كان يقدم الدعم لإنجاح أنشطة وبرامج قطاع الشباب، ومنها مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد وسعيه لتوحيد الحكومات الشبابية وغيرها من البرامج والفعاليات التي نفذها القطاع لخدمة الشباب في مختلف المجالات.
من جانبها أكدت وكيلة قطاع المرأة بوزارة الشباب والرياضة هناء العلوي أن العمل الإجرامي الغادر الذي استهدف الشهيد زيد وهو في طريقه لأداء مهامه الوظيفية برفقة ابنته “سلمى” التي أصيبت في الحادث، عملٌ حاقد وجبان ومتجرد من كل القيم الإنسانية ووصمة خزي وعار وسابقة خطيرة تجرّمها الأديان والأعراف ويشجبها كل الأحرار.
وأشارت إلى أن هذه الهامة الوطنية والسياسية جادت بالإنجازات التي يفخر بها كل يمني، حين كان شعلة تتوقد في درب الحركة الشبابية والرياضية والتي أمدها بالعون والتشجيع كقائد للوزارة، لافتة إلى أن الشهيد كان يولي اهتمامه بكل القطاعات ومنها قطاع المرأة الذي حظي برعايته ودعمه بما مكنه من إعداد الخطط وتنفيذ المشاريع والأنشطة.
بدوره أفاد وكيل وزارة الشباب لقطاع الرياضة عباس المدومي بأن الشهيد حسن زيد كان من أبرز القيادات الوطنية، وستظل بصمته العميقة والمؤثرة وسام شرف لكل منتسبي الوزارة.
من جهته أكد أمين عام جائزة الدولة للشباب عزيز الماوري أن رحيل الشخصية الوطنية حسن زيد مثل خسارة للوطن وليس على الوسط الشبابي والرياضي فحسب.
وأثنى على مناقب الشهيد وكفاءته الإدارية وتميِّز عطائه الوطني وتأثيره الكبير في محيطه الاجتماعي والسياسي والإداري، موضحاً أن كل من عرف الشهيد أو اقترب منه سيجد نفسه أمام شخصية استثنائية ذات كفاءة عالية مشبّعة بالتعامل الإنساني فاعلة في المجال السياسي والخدمات الاجتماعية.
وأوضح الماوري أن انتهاج الشهيد حسن زيد قيم الحق والصدق وتسامحه وسعة صدره وتعامله بصدق وشفافية أهّله ليكون قائداً إدارياً متميزاً وناشطاً سياسياً يحظى بالتقدير وهو ما لم يرق للحاقدين المارقين أعداء الحرية والسلام، فخططوا لاغتياله والخلاص من هذا الصوت النابض بالحرية.
وأوضحت مديرة الإدارة العامة للإعلام بوزارة الشباب أحلام عبدالكافي أن الشهيد حسن زيد من الشخصيات التي تميزت باستقلالية الرأي وصلابة الموقف، ما جعله رائداً وحراً، يتمتع بقوة الطرح ووضوح الحجة وغزارة الرأي وصوابيته، ولم يتباه يوماً في حواره مع أصغر موظف ولم يتكبر في محاججته إزاء أية فكرة أو طرح.
وقالت “إن الشهيد الوزير لم يكن يقبل أن تحيط به تلك “الشلة” التي تعودنا وجودها حول بعض القيادات والتي ربما كانت سبباً لوقوع بعض الاضطهاد وحصول بعض التظلمات، فقد كان يرى الجميع بنظرة واحدة وكان مقياس الإشادة في الوزارة هو العطاء والكفاءة”.
من جانبه أشار مدير عام مكتب الشباب والرياضة بالأمانة المفوض العام لجمعية الكشافة عبدالله عبيد إلى مواقف الشهيد الوطنية في جميع المراحل المفصلية التي مرَّ بها الوطن، والتي لا يمكن أن تُنسى أو تُمحى من الذاكرة وقد دفع حياته ثمناً لها.
وأكد أن الشهيد كان صاحب رؤية وطنية وشخصية معروفة ويدرك أنه مشروع شهيد وربما تأتي تلك اللحظة في أي وقت وقد أتت حين كرَّمه الإجرام اللعين من حيث لا يدري بأن جعله شهيد مولد النبي صلوات الله عليه وآله وسلم وذلك شرف ومزية استحقها من الله عز وجل.
واعتبر مدير مكتب وزير الشباب، أنيس عامر، عمله مع الوزير حسن زيد، وسام شرف يعتز به، مشيراً إلى ما اتسم به الشهيد من صفات قلما تجد لها نظيراً في غيره، موضحاً أن اغتيال الشهيد زيد عمل إجرامي غادراً وأنه كان يتمنى الشهادة فكانت له حسن خاتمة.