محمديون في زمن التطبيع

عفاف محمد
وهكذا تجلّت صور فاضحة لمن هم محسوبين على الإسلام، وتجاهلوا تحذير الله من موالاة اليهود واتخاذهم أصدقاء حميمين.
وكانوا قد تنصلوا عن مفاهيم دينية عظيمة وحرفوها وبدّلوها بما يتوافق وأهواء أعداء الدين، فتفسخت مبادؤهم تدريجياً حتى صاروا على هذا الحال مطبّعين من فوق الطاولة، بعد أن كانت العلاقات سرية لعدة عقود!!
فالقصة برمتها لم تته عنا منذ يوم محاربة ولي الله وآل البيت الكرام في أجيال متعاقبة وصولاً بهم إلى طمس معالم رسول البشرية، من اختاره الله ليهدي الأمة من الشرك والضلال محمد بن عبد الله -عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
وواضح أنهم انسلخوا عن هويتهم الدينية واتبعوا فرق الضلال التي تكره الاقتداء بسيدنا المصطفى والسير على نهجه إرضاء لليهود والنصارى.
تلك الحروب والنزاعات إنما هي حرب على الدين الإسلامي الأصيل لوأده، وللأسف اتخذ اليهود والنصارى الأدوات من طائفة الإسلام المتفسخة هويتها.
وجيلاً بعد جيل تزداد الإساءة لخير خلق الله؛ وللأسف هرول بعض عربان الخليج وجروا معهم السودان للتطبيع الذي يسعون فيه جاهدين لمحو معالم الدين وتحريف مفاهيمه بالشكل الذي يرضي أعداءه.. وقد شهدنا تجسيداً لنية محمد بن سلمان في التحول المتسارع في السعودية من مجتمع مَحافظ متشدد إلى مجتمع متفلت من كل القيم الإسلامية والأعراف والتقاليد المتوارثة منذ أجيال، فألغى عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( المطوعين)، وأنشأ مكانها لجنة الترفيه التي كثفت من الحفلات الماجنة ومصارعة السيدات وحتى حفلات الغناء الأجنبية البعيدة كل البعد عن المجتمع السعودي.
ومن المجاهرة بمعصية الله قال مسؤول لجنة الترفيه وهو برتبة وزير عن إحدى حفلاته التي تزامنت مع موسم الحج العام الماضي “إن الجمهور المستهدف هم حجاج بيت الله الحرام وفي الشهر الحرام”.
وتوالت المؤامرات على الإسلام فكان التركيز على تشويه صورة سيد الخلق أجمعين في فرنسا وغيرها من البلدان.
لكن أهل اليمن أثبتوا أنهم أكثر وعياً وأكثر تمسكاً بالرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وفي كل مدى يثبتون أنهم محمديون أكثر وأكثر وأكثر.
ففي الوقت الذي يتسابق فيه المطبعون للانحناء وتقبيل أيادي الصهيون يسعى اليمانيون بشموخ لمحاربة هذا التطبيع بالقول والفعل مُتَحدّين كل ما يواجهون من حروب؛ مستمرين في نهجهم القرآني الذي يحثهم على محبة الرسول والسير على خطاه وتعقب أثره الطيب ونشر هداه السليم.
ففي زمن التطبيع؛ أهل اليمن يتحدّون الصهيونية والمطبعين بالتنسيق مع بعض من العرب الأحرار الشرفاء المتأصلة فيهم هويتهم الدينية الذين يرفضون هذا التطبيع رفضاً قاطعاً.
فيثور العشق المحمدي في قلوبهم وينعكس في مدى إصرارهم على الاحتفال بمولده الكريم رغم كل شيء ورغم أنوف المطبعين وأربابهم.
فتتزين اليمن بحلتها الخضراء وتعيش روحانية الموقف وتجدد ولاءها لرسول الله عليه أزكى الصلوات والتسليم وعلى آله الطيبين.
وفي زمن التطبيع يثبت اليمانيون أنهم محمديون وبجدارة.

قد يعجبك ايضا