تسمية شوارع العاصمة عشوائية تستدعي التصحيح

نمتلك ثراء تاريخيا يستحق أن يُخلَّد
في غياب الدولة تكفَّل المواطن بمهمة تسمية الشوارع تبعاً لأبرز معلم في المكان
توجه جديد ومسؤول لإطلاق أسماء تاريخية ووطنية على بعض المناطق
أمانة العاصمة: ملتزمون بالمعايير والشروط العالمية في إطلاق المسميات

لسنوات طويلة اعتاد الناس على تسمية الشوارع والجولات بأنفسهم مستفيدين من أهم المعالم المتواجدة في نفس المنطقة، فيما تعتبر الدول تسمية الشوارع والمناطق فرصة لترسيخ بعض المعطيات التاريخية أو أعلام البلد أو التعبير عن الوحدة العربية إلى آخر ذلك مما هو موجود في عديد من الدول العربية والإسلامية وتقوم بهذه المهمة بطبيعة الحال الجهات الرسمية، وكثيرا ما عرفنا عن أعلام وتاريخ دول أخرى حين نكون في زيارة لها وتتردد المسميات على مسامعنا ونحن نقصد عناوين معينة.
الأمر في اليمن ومنها العاصمة صنعاء مختلف كما أشرنا، المواطن هو من يطلق التسمية ثم يتم تداولها حتى على المستوى الرسمي.
منذ سنوات قليلة بدأ الأمر يأخذ الاتجاه الطبيعي وبدأت الحكومة وعبر أمانة العاصمة في تعديل تلك المسميات وتخليد ذكر بعض الشخصيات من خلال إطلاق أسمائها على عدد من الشوارع.. حدث ذلك في أمانة العاصمة ولاحقا سيتم الأمر في المحافظات.
في هذا الاستطلاع نكشف عن خلفيات تاريخية لبعض المسميات وتوجهات لإعادة الأمور إلى نصابها:

الثورة / رجاء الخلقي

تعد مذبحة الأناضول مستمدة من التاريخ ليعلم الجميع بأن اليمن مقبرة الغزاة . فقد سمیت المنطقة الواقعة غربي صنعاء باسم مذبح
لوقوع أكبر مذبحة حصلت في التاريخ على أعتاب طوق مدينة صنعاء من الجهة الغربية .
والاسم هو مذبـــح أناضول حيث كان الأتراك (العثمانيون) لا يحتاجون لغزو أي بلد واحتلاله لأكثر من (5) آلاف إلى (10) آلاف مقاتل ليحتلوه وكان صيتهم يسبقهم بأغلب الدول فتستسلم لهم دون قتال إلى أن أتوا إلى اليمن ب(7) آلاف مقاتل فتم إبادتهم في أسبوع..
فعززت تركيا بـ(40) ألف مقاتل ، فأُبيد أكثرهم على أيدي اليمنيين ، فألحقت بعدها بتعزيز (40) ألف مقاتل أيضاً ليصبحوا (87) ألف مقاتل ، فتوجه جزء كبير من هذه الحملة إلى صنعاء بعد معارك شرسة خاضتها مع قبائل رداع وحجة وعمران وصعدة حتى وصلوا إلى أعتاب صنعاء من الجهة الغربية (مذبح) بـجيشهم وهو يفوق (25) ألف مقاتل ، فدارت على أعتاب صنعاء أشنع معركة تلقوها في التاريخ حيث قُتل في يوم واحد من الأتراك (12) ألف جندي . ولهذا سمي بــمذبح.
وللعلم فإن الـ (87) ألف جندي تركي الذي أتوا إلى اليمن لم يرجع منهم إلى تركيا سوى 5 آلاف جندي فقط ولا زال الأتراك في إسطنبول يبكونهم إلى يومنا هذا .
تاريخ
فحين يسأل أحد الأبناء لماذا سميت هذه المنطقة بهذا الاسم يرى أن لها تاريخاً وقصصاً غابرة فقد ذكرت إحدى المواطنات أم أيمن أن التسميات لهذه الشوارع لها دور كبير ومهم في التعرف على المناطق وأيضا في معرفة تاريخها وأحداث مهمة تترسخ في ذهن الأجيال .
ويوافقها في ذلك الحاج حسين القاضي ويضيف أن بعض الشوارع حملت قصصاً تاريخية ووطنية وأخرى سميت بأسماء وشخصيات بارزة ومؤخرا تم تسمية عدد منها بأسماء الشهداء الأبطال الذين كان لهم دور بارز في مجابهة العدوان الغاشم على بلادنا .
تقديراً وعرفاناً
شارع الرسول الأعظم إلى جانبه أسماء 10 شخصيات وطنية على عدد من شوارع العاصمة صنعاء تم إطلاق أسمائها بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف في الأعوام السابقة .
وتم التواصل مع قيادة السلطة المحلية بأمانة العاصمة فوجدنا تعمل على البدء بتسمية 11 شارعا رئيسيا في العاصمة صنعاء بأسماء رموز وطنية في خطوة هي الأولى من نوعها بالإضافة إلى خطوات أخرى سيتم عملها خلال المرحلة القادمة من تسمية بقية الشوارع .
عرفانا بدور تلك الرموز اليمنية وتضحياتها الوطنية في سبيل رفعة وعزة وتقدم اليمن فضلا عن تعرضها للظلم والتجاهل. واحتراما من قبل ثورة 21 سبتمبر لتلك الشخصيات ودورها المحوري والوطني في مسيرة النضال اليمني على مدار العقود الماضية مشيرا إلى أن ذلك سيكون تقليدا راسخا ليشمل كل الشخصيات والرموز الوطنية التي جسدت الشخصية والهوية اليمنية أيا كان انتماؤها.
شخصيات عظيمة
وسيمتد ذلك إلى بقية المحافظات للتعبير عن مدى وطنية هذه الشخصيات وكفاحها من أجل بناء وطن يتقاسمه الجميع .
وتم إطلاق اسم شارع الرسول الأعظم بدلا عن شارع الخمسين الممتد من جولة حدة إلى جولة دار سلم، واسم الشهيد المناضل إبراهيم الحمدي بدلا عن شارع الستين الجنوبي الممتد من جولة المصباحي إلى جولة عصر وشارع الشاعر عبدالله البردوني بدلا عن الدائري الغربي الممتد من جولة كنتاكي إلى محطة السنباني، وشارع المناضل يوسف الشحاري على الشارع الممتد من جولة عبدربه مع شارع عشرين إلى جولة شارع عشرين مع شارع الزراعة. وتم إطلاق اسم الأستاذ احمد النعمان على شارع الستين الممتد من جولة مذبح إلى جولة عمران وشارع الشهيد حسن الحريبي بدلا عن شارع صفر الممتد من جولة البنك التجاري الى جولة حدة، واسم الشهيد عيسى محمد سيف على الشارع الممتد من جولة الرباط مع شارع 16 إلى جولة شارع 16 مع شارع هائل. وتم إطلاق اسم الشهيد مجاهد أبو شوارب على الشارع الممتد من جولة حدة مع الكميم إلى جولة مجاهد مع كلية الشرطة، واسم الشهيد فيصل عبداللطيف على شارع الستين الممتد من جولة عصر إلى جولة مذبح، والمناضل عمر الجاوي على الدائري الجنوبي الممتد من جولة محطة السنباني إلى جولة سبأ، والشهيد جارالله عمر على شارع الدائري الجنوبي الممتد من جولة المالية إلى جولة كنتاكي.
أمانة العاصمة
عديد من المناشدات دعت لضرورة تسمية وترقيم الشوارع والأحياء السكنية بحيث تحمل أسماء تخلد الشهداء والأحداث التاريخية الهامة والشخصيات البارزة والخالدة وأهمية أن تأخذ مكانها في ذاكرة الأجيال الجديدة.
ويؤكد المعنيون في أمانة العاصمة التزامهم بالمعايير والشروط العالمية من خلال استخدامهم أكثر من نظام عالمي فقد تم الدمج بين نظامين »نظام الترقيم فقط بدون أسماء ونظام تسمية بحتة بدون أرقام« بحيث ستطلق تسميات على الشوارع الكبيرة والحيوية وترقيم الشوارع الداخلية في الأحياء.
أما المشكلة فتكمن في عملية التسمية حيث ظهرت فيها إشكاليات وعوائق كثيرة كاختيار الشخصية وأقدميتها بالإضافة إلى وضع الشخصية وهل يليق بها هذا الشارع دون شخصية أخرى؟.

قد يعجبك ايضا