الملايين من المعلمين والطلاب يوجِّهون رسالة انتصار إلى العدوان في الـ17 من أكتوبر

العدوان يفشل في إطفاء شعلة التعليم

أكثر من 160 ألف معلم بلا رواتب.. و4 ملايين طالب يفقدون حقهم في التعليم
العدوان يستهدف 3722 منشأة تعليمية

يتوجه الآلاف من طلاب اليمن في الـ17 من الشهر الجاري إلى مدارسهم ليبدأوا عامهم الدراسي السادس منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن في 26 مارس 2015م.. ملايين الطلاب في هذا اليوم سيعلنون انتصارهم على قوى العدوان التي راهنت على إفشال العملية التعليمية، مستخدمة أبشع الوسائل في تحقيق أهدافها، بدءاً من قصف وتدمير آلاف المدارس والجامعات، مروراً بقطع رواتب آلاف المعلمين وليس انتهاءً بالحصار الخانق، في هذا اليوم ستفتح المدارس أبوابها لعام دراسي جديد معلنة انتصار الجبهة التربوية بفضل ثبات وصمود معلميها وكادرها التربوي الذي رسم أسمى معاني التضحية والتفاني والإيثار في القيام بواجباته متجاوزا الظروف الصعبة التي أوجدها العدوان.
الثورة / محمد شرف

دعوات دولية لحكومة الفنادق لصرف رواتب المعلمين
مؤخرا دعت منظمتا اليونيسف واليونسكو حكومة الرياض إلى استئناف دفع رواتب 160 ألف معلم يمني لم يقبضوا رواتبهم بشكل منتظم منذ عام 2016م، وذلك منذُ نقل صلاحيات وعمل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن في سبتمبر 2016م. وفي اليوم العالمي للمعلم، أصدرت المنظمتان بياناً مشتركاً- اطلعت عليه الثورة- رجّح أن يؤدي المزيد من التأخير في دفع رواتب المعلمين إلى “الانهيار التام لقطاع التعليم والتأثير على ملايين الأطفال اليمنيين”، معلناً أن “المطلوب تأمين ما لا يقل عن 70 مليون دولار أمريكي لدفع رواتب المعلمين في اليمن خلال العام الدراسي 2020 / 2021م.
البيان المشترك لليونيسف واليونسكو، أشار إلى أنه “مع تعليق دفع الرواتب وتعرض المدارس للقصف الجوي باستمرار اضطر العديد من المعلمين في اليمن إلى إيجاد مصادر بديلة للدخل لإعالة أسرهم”، مضيفاً أن “الوضع المزري في اليمن.. أدى ​​إلى خروج أكثر من مليوني طفل من المدرسة”، ولفت إلى أن “5.8 مليون طفل في اليمن كانوا مسجّلين في المدارس قبل جائحة كورونا هم الآن عرضة لخطر التسرب”، مشيراً إلى أن “المعلمين والموظفين في المدرسة، يلعبون دوراً بغاية الأهمية في تقديم خدمات التعليم والتعلم بشكل مستمر لكل طفل في اليمن”.
البيان شدد على أن ترك الأطفال في اليمن خارج المدرسة يعرضهم لخطر كبير بسبب لجوئهم إلى خيارات مواجهة مسيئة.. داعياً المجتمع الدولي للاتحاد لإنهاء القصف ضد الأطفال في اليمن وحماية صحتهم وحقهم في التعليم.
وقال إنه بدون التزام جماعي بالعمل، “سوف نفشل في تحقيق خطة عام 2030م”، موضحاً أنه “يجب على الجميع العمل من أجل تحقيق السلام للسماح بالتعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية خاصة للأطفال الذين عانوا من العواقب المأساوية للعدوان.

الجبهة التربوية ستنتصر
نائب وزير التربية والتعليم الدكتور همدان الشامي، أكد أنه بفضل الله عزوجل و ثبات وصمود كافة المعلمين والتربويين في الميدان، ستنتصر الجبهة التربوية ضد أهداف ومخططات العدوان الرامية إلى إفشال العملية التعليمية.
وقال الشامي لـ”الثورة”، في اليوم العالمي للمعلم، نقف للمعلمين اليمنيين إجلالا وتقديرا على صمودهم وإصرارهم على استمرار العملية التعليمية، رغم انقطاع رواتبهم لنحو خمس سنوات من قبل العدوان الغاشم الممنهج والمباشر للعملية التعليمية من خلال قصف وتدمير المدارس والمنشآت التعليمية ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تجرم استهداف التعليم.
وأشار إلى أن العدوان السعودي الأمريكي، سعى بشتى الوسائل لعرقلة وإيقاف العملية التعليمية من خلال العديد من الإجراءات التعسفية والظالمة التي من أبرزها نقل البنك المركزي إلى عدن وبالتالي انقطاع رواتب المعلمين والكادر التربوي و كذا منع دخول كمية الأوراق المخصصة لطباعة الكتاب المدرسي وفرض حصار خانق لتضييق سبل العيش على المعلمين وأبناء الشعب اليمني بشكل عام “.
تقرير لوزارة حقوق الإنسان بصنعاء، أكد استهداف العدوان لأكثر من 3722 منشأة تعليمية منذ مارس 2015م، حيث فقد نحو 4 ملايين و435 ألف طالب حقهم في التعليم.
من جانبها دعت المنظمة الدولية للهجرة، إلى ضرورة الحفاظ على استمرار التعليم في اليمن، ونوهت إلى أن التعليم هو شريان الحياة للتعافي من الأوضاع الحالية، ويجب حمايته بأي ثمن.

صمود اليمنيين سيستمر
وكيل وزارة التعليم الفني إسماعيل زيدان، أوضح أن هناك الكثير من المعوقات التي تقف في طريق العملية التعليمية منها عدم صرف المرتبات للعام السادس على التوالي في المؤسسات التعليمية الثلاث “العام والفني والعالي”، وهذه مشكلة كبرى أدت إلى تدهور العملية التعليمية برمتها.. وفي تصريح إعلامي له، أكد وكيل الوزارة على صمود اليمنيين خلال الفترة القادمة في مواجهة المعوقات والصعوبات كما صبروا خلال الأعوام الماضية، حيث نبذل كل الجهود والطاقات بالتعاون مع كل الجهات الموجودة في اليمن من منظمات دولية ومحلية لاستمرار العملية التعليمية وفق الإمكانيات المتاحة.

التحية للمعلمين الصامدين في الميدان
رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار الأخ فؤاد عبد الله الشامي، قال لـ”الثورة” : يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم الخامس من أكتوبر من كل عام، فيما يحتفل المعلمون في بلادنا بهذه المناسبة في ظل انقطاع رواتبهم، بفعل العدوان السعودي الأمريكي الظالم ومساعيه المستميتة لإيقاف العملية التعليمية.
وأشار إلى أن انقطاع رواتب المعلمين كان له ولا يزال الأثر البالغ على إمكانية حصول الأطفال على التعليم في اليمن، حيث لم يحصل ما يقرب من ثلاثة أرباع معلمي المدارس الحكومية على رواتبهم في محاولة فاشلة من قوى العدوان لإغلاق المرافق التعليمية.
ولفت إلى أنه منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في مارس 2015م، خلّفت هجمات العدوان التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرةً على النظام التعليمي في البلاد وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم، وفقا لإحصاءات رسمية؛ لدينا (2641 منشأة تعليمية وتربوية) شاملة المدارس ومكاتب التربية ومعاهد وتدريب المعلمين والنقابات التربوية هي إجمالي ما استهدفه العدوان منذ أولى غاراته في 26 مارس 2015م وحتى 2018م فقط، منها (293) منشأة تعليمية وتربوية تم تدميرها كلياً فيما دمرت (2348) دماراً جزئياً، أما ما تم تدميره بسبب غارات العدوان وعبث مرتزقته فعددها (1761) أما المدارس التي تضررت بسبب استخدامها كمقرات إيواء ومساكن للنازحين الذين دمرت منازلهم بفعل الغارات الجوية فبلغ عددها (880) منشأة تعليمية.
وأشاد فؤاد الشامي بثبات وصمود التربويين من المعلمين والمعلمات العاملين بقطاع التعليم، كما وجه التحية لدور الطلاب والطالبات في هذا الجانب، رغم الظروف الاستثنائية الصعبة جراء العدوان والحصار الذي دخل عامه السادس.. مشدداً على أن صمود التربويين في جبهة التعليم لا يقل أهمية عن صمود المقاتلين في جبهات القتال.
ودعا الجميع إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية في الإسهام الفاعل في دعم العملية التعليمية والعمل على تخفيف الأعباء المعيشية للمعلم.
وأوضح أن توجه ملايين الطلاب إلى مدارسهم في العام الجديد، ستمثل رسالة قوية للعدوان.
واختتم رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار حديثه قائلاً:(إننا في جهاز محو الأمية وتعليم الكبار، بصدد استهداف ٣٥٠ ألف أمي وأمية خلال العام الدراسي الجديد، رغم تواصل العدوان والحصار الغاشم).

قد يعجبك ايضا