قنبلة بيفواي الثانية موجهة بالليزر طراز GBU-12 أمريكية الصنع برؤوس حربية طراز Mk-82 (مصنع الأسلحة): رايثيون
مجزرة القاعة الكبرى: لماذا استخدمت أمريكا «أُمّ القنابل»؟
في جلسة مجلس الأمن في العاشر من أكتوبر 2016م، قال مندوب الأورغواي في مجلس الأمن الدولي «إلبيو روسلي» ، إن الجريمة التي استهدفت مجلس عزاء في صنعاء بشعة وهمجية ، وأكد أن القنابل التي استخدمت في الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان السعودي على قاعة العزاء تمتلك خاصية اختراق الأماكن الصلبة ومن ثم تنتشر شظاياها داخل المكان” مشيرا إلى أن مثل هذه القنابل لا تصنع إلا في شركة واحدة وهي لا تباع إلا لحكومات وبمبالغ باهظة جدا.
الثورة / صنعاء
وأكد أن من ارتكب هذه الجريمة كان ينوي قتل اكبر عدد ممكن من الضحايا، واصفا الهجوم على مجلس العزاء بانه عمل إرهابي، مستنكرا عدم إصدار مجلس الأمن بياناً يدين المجزرة ، مندوب أنغولا بمجلس الأمن الدولي قال: إن من يتحدثون عن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، هم أنفسهم من يبيع ويورّد الأسلحة إلى هناك.
أُمّ القنابل الأمريكية..
تمكنت منظمة هيومن رايتس ووتش من خلال استخدام الصور ولقطات الفيديو التي التقطها باحثو منظمة مواطنة وغيرهم لمخلفات الأسلحة، من التعرف على نوعية السلاح المستخدم في الهجوم على صالة العزاء، وهو قنبلة GBU-12 بيفواي الثانية موجهة بالليزر من صنع أمريكي. وأكدت صور أخرى أن رايثيون صنع القنبلة.
تؤكد منظمة هيومن رايتس أن القنبلة GBU-12 برأس حربي Mk-82 يزن 227 كجم (500 رطل). ويحتوي الرأس الحربي MK-82 على 87 كجم (190 رطلاً) من التركيبةH6، وهي مادة شديدة الانفجار تستخدم أيضًا في ما يسمى “أم جميع القنابل” التابعة لسلاح الجو الأمريكي. عادة ما تُستخدم سلسلة Mk-80 من القنابل ذات السحب المنخفض والأغراض العامة لإحداث أقصى انفجار وأكبر قدر من الأضرار الانفجارية. في أغسطس 2016، مُنح مقاول الدفاع الأمريكي جنرل داينمكس عقداً بملايين الدولارات لتزويد السعودية والإمارات بأغلفة قنابل Mk-82.[257].
تضمنت الإخطارات الرسمية لعام 2017 إلى الكونغرس بشأن المبيعات المقترحة للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية ما قيمته 298 مليون دولار من أنظمة الأسلحة بيفواي الثانية والثالثة، وأنظمة بيفواي المحسّنة الثانية والثالثة وأنظمة الأسلحة بيفواي الرابعة. بين عامي 2010 و2013 ، سلمت الولايات المتحدة لدولة الإمارات 938 قنبلة بيفواي موجهة. قام التحالف الأمريكي بإلقاء قنبلتي GBU-12 وMk-82 الأمريكية الصنع على المدنيين والبنية التحتية المدنية مرارا وتكرارا منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2016.
ذكرت محطة (سي إن إن) أن تحالف العدوان الأمريكي استخدم قنبلة لوكهيد مارتن Mk-82 بيفواي في قصف الطيران الأمريكي لحافلة مدرسية في شهر أغسطس/ آب عام 2018 استشهد على إثرها العشرات من الأطفال ، استخدمت قنابل Mk-82. الأمريكية الصنع في أغلب المجازر المروعة التي ارتكبها العدوان الأمريكي في اليمن ، منها مجزرة سنبان ، في السابع من أكتوبر لعام 2016/م .
منذ مارس 2015/م ، تقود أمريكا حربا عسكرية على اليمن ، توثق منظمات دولية أن كل المجازر التي تعرض لها المدنيون في اليمن ، كانت بأسلحة تنتجها أمريكا ، وبريطانيا ، بما في ذلك الذخائر العنقودية، لا تزال أمريكا تقتل بأسلحتها الشعب اليمني .
شهادات
■حسن جبران (42 سنة) أصيب في الهجوم
في حوالي الساعة 3:30 مساءً في يوم السبت 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، هاجمت قوات التحالف بقيادة السعودية / الإمارات قاعة اجتماعية في أمانة العاصمة. كانت القاعة مكتظة بحوالي 1.500 ضيف حضروا للعزاء في وفاة علي الرويشان والد وزير الداخلية اليمني جلال الرويشان ، أفاد العديد من الناجين من الغارة الجوية أن ثلاث قنابل أصابت التجمع في صالة العزاء، يفصل بين القنبلة والأخرى ما يقرب من خمس دقائق؛ كانت واحدة على الأقل من هذه القنابل من طراز GBU-12 الأمريكية الصنع. وفقًا للأمم المتحدة . أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 140 شخصًا وإصابة أكثر من 525 آخرين .
كان يوسف هادي (20 سنة) أحد الحاضرين في قاعة العزاء. عندما قصفت الطائرات بالقنبلة الأولى قاعة العزاء المزدحمة، حسبما أفاد، انهار المبنى على الضيوف ، بعد دقائق قليلة، انفجر الصاروخ الثاني وقتل العديد من المسعفين وغيرهم ممن هرعوا لمساعدة ضحايا الانفجار الأول ، وبحلول الوقت الذي سقط فيه الصاروخ الثاني تمكن يوسف من الفرار من المبنى. يتذكر قائلا: ” الأنقاض سقطت على ساقي. رفع الناس الأنقاض عني وأخرجوني. لقد رأيت جرائم بشعة ارتكبت؛ أشخاص تقطعت أوصالهم تشتعل فيهم النيران.. أخي أحمد (36 سنة) أصيب بجروح. احترقت ساقاه. أيضًا، ابن أخي حسين (15 سنة) انقطعت ساقه اليمنى تحت الركبة. ”
بعد خمس دقائق فقط من دخول عصام الرويشان (25 سنة) إلى القاعة ليقدم التعازي، ضُرِبَ أول صاروخ ، يتذكر قائلًا: ” سمعت الطائرات تحلِّق في سماء المكان، لكن لم يخطر ببالي أبداً أنهم سيقصفون قاعة العزاء ، عندما انفجر أول صاروخ ، خيّم دخان وغبار أسود كثيف في كل مكان ولم أتمكن من رؤية شيء. لم أستطع التنفس بسبب الغبار. أصابتني شظية في الجانب الأيمن من ظهري، واحترق وجهي ويدي اليمنى. ثم ضربت الطائرات بالصاروخ الثاني، وبسبب الرعب الذي ساد المكان، لم يكن لدي أي فكرة عما كان يحدث حولي. رأيت بعض الناس الذين كانوا ما يزالون على قيد الحياة يقفزون من نوافذ الطابق الثاني ، كنت خائفًا جدًا من القفز، وعندما رأيت عمود كهرباء، انزلقت عليه للوصول إلى الطابق الأرضي “.
■محمد العولقي (26 سنة) كان أحد الذين فروا من المبنى بالقفز من نافذة في الطابق الثاني. يتذكر ويقول: “كنت أمضغ القات مسترخيًا وأقرأ القرآن على روح الفقيد. في البداية، شعرت أن القاعة بأكملها كانت تهتز. بعد ذلك، كان هناك انفجار كبير وانتشر غبار أسود كثيف في كل مكان. دخل إلى حلقي وبدأت أشعر بالغثيان، لذلك غطيت رأسي. قبل انفجار الصاروخ الثاني ، قفزت من الطابق الثاني وسقطت على سيارة أجرة كانت في الشارع. احترقت يداي، وكنت أيضًا مصابًا بشظية في يدي اليمنى. تهشمت العظام على الجانب الأيمن من جسدي عندما سقطت “.
كان حسن جبران (42 سنة) قد قدم للتو تعازيه للواء جلال الرويشان، يقول: “كنا ننتظر بقية أصدقائنا، الذين كانوا ما زالوا يقدمون تعازيهم، وبعد ذلك كنا نزمع المغادرة” يتذكر حسن: وفجأة، انفجر الصاروخ الأول ، “لقد جُرحتُ في الضربة الأولى، وكنت أحاول النجاة بحياتي. كان الناس يشتعلون وسط النيران، واحترق بعض الناس أحياء. كان مشهداً مرعبًا “. هو أيضًا كان في الطابق الثاني وقت الهجوم وانزلق أسفل عمود الكهرباء للوصول إلى الأرض. في عملية الانزلاق، ساق حسن اليسرى – التي كسرت في الانفجار – انقطعت عن جسده. يقول: “لقد أصبت أيضًا بشظية في ظهري وخدوش في وجهي، وكذلك حروق وخدوش على يدي”. وأفاد: “أنا بالكاد خرجت. قُتل الكثير من الناس – كنت أعرف بعضهم – وكان هناك أشخاص احترقوا بشكل لا يمكن معه التعرف عليهم.. كان هناك الكثير من الأطفال. كان هناك ثلاثة أطفال تمزقت جثثهم تمامًا وتناثرت في كل مكان. ”
كان خالد الريدي (32 سنة) أحد رجال الإطفاء الذين حضروا في أعقاب جريمة تحالف العدوان على صالة العزاء. أفاد قائلًا “عندما وصلنا إلى هناك، رأينا وضعًا غير إنساني. كانت الأرض مغطاة بالأشلاء والحطام. بدأنا بجمع الجثث والأشلاء من الساعة 4 بعد الظهر يوم وقوع الحادث حتى اليوم [الساعة 11 من يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016]. أعتقد أن أكثر من 150 شخصاً قتلوا هنا. أصابني اكتئاب شديد بسبب هذا “.
■سامي عبدان – صحافي وناشط إعلامي وأحد جرحى الصالة الكبرى، يقول: “مهما مرت الأيام ستظل مجزرة قصف قاعة العزاء بصنعاء حية في الذاكرة اليمنية لأجيال مقبلة وستظل شاهداً على إحدى أكبر المجازر الدموية التي ارتكبتها أمريكا وخلفت أكبر عدد من الضحايا في يوم واحد وعلى مستوى مناطق اليمن , لن تنسى أحياء العاصمة صنعاء الضحايا من الشهداء والجرحى، فصورهم لا تزال معلقة على الجدران المتصدعة وفي شوارعها المنهكة التي احتضنت الجثث المتفحمة، وتلطخت بالدماء والأشلاء المتناثرة، وتنشقت الدخان الأسود المتصاعد، واحترقت بكتل النيران الملتهبة في ذلك اليوم..
وأضاف: “جريمة ومجزرة قصف قاعة العزاء أمريكية بامتياز ، تم التخطيط لها أمريكيا ، ونُفذت عن سبق الإصرار والترصد ، وهذا الأمر تقوله المنظمات الحقوقية الدولية أمثال المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة “هيومن رايتس ووتش”و لجنة خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة وغيرها إلى جانب إصدار تقارير تكشف أن أغنى الدول تقود حرباً غير متكافئة ضد اليمن واستخدامها للأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا في هجمات غير قانونية، ورغم التقارير الواضحة والصريحة والقلق الدائم لتلك المنظمات الحقوقية والإشارة بأصابع الاتهام والإدانة وتحمل تحالف العدوان على اليمن المسؤولية الأخلاقية والقانونية لقتل الأبرياء من المدنيين بما فيهم ضحايا قصف قاعة العزاء بصنعاء وغيرها من الجرائم إلا أن دماء الضحايا لا تزال تبحث عن العدالة في ظل محاولات حثيثة تمارس لطمس معالم الجريمة والعمل على افلات الجناة من العقاب الأمر الذي يجعل المنظمات الحقوقية تبعث برسائل سلبية لليمنيين بأن دماء وأرواح ضحايا مجزرة قاعة العزاء وغيرها ليست على الأجندة الدولية لحقوق الإنسان .
وتابع قائلاً: ” اليوم ونحن في الذكرى الرابعة السنوية الثانية لمجزرة قاعة العزاء التي لن تسقط بالتقادم ، نقول بأن الجريمة أمريكية لا تنسى ، وقال: “مع مرور أربعة اعوام من الجريمة الأمريكية الشائنة التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى في جريمة يندى لها الجبين والتي حفرت في الحنايا والوجدان جريمة مكتملة الأركان مع سبق الإصرار والترصد وتفوق في وحشيتها وبربريتها كل التوقعات جريمة في حصيلتها اختطفت دماء اليمنيين من جميع محافظات الوطن ومن مختلف المشارب والاتجاهات والثقافات ، فأمريكا قتلت الجميع هي التي رتبت لهذه المجزرة وقررت عن عمد قتل كل من في صالة العزاء مما يعني انه استهدف اليمن بالكامل نتيجة أعداد الضحايا الذين كانوا متواجدين في الصالة وهم من كافة محافظات البلد .
تقرأون في الملف :
مجزرة الصالة الكبرى.. جريمة أمريكا المنسية في اليمن
اليمنيون يحيون اليوم الذكرى السنوية الرابعة لمجزرة الصالة الكبرى في صنعاء
مجزرة الصالة الكبرى.. صورة جسَّدت وحشية العدوان وحقده على الشعب اليمني
في ذكرى »أم المجازر« الضحايا يتحدثون لـ” الثورة “: جريمة أمريكية لا تنسى