ثمن الكرامة غال.. وهذا ما يدفعه شعبنا العظيم

محمد يحيى الضلعي
أينما تولوا فثم وجه الله، وأي ذرة تراب لهذا الوطن ثمنها غالٍ وعلى غرار خيانة بائعي الأوطان ثمة غدر وجبروت حل بنا لنضطر إلى تقديم الغالي رخيص اًلأجل هذا الوطن، فأي محافظة أو مديرية أو عزلة أو قرية أو أسرة أو بيت قدموا شهيدا على الأقل ولا نبالغ فاتركوا التاريخ ليذكر ذلك اتركوا الأرض لتحكي روايات مجد الأبطال الذين كانوا فدية بقاء ترابها حرا عزيزا ليحيى من بقي عليها عزيزا شامخا.
فتتويجاً للتضحيات من أجل إعلاء كلمة الله ولنصرة المظلومين ولنصرة قضية عادلة بدأناها بالدفاع عن النفس والأرض والعرض لا معتدين ولا محتلين.
وبمجمل ما ذكرنا سيرخص كل غالٍ وفاء لمن وهبوا لنا الحياة بكرامة وعزة، وقد جاءت الشهادة لنهنئ من نالها وننطق بأنه ارتقى شهيدا فمجدت الأرض هذا العطاء فلا غريب أن أم الشهيد استبشرت وأطلقت صوتها فرحا بنيل فلذت كبدها وسام الشهادة وجاد الأب والأخ والصديق بإطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا بمنزلة الشهيد الذي قدموه جميعا.
فأي عطاء هذا وأي تضحيات كهذه، ليحبط العدو في خطواته الأولى وتراجع وتقهقر إلى الوراء مخلفا ذيول الخزي والعار.
نعم في كل بيت لنا شهيد، ليس عبثاً وفر عطائنا وليس غباء حجم التضحيات لكن ليعلم العالم أننا أحرار قدمنا أغلى ما نملك لأجل الكرامة ولأجل أن تبقى بلادنا خالية من المحتل والعمالة ولأجل أن تبقى كلمة الحق هي العلياء في هذا العالم المنافق الذي تعود على الضعفاء والمنهزمين والمستسلمين ليدوسهم.
وكل ما قدمناه من ثمن عجز المزايدون عن دفع ثمن أغلى منه فلا أغلى من الروح وها نحن وهبناها لأجل تراب الوطن ولأجل كرامة ورثناها كابرا عن كابر، فمن زايد علينا فليراجع سجل عطائنا ولا ضير في ذلك فقائدنا شهيد ورئيسنا شهيد وخيرة الرجال نالوا الشهادة وفي كل منزل لنا شهيد وفي كل موقع لنا شهداء وجرحى، وها نحن نقف على كل ثغرة من ثغور الوطن الغالي دفاعا واستبسالا عن تراب هذا البلد الطيب لنقطع عهدا على انفسنا وعهدا أبرمناه مع الآلاف من الشهداء حين قالوا كونوا على العهد فنسأل الله العون والتوفيق في الوفاء لعهدهم.
ولم يدرك العدو أن التكلفة أصبحت باهظة وأن السلعة المراد المزايدة عليها أصبحت بعيدة المنال أفلا يفقهون ؟!.
وليعلم القاصي والداني أننا حين قدمنا الآلاف من الشهداء والجرحى ولا زلنا نقدم، قد نركع أو يظنون أن رهاننا خاسر.. لا وألف لا،، وليعلموا أن رهاننا كبير والثمن الذي ندفعه ليس بوسع أحد أن يدفع مثله باهظ الثمن، فوطننا ليس للبيع وعقيدتنا ومبادئنا ليست للارتهان لعملاء اليهود والنصارى.
وها نحن نرى الأرض تحيا اليوم بتضحيات الشهداء وتزهر كل يوم بدمائهم التي ارتوت منها، فبحياتهم عند ربهم يرزقون أعطونا الحياة وتنفسنا العزة والكرامة وجادت الأرض اليمنية بكل ما فيها من حرية وأمان ونخوة نتيجة لتضحيات الأبطال وبإذن الله سننال كل تطور واستقرار فالثمن الذي دفعناه ليس بهين ولا قليل فبارك الله في الأرض والإنسان اليمني، ولتبقى ذكرهم مخلدة للأجيال، فكل شبر في هذا البلد قد ارتوى من دم أبنائه ليظل حرا عزيزا شامخا بين الشعوب.
جميل العطاء عندما يكون في المكان والزمان المحدد، فثمن كلمة الحق قد يكون مكلفاً جداً وعدالة القضية تبرز معادن الرجال فكانوا اكثر ثباتا في الميدان عكس ذلك الوجه رؤيا واضحة للغرب وللأعداء عامة أننا ننطق بالحق ونعمد ذلك بأغلى ما نملك لأن من صفات أهل الحق الصدق والشجاعة وسيأتي الوقت أن تقول هذه الأمم المعادية كلمتها يقينا بعدالة قضيتنا لأن بعد الليل صبح فيه يتضح كل شيء.
كنا ولازلنا وسنبقى ثابتين على الحق ما بقينا شاهداً علينا تراب هذه الأرض وسماؤها والله خير الشاهدين.

قد يعجبك ايضا