د. خالد عبده المنتصر
هبطت أول طائرة إسرائيلية في مطار أبوظبي بعد أن عبرت الأجواء السعودية وعلى متنها الوفد الأمريكي الإسرائيلي المشترك لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
وتكتسب هذه الخطوة التطبيعية أهمية خاصة كونها تأتي في إطار الترتيبات ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية وأيضاً لكونها أول رحلة تجارية لخطوط الملاحة الإسرائيلية تعبر الأجواء السعودية.
مرحلة خطيرة وحاسمة وصلت اليها العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني بحيث ستكون لهذه العلاقة تداعيات كارثية على الخارطة السياسية للمنطقة العربية والمحيط الإسلامي عموماً.
وتأتي خطورة التقارب بين كيان الاحتلال والإمارات من خلال الدعم اللامحدود الذي يحظى به الكيان الصهيوني من قبل الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة أبدية للكيان الغاصب.
وتأتي الخطورة كذلك في ظل الخطوات الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأمريكية والأنظمة الخانعة من أجل تنفيذ الصفقة المشؤومة ” صفقة القرن” وما يترتب على هذه المؤامرة من تنازل واضح ومشين عن الحقوق العربية في أرض فلسطين وإلغاء حق عودة اللاجئين ودعم الغطرسة الإسرائيلية في المنطقة وهو الأمر الذي يفسح الطريق للكيان الصهيوني ليمارس أقسى أنواع التغذيب والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني وممارسة نزواته الوحشية في هدم المنازل واعتقال الناشطين وتوفير الحماية لقطعان المستوطنين لاقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى الشريف في القدس المحتلة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
التضامن الشعبي عربياً وإسلامياً لرفض كل خطوات التطبيع والتقارب مع كيان الاحتلال ضرورة تاريخية والتزام ديني وإيماني، وكم شعرنا بالثقة والاعتزاز عندما رفضت شعوبنا العربية والإسلامية الاتفاق الإماراتي الصهيوني حيث اتضح للجميع أن أنظمة التطبيع والخيانة مجرد أدوات بيد الاستعمار والصهيونية.
* مدير عام مكتب الصحة والسكان- محافظة صنعاء