وكيل أمانة العاصمة لقطاع الأشغال المهندس عبدالكريم الحوثي يتحدث لـ»الثورة «: الأمطار والسيول الأخيرة في الأمانة كانت قوة قاهرة فاقت كل إمكانياتنا

 

قطعنا شوطا كبيرا في ردم الحفر وإعادة ترميم وسفلتة الشوارع الرئيسية المتضررة
غياب التنسيق بين الجهات يرجع إلى الأزمة الخانقة والإهمال وعدم المتابعة

كشفت الأمطار الغزيرة ، والسيول الجارفة التي شهدتها أمانة العاصمة مؤخرا المستور ، بالنضر لحجم الاضرار الكبيرة التي خلفتها وخصوصا في مدينة صنعاء القديمة وفي مختلف شوارع وأنفاق وجسور العاصمة ، ومنازل المواطنين ، وبشكل لم تألفه صنعاء منذ عقود ، وفاقت الأضرار والخسائر الناجمة عنها كل الإمكانيات المتاحة ..
“الثورة” التقت وكيل أمانة العاصمة لقطاع الأشغال المهندس عبدالكريم الحوثي ، وأجرت معه حوارا لم يكتمل حول عدد من القضايا والمواضيع المتعلقة بسيول الأمطار والإجراءات والتدابير المتخذة من أمانة العاصمة لإصلاح ما خلفته السيول من أضرار ، والمشاريع المنفذة والجاري تنفيذها.. فلنتابع:

الثورة  /
افتكار القاضي

شهدت العاصمة صنعاء مؤخرا أمطارا غزيرة وسيولا جارفة لم تعهدها من قبل ، أحدثت أضرارا كبيرة في منازل المواطنين وفي بعض البنى التحتية .. ما هي الإجراءات والتدابير العاجلة المتخذة من قبل أمانة العاصمة لإصلاح الأضرار التي حلفتها تلك السيول ..؟
– السيول التي غمرت صنعاء ووصلت إلى منازل المواطنين في صنعاء القديمة والأحياء المجاورة للسائلة كانت قوة قاهرة من السماء فاقت كل الإمكانات ، فحجم السيول كان كبيرا جدا لم تشهده العاصمة صنعاء من قبل، وهو ما جعلنا في حالة استنفار قصوى لترميم وإصلاح ما دمرته السيول ليس على مستوى السائلة فحسب بل على مستوى شوارع العاصمة بشكل كامل ونحن في عمل لا يتوقف بحسب الإمكانيات المتوفرة والبسيطة.
ونحاول بكل الجهود ان نخفف من الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول عن طريق ردم الحفر وإعادة الترميم وسفلتة بعض الشوارع وقد قطعنا في ذلك شوطا كبيرا
يتساءل المواطن إذا كانت هناك قنوات لتصريف السيول ..فلماذا لم تقم هذه القنوات بدورها ؟
– هناك قنوات لتصريف السيول ولكن للأسف ما نعاني منه هو ان البنية التحتية في صنعاء لم تكن بالمستوى المطلوب لأن تصريف مياه الأمطار معظمها على المساحة السطحية للإسفلت وليس للقنوات كما ان حجم القنوات الموجودة لا يغطي حجم السيول التي تدفقت بشكل كبير، فقد وصل ارتفاع منسوب السائلة إلى الحد النهائي وأكثر ، والسبب ان السائلة أصبحت مهبطاً لجميع السيول من مختلف أمانة العاصمة حيث تدفقت السيول إلى سوق الذهب باتجاه محلات الحاشدي وامتدت إلى ميدان التحرير, ما يعني أن مياه جميع السوائل قد التقت في مخنق واحد, ولو لم تكن هناك صيانة ومتابعة لحدثت كارثة, إلا اننا تمكنا من التغلب على المشكلة و تم تصريف وتفريغ السيول عبر منطقة التحرير.
كما أن المواطنين انفسهم يساهمون بأعمال غير مسؤولة حين يرمون المخلفات في منافذ تصريف ومجاري السيول التي بدورها تعمل على سد هذه القنوات وفاقم من المشكلة. أضف إلى ذلك ان الأنفاق الموجودة حاليا في السائلة صممت ونفذت تحت ضغط الحاجة لها لتخفيف ضغط الحركة على الشوارع ولم يوضع في الحسبان عند تصميمها بأنها قد تستوعب سيولاً متدفقة كالتي واجهناها في الأسابيع الماضية.
الاضرار التي طالت منازل صنعاء القديمة جراء السيول كبيرة ..ما هي الإجراءات والتدخلات العاجلة المتخذة من قبل السلطة المحلية ؟
– الاضرار التي طالت منازل صنعاء القديمة ليست بسبب السيول فحسب بل ان ضربات طيران العدوان بشكل عشوائي على جبل نقم وعطان والأمن القومي وعلى منازل في صنعاء القديمة ، لعب دورا كبيرا في خلخلة جدران هذه المنازل بالإضافة إلى أن هذه المنازل اغلبها من اللبن والياجور كل ذلك ساهم في سقوط بعض المنازل التي لم يعد ترميمها من العام 2015م بسبب أن منظمة اليونيسكو خلال فترة الحرب تخلت عن القيام بدورها في حماية مدينة صنعاء القديمة ، وكانت من قبل تقوم بعمل مثل هذه الترميمات، وعلى الرغم من الموطنين قد حصلوا على مبالغ من المنظمة ليقوموا هم بأنفسهم بالترميم تحت مسمى العمل مقابل النقد ، إلا انهم ومع انقطاع المرتبات لم يقوموا بذلك العمل وجاءت السيول لتقصم ظهر البعير . وهناك عدة بيوت آيلة للسقوط وقد تم إبلاغ ساكنيها بضرورة إخلائها.
وبالنسبة للسلطة المحلية مع الجهات المختصة، فقد تم حصر الاضرار التي خلفتها السيول ، وتم إيواء المتضررين في مخيمات مؤقتة وتقديم المساعدات الغذائية والإيوائية لهم والرفع بتقرير كامل لأمانة العاصمة والحكومة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير .
وماذا عن سور صنعاء القديمة الذي تهدم جزء منه ؟
– أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط توجيهات عاجلة بسرعة إعادة إصلاح وترميم الجزء المتهدم من السور ، حيث باشرت الجهة المختصة العمل على إعادة إصلاح السور الذي تهدم جراء الأمطار وتم الانتهاء من إعادة إصلاحه بشكل افضل.
مشروع الإنذار المبكر في السائلة.. إلى ماذا يهدف وماذا يقدم من خدمة؟
– هذا المشروع يعطي مؤشراً حول حجم المياه في السائلة وذلك من خلال إرسال الرسائل (اس ام اس ) للعابرين في السائلة ، وأيضا ستكون هناك إشارات ضوئية وأصوات “انانات” تنبِّه الساكنين والمجاورين للسائلة بتوخي الحذر بالإضافة إلى انه سيتم نشر إعلانات عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بهذا الخصوص .
الكثير من شوارع العاصمة تضررت من الأمطار وأصبحت متهالكة.. هل قمتم بعمل ترميم وصيانة لهذه الشوارع ؟
– أمانة العاصمة حريصة على صيانة وتأهيل ورصف الشوارع الرئيسية التي تضررت من مياه الإمطار وهناك عدد من الشوارع التي تم ترميمها في هذه الفترة منها شوارع مديرية السبعين والقادسية شارع صخر والشارع الرئيسي بمديرية شعوب ابتداء من الزمر مرورا بجولة مارب والحافة وصولا إلى جولة آية بشعوب بطول أربعة كيلومترات ونصف والشارع الرئيسي في جولة عمران ، وشوارع عدة في مديرية معين ، وغيرها من الشوارع التي يتم العمل عليها وأكثر ما نركز عليه في عملنا خلال هذه الفترة هي الشوارع الرئيسية لما فيها من حفر عميقة تسببت بحوادث مرورية كثيرة.
السيول جرفت معها أحجارا وصخورا إسمنتية وأكواماً طينية إضافة إلى تكدس القمامة في الشوارع والأنفاق وفي السائلة ..اين دور أمانة العاصمة ؟
– نجن في أمانة العاصمة نعمل ضمن الأهم فالمهم والاهم لدينا هو تفقد حالة الشوارع الرئيسية والانفاق والجسور التي تضررت بفعل الأمطار لأننا نتلقى كل يوم شكاوى بأن هناك حوادث مرورية حصلت في اكثر من شارع بسبب الحفر على سبيل المثال نفق شارع تعز الذي تدفقت إلى داخله السيول بشكل كبير وأحدثت أضراراً فادحة تمثلت بخلع الإسفلت وهناك شوارع كثيرة اقتلعت بالكامل نتيجة هذه السيول، وهنا فالأولوية هي لإصلاح وترميم الشوارع ، وبعدها تأتي مسالة إزالة تلك الأحجار والخرسانات الإسمنتية وغيرها من المخلفات في المرحلة الثانية
ويبقى مشروع السائلة من المشاريع المهمة والجميلة ونحن الآن نشتغل عليه في أكثر من مقطع والآن العمل جار على عدة مقاطع منها المقطع (سي) على خط المطار، ونحن نسعى لنبرز هذا المشروع بشكله الجميل من خلال إقامة الحدائق والمتنزهات على ضفاف السائلة .
ماذا عن جسر مذبح الذي تكثر الشائعات بأنه مهدد بالسقوط ؟
– ما تم تداوله حول المخاطر التي تهدد جسر مذبح جراء الأمطار والسيول ليست صحيحة ، فالجسر منفذ وفق أجدث التصميمات والمواصفات الفنية ، ومهما كان حجم الأمطار والسيول المتدفقة ، فلن تؤثر على صلابة ومتانة الجسر والأعمال الخرسانية الداعمة له ، فالحديد مغروس على مستوى عميق من الأرض يصل إلى 15 مترا، ومع ذلك تجري حاليا عملية صيانة وترميم طارئة للجسر على مساحات متفرقه بطول 60مترا طوليا .
وبالنسبة لمشروع النفق القائم تحت الجسر ، والذي كان يفترض تنفيذه عند إنشاء الجسر كمشروع واحد ، فإنه يجري العمل فيه حاليا ، وقد وصل مستوى الإنجاز فيه إلى أكثر من النصف .
ماهي الأسباب وراء غياب التنسيق بين الجهات المختصة ؟
– الأزمة الخانقة في جميع الجهات والإهمال وعدم المتابعة من الجهة المعنية من حيث توجيه الرسائل ومخاطبة المعنيين قبل البدء بأي عمل.. هناك أسباب أدت إلى غياب التنسيق ، وهنا نلاحظ ان الكثير من الجهات تقوم بتنفيذ أعمال عشوائية دون تنسيق مسبق وعلى سبيل المثال نحن في أمانة العاصمة خاطبنا العديد من الجهات منها المواصلات والكهرباء وغيرها بعدم تنفيذهم أي عمل إلا بعد إبلاغنا .
ماهي المشاريع الخدمية التي تم إنجازها خلال الفترة الماضية رغم ظروف الحرب والحصار؟
– هناك العديد من المشاريع تم إنجازها منها تأهيل وصيانة منطقة العشاش إلى الصباحة بتكلفة 430 مليون ريال بتمويل من اليونبس، حيث يتضمن المشروع صيانة وترميم شارع منطقة حدة ومنطقة العشاش وصولاً إلى الصباحة بطول ثمانية كيلو و600 متر، بالإضافة إلى صيانة شارع عشرين في العشاش مع شارع حدة بطول 900 متر بإشراف صندوق صيانة الطرق وقطاع المشاريع والأشغال بالأمانة، إضافة إلى مشروع الرصف الحجري في قرية حدة بمديرية السبعين بطول 500 متر, واستكمال شبكة الصرف الصحي، وتنفيذ مشروع الصرف الصحي بالمدينة وشارع الأربعين والاحياء المجاورة بمديرية شعوب، التي ينفذها فرع مؤسسة الطرق والجسور بالأمانة بدعم من أمانة العاصمة وصندوق صيانة الطرق والجسور.
كما ان هناك مشروع الرصف الحجري في عدد من الأحياء الغربية بمنطقة الجراف بمديرية الثورة والذي ينفذه الصندوق الاجتماعي للتنمية بإشراف قطاع الأشغال العامة والمشاريع بالأمانة، بالإضافة إلى إعادة إصلاح وسفلتة العديد من الشوارع الرئيسية على مستوى مختلف مديريات العاصمة والتي كلفت مليارات الريالات .
تساؤلات
وتبقى لدينا تساؤلات لم يجب عليها هذا اللقاء بسبب ظروف وكيل أمانة العاصمة لقطاع الأشغال وانشغاله، حتما علينا ان نكتفي بهذا اللقاء وفي جعبتنا العديد من التساؤلات التي سنضعها أمام المسؤولين في أمانة العاصمة والجهات المختصة وذلك في ما يتعلق بـ:
– جزر الشوارع المهملة والتي تتعرض للتخريب والإهمال وأصبحت مقلبا للقمامة.
– مواقف السيارات العشوائية في الشوارع العامة والضيقة.
– تدلي أسلاك الكهرباء والتي أصبحت لعبة في أيادي الأطفال وما عواقبها.
– البناء العشوائي في مجاري السيول وفي الأماكن المخصصة للخدمات العامة .
تصوير / عادل حويس

قد يعجبك ايضا