الاستدعاء والاستبعاد في كرة القدم

 

جابر يحيى البواب
بعد عودة الأنشطة وعودة المنتخبات الوطنية «منتخب الناشئين المشارك في النهائيات الآسيوية 2020م، منتخب الشباب المشارك في النهائيات الآسيوية 2020م، المنتخب الأول والمؤجلة تصفياته للعام 2021م»، لممارسة التدريبات والاستعداد للمنافسة، بعد اختفاء فكرة جائحة كورونا، وظهور فكرة جائحة استبعاد واستدعاء اللاعبين لصفوف المنتخبات، وخصوصاً منتخب الناشئين، كان من الضروري أن نتطرق لعملية الانتقاء، وضم لاعبين جدد إلى صفوف المنتخب، وهل تتم هذه العملية بصورة منظمة ومدروسة مستندة على البحث والتنقيب عن المواهب؟.. وكذا مراعية للحالة النفسية للاعبين المستبعدين ومقدرة لقدراتهم البدنية ومهاراتهم الفنية؟.. أن كان عامل السن هو السبب في الاستبعاد هل تتم الاستفادة منهم في صفوف المنتخبات المناسبة لأعمارهم؟.. أم أن العملية ارتجالية خاضعة للأهواء والرغبات والوساطة؟، لكي تتضح لنا الرؤية أو نقترب منها قليلا، نتطرق إلى مفهوم الانتقاء وأهدافه ومعاييره وأنواعه والغرض منه في أسطر مختصرة جدا.
الانتقاء في اللغة هي مشتقة من الفعل انتقى، ينتقي، انتقاء ويعرف الانتقاء بأنه عملية يتم من خلالها اختيار أفضل العناصر من اللاعبين من خلال عدد كبير منهم طبقا لمحددات معينة ويعرف أيضا الانتقاء بأنه اختيار اللاعبين واللاعبات في المجموعة المتاحة منهم من خلال الدراسة المتعمقة لجميع الجوانب المؤثرة في المستوى الرياضي واعتمادا على الأسس والمبادئ والطرق العلمية.
الانتقاء الرياضي عملية تهدف إلى تحقيق التالي: «التعرف المبكر على الأشخاص الموهوبين في المجال الرياضي، والتوجيه المثمر للأفراد الموهوبين نحو الأنشطة الرياضية التي تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم، والاقتصاد في الجهد والمال في عملية التدريب الرياضي.
توجد أنواع متعددة للانتقاء أو تقسيم مختلف لعملية الانتقاء يتمثل في: «الانتقاء بغرض التوجيه الصحيح للإمكانيات والقدرات، والانتقاء لإعداد مجموعات متجانسة في التدريب لاستمرارية عملية التدريب بكفاءة الانتقاء لكي يتم تكوين مجموعات متكافئة ومتنافسة لزيادة الدافعية، واختيار المنتخبات الوطنية من بين اللاعبين الذين يتمتعون بمستويات، وهذه العملية لا تتم بشكل عشوائي بل إن لها معايير يجب الالتزام بها، مثل «تحديد إمكانيات الناشئ التي يمكن من خلالها التنبؤ بالمستوى الذي يمكن أن يحققه خلال سنوات عمره التي سيقضيها في ملاعب كرة القدم، كما ترتبط عملية الانتقاء للناشئين ارتباطاً وثيقاً بظاهرة الفروق الفردية، وتقوم أساساً على تحديد الفروق الفردية بين الناشئين في الاستعدادات والقدرات المختلفة الخاصة بالناشئ كفرد؛ ولعملية الانتقاء مراحل ثلاث هي: «المرحلة الأولى (8 – 12) سنة: وتهدف إلى الكشف على المستوى المبدئي للصفات الآتية: القدرة البدنية والمهارية- الخصائص المورفولوجية والوظيفية – اختيار مرونة المفاصل – السمات الشخصية.. المرحلة الثانية (12 – 14) سنة: وتستعمل في هذه المرحلة الملاحظة المنظمة والاختبارات الثانية من الانتقاء لتقويم الجوانب الآتية: مستوى تطور القدرات البدنية العامة والخاصة (قوة، سرعة، تحمل، مرونة، رشاقة)- معدل تطور القدرات العامة والخاصة- تحديد مستوى الإنجاز وفيه يحقق الناشئ المستوى المؤهل في مجال اللعبة – تحديد ثبات الإنجاز عندما يحقق الناشئ مستوى الأداء الأمثل في المنافسات.. المرحلة الثالثة (14 – 16) سنة: وتستهدف هذه المرحلة التحديد الأكثر دقة لخصائص الناشئين وقدراتهم بعد انتهاء المرحلة الثانية وانتقاء الناشئين الأكثر كفاءة لتحقيق المستويات العليا.
لعملية الانتقاء أغراض محددة وهامة وضرورية، حتى لا نقع في دائرة العشوائية والتخبط، من هذه الأغراض» الاطلاع على حقيقة المستويات: تحديد المشكلات – الاطلاع على الفروق بين الناشئين – تقويم العملية التدريبية والمنهاج التدريبي – زيادة التشويق والدافعية – الكشف عن الموهوبين – تقويم الخصم»؛ أخيراً أترك لكم تقدير ماذا لو كانت عملية ضم اللاعبين إلى صفوف منتخب الناشئين أو الشباب قد مرت بعملية الانتقاء أو أنها تخدم المنتخب أو اللاعب المستدعى أو المستبعد.
يوم أمس الثلاثاء 25 /8 /2020م وبتكليف من وزير الشباب والرياضة الأستاذ حسن زيد قمت برفقة الوكيل الأول بزيارة لمنتخب الشباب في مقر معسكرهم بنادي وحدة صنعاء الساعة السادسة والنصف صباحاً، وشاهدنا الكثير من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لمعسكر التدريب، ما يبعث على الاطمئنان والارتياح، كم الطاقة الإيجابية والحماس الذي ظهر على اللاعبين من خلال أدائهم للتمارين بتفاؤل وثقة عالية.. تمنياتنا لهم ولكل المنتخبات الوطنية التوفيق والنجاح وتحقيق أفضل الإنجازات الرياضية.

قد يعجبك ايضا