منع حج بيت الله في الذكرى المئوية الأولى لمجزرة تنومة
عبدالرحمن النعمي *
تأتي مذبحة حجاج اليمن في تنومة وسدوان على يد عصابات بني سعود والوهابيين التكفيرين في ذكراها المئوية الأولى بالتزامن مع منع النظام السعودي فريضة الحج وإغلاق المسجد الحرام على عموم المسلمين في صدٍّ واضح وفاضح لهذا النظام المتستر خلف عباءة الدين والمقدم نفسه بحامي حمى المسلمين.
إن المجزرة المروعة والبشعة التي ارتكبها ابن سعود وعصاباته حينذاك بحق الحجاج الأبرياء مع سبق الإصرار والترصد يؤكد أن عداوة هذا النظام والفكر الوهابي لليمنيين ولحجاج بيت الله الحرام ليس وليد اللحظة وما يقوم به من عدوان على اليمن وصد المسلمين عن بيت الله الحرام -وهم ليسوا المؤتمنين عليه ولا أولياؤه (وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ)- إنما هي جرائم من ضمن سلسلة من جرائمهم التي لا تزال ترتكب بحق المسلمين في شتى بقاع الأرض بشكل مستمر حتى يومنا هذا وما هذا العدوان الغاشم والحصار الظالم على بلد الإيمان والحكمة إلا دليل إضافي يسجل في صفحات تاريخ آل سعود المخزي والأسود.
وإذا ما بحثنا ودققنا فيما يحصل في البلاد الإسلامية من إذكاء للصراعات وإشعال للحروب والفتن لوجدنا أن خلف كل فتنة يد لآل سعود وعملائهم يغذون هذه الصراعات ويمولون هذه الفتن ليعرف من لا زال في قلبه ذرة من شك بأنه نظام حافل بالجرائم والقتل.
لقد تم زرع هذا النظام المجرم وغرسه في قلب الأمة الإسلامية كما هو الكيان الصهيوني من قبل الأعداء وذلك لطعن الأمة في خاصرتها وإسقاطها من داخلها ولكن هيهات لهم ذلك وهناك رجال لا يخافون في الله لومة لائم.
إن قتل آلاف الحجاج اليمنيين ظلماً وعدواناً بدم بارد من قبل عصابات وتكفيريي نظام آل سعود أمر يؤكد سعي هذا النظام الدؤوب على تنفيذ ما يريد أعداء الأمة الذين يعرفون خطورة الحج عليهم إذا ما تم تفعيل الدور الذي أراد الله أن يكون لهذه الفريضة العظيمة والتي منها توحيد صف المسلمين والبراءة من أعدائهم، وهاهم اليوم ومن دون تشاور مع الدول والمنظمات الإسلامية وبأعذار واهية يمنعون بيوت الله ويسعون في خرابها بعد تعطيل فريضة الحج في سنوات حكمهم ومحاولة إفراغها من رسالتها التي أرادها الله سبحانه وتعالى لعباده إضافة إلى ما يقومون به من توظيف سياسي للمشاعر الدينية يخدم أجندتهم وأجندة أعداء الأمة.
إن منع الحج من قبل نظام آل سعود المستبد ما هو إلا امتداد لمجازر ومذابح هذا النظام والتي منها قتل أكثر من 3 آلاف حاج يمني في وادي تنومة وسدوان بلا ذنب ولا جرم إلا أنهم استجابوا لنداء الله «وأذن في الناس بالحج» فقاموا بتلبية النداء وأداء الواجب ومن هنا فإننا يجب أن لا ننسى هذه الجريمة وغيرها وستظل وصمة عار في جبين النظام السعودي الذي يستحق العقاب في العاجل والآجل قال تعالى:(وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) صدق الله العظيم.
* وكيل قطاع الحج والعمرة