الفصائل الفلسطينية تؤكد رفضها القاطع لتنفيذ مخططات الاحتلال
الثورة / قاسم الشاوش
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدد من المدن العربية والأجنبية تظاهرات حاشدة مناهضة لخطة الضم التي تسعى قوات الاحتلال الصهيوني لتنفيذها في الضفة الغربية ولأغوار الأردنية ما يعني ترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية ومواصلتها ارتكاب ابشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وسط صمت إقليمي ودولي وتحد صارخ لكل القرارات والمواثيق الأممية والدولية .
ورغم كل التحذيرات من عواقب الضم إلا أن قوات الاحتلال الصهيوني وبإسناد أمريكي ودعم بعض دول الخليج تصر على مواصلة تنفيذ خططها ومشاريعها الاستعمارية في فلسطين والمنطقة .
وفي هذا السياق أكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أنّ مسيرات، أمس الأربعاء، تعد بمثابة يوم غضب حقيقي لمواجهة قرار الضم الاستعماري و”صفقة القرن”.
وأضاف في بيان أنّ جميع القوى والفصائل الفلسطينية حاضرة وموحدة في الميدان لمواجهة مخطط الضم الاستعماري، مطالبا بتوحيد الجهد الفلسطيني، قائلاً إنه يجب أن تكون هناك حالة وحدة متكاملة ليس فقط في غزة بل ينسحب على جميع الساحات لمواجهة مخطط الضم، خاصة في الضفة الغربية.
وقال قاسم إنّ “الضم مشروع عدواني إسرائيلي جديد ضد الشعب الفلسطيني”، مضيفاً أنّ “المشروع الصهيوني يتراجع بفعل المقاومة الحقيقية”.
من جهته، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبداللطيف القانوع إن “المرحلة الصعبة التي تمر بها قضيتنا، وخطورة خطة الضم التي تستهدف سرقة أراضي الضفة الغربية؛ تستدعي حراكاً شعبياً في الضفة”.
وشدد القانوع في بيان على أن وحدة الموقف الفصائلي والحراك الشعبي الكبير الرافض لخطة الضم يتطلب موقفاً سياسياً من السلطة ضد الاحتلال ينسجم مع مخاطر المرحلة، ويعكس تطلعات الشعب الفلسطيني، ويعبّر عن غضبه.
وأكد بيان القوى الوطنية والإسلامية بغزة على أن الأراضي الفلسطينية المحتلة هي وحدة إقليمية واحدة يقرها ويعترف بها القانون الدولي، كما شدد على أنّ السيادة على هذه الأراضي هي للشعب الفلسطيني وحده لا ينازعه فيها أحد وفقاً للقانون الدولي وحقائق التاريخ والجغرافيا.
ودعت في البيان إلى إنهاء العمل بالاتفاقيات والتفاهمات التي وقعتها منظمة التحرير مع الاحتلال وعلى رأسها اتفاقية أوسلو وبروتوكول باريس الاقتصادي، وسحب الاعتراف بالاحتلال ووقف التنسيق الأمني فوراً، إضافة إلى التأكيد على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب، ومواصلة انضمام دولة فلسطين إلى المنظمات والوكالات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
من جهته، قال سالم عطاالله نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية، إنّ “إعلان الصهاينة لمخطط الضم في الضفة هو فرصة حقيقية لتفعيل أدوات المقاومة في الضفة ضد كل تواجد صهيوني على أرضنا، وتجديد التمسك بحقنا في كل فلسطين من بحرها إلى نهرها”.
إلى ذلك أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الرد على قيام الاحتلال بتحويل الضفة إلى منطقة عسكرية مغلقة وتعزيزها بشن حملة اعتقالات واسعة، يستدعي ضرورة تنظيم مسيرات شعبية عارمة تخرج في كل قرية ومدينة ومخيم.
كما شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي على أن وحدة الموقف الفلسطيني من مؤامرة القرن يجب أن تترجم إلى حراك شعبي كبير ومستمر خاصة في الضفة والقدس، مبيناً أن مسؤولية حركة فتح أساسية في هذا الجانب.
بدوره، قال مسؤول الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب للميادين “لن نتنازل عن ذرة من تراب فلسطين”، مؤكداً أنه “لا للمفاوضات ولا للتسوية ونعم للمقاومة ولا يمكن القبول بأي خطط جديدة”.
وشدد شهاب على جاهزية المقاومة قائلاً إنه “لا يمكن أن نقبل بتمييع القضية”، كما ذكر أنّ فصائل المقاومة أكدت أن كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني، وأن الرد غير محدد بمسار واحد، ولفت إلى المقاومة بكل أشكالها حق من حقوق الشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه
وفي سياق متصل شهدت عدة مدن إيطالية وفرنسية، مظاهرات رافضة للخطط الإسرائيلية بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية في فلسطين المحتلة.
ففي العاصمة الإيطالية روما تجمع العشرات من أفراد الجالية الفلسطينية والمتضامنين الإيطاليين مع القضية الفلسطينية، بميدان “كامبيدوجليو” التاريخي، للتظاهر ضد خطط الضم الإسرائيلية.
وقال رئيس المجتمع الفلسطيني في إيطاليا، يوسف سلمان، إن “الأصدقاء الإيطاليين اجتمعوا اليوم للتعبير عن رفضهم لضم إسرائيل لأراضي فلسطين المحتلة”.
وأضاف سلمان: “نحن هنا كي نقول نعم لكافة حقوق الشعب الفلسطيني، وللاعتراف بحقه في العيش، ولمطالبة إيطاليا وأوروبا بالاعتراف بدولة فلسطين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وأردف: “من حق الشعب الفلسطيني أن ينعم على أراضيه بدولة فلسطينية عاصمتها القدس”.
وفي سياق مماثل، شهدت عدة مدن إيطالية مظاهرات مماثلة تضامنا مع فلسطين، بينها ميلانو وجنوة وتورينو وفلورنسا وغيرها.
ومؤخرا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نية حكومته ضم غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة للسيادة الإسرائيلية، بمساحة تصل 30% من الضفة.
وردا على ذلك، أعلن عباس، أن منظمة التحرير في حل من الاتفاقيات مع إسرائيل بسبب قرار الضم.
وحذرت الكثير من الدول في العالم من مخاطر الضم على عملية السلام بالمنطقة.
كذلك شهدت مدن فرنسية عديدة، أبرزها العاصمة باريس، السبت الماضي، مظاهرات للتنديد بالخطة الإسرائيلية لضم أراض فلسطينية، والمزمع تنفيذها خلال الأيام القليلة القادمة.
واجتمع المئات وسط باريس، بدعوات من عدد من المنظمات، حملوا خلالها الأعلام الفلسطينية، ولافتات رافضة للضم الإسرائيلي.
وكتب المتظاهرون عبارات مؤيدة لفلسطين وأخرى مناهضة لإسرائيل، من قبيل “تحيا فلسطين”، و”قاطعوا إسرائيل”، و”فلسطين ستنتصر”، و”الحرية لأجل فلسطين”.
كما طالب المحتجون، المجتمع الدولي، بفرض عقوبات على إسرائيل.
ونظم متظاهرون احتجاجات مماثلة في مدن أخرى مثل ليون، وستراسبورغ، وسانت إتيان، ومونبيلييه، ومرسيليا.