عن جرائم العار التي يرتكبها المرتزقة!

 

عبدالله الاحمدي

أكبر مشكلة تواجه أي مجتمع هي تدمير قيمه الأخلاقية ، وحينها يصبح الكثير من أفراده مجرد حيوانات تلهث وراء غرائزها البيولوجية ، وينهار هذا المجتمع إلى أسفل درك في المستنقع ، وما يميز الإنسان عن سائر الحيوانات هي القيم الاجتماعية التي اكتسبها عبر مسار التطور الاجتماعي وعبر فطرته التي فطره الله عليها.
ويمكن القول بكل ثقة أن اليمن يعيش أزمة قيم أودت بالكثير من أفراده إلى مهاوئ الرذيلة والانحطاط ، الكثير من الناس تحولوا إلى مرتزقة وقتلة مأجورين ، يرتكبون الجرائم بدم بارد ، يلهثون وراء المال ، ووراء من يدفع أكثر ، فترى بعضهم يذهب شرقا لبيع نفسه، فلا يعجبه الثمن فيتجه غربا، بل إن البعض يبيع نفسه بأكثر من سوق، وكل همه الحصول على المال.
العدوان دفع بهذه السلوكيات إلى الواجهة وشجع على ذلك من أجل أن يسلب الناس كرامتهم واعتزازهم بماضيهم وطمس هويتهم الوطنية، وبعدها يسوقهم كما يريد ، وسبق أن دمى النظام الحاكم على تدمير منظومة القيم والأخلاق وتدنيسها.
كثير من الأحزاب والجماعات السياسية الانتهازية عملت على التقليل من شأن مفهوم الوطن والوطنية والقيم السلوكية ، وأباحت الكذب والتزوير والنصب على الآخرين باعتبارهم كفارا ، وفوق ذلك أصدرت فتاوى باستباحة أموالهم وأعراضهم ودمائهم.
ما يحدث اليوم من جرائم القتل والاغتصاب والنهب والسرقة والاستباحة في المحافظات الخاضعة للاحتلال هو نتاج لتلك الفتاوى والتربية الخاطئة التي تأسست في نظام التعليم وتم تعميمها في عموم البلد بعد الانقلاب على الوحدة ، فكان الطلاب في المعاهد الدينية لا يؤدون تحية العلم ويلقنون إن ذلك صنمية وكفرا ، ثم أصبحت الوحدة كفرا والديمقراطية خروج عن الإسلام ، وتم تعميم التكفير بعد حرب ٩٤ للنيل من الخصوم ، واصبح كل شيء مخالف لعصابات عفاش كفرا.
ما يجري اليوم في عدن وتعز والساحل الغربي وعديد مناطق خاضعة للمرتزقة هو نتاج لمدخلات الفترات السابقة ، هذا القتل والنهب والاستباحة وانتهاك حرمات النساء والأطفال أمور تجري من قبل مليشيا الاحتلال وبحماية سلاح من يدعي أنه دولة يحكم عدن وتعز وبقية المحافظات التي تخضع للمليشيات ، وبمباركة العدوان الذي يشجع هذه الجرائم من أجل استلاب إرادة اليمنيين.
٢٥ جريمة اغتصاب أطفال في مدينة تعز قام بها مسلحون يدعون انتسابهم لمن يطلق عليه الجيش التابع لسلطة الفار هادي ، هذا ما تحدثوا عنه وثمة جرائم أخرى لم يعلن عنها.
في عدن حدثت مئات الجرائم من الاختطاف والاغتصاب والقتل للنساء والأحداث الكثير من أبطالها ضباط إماراتيون وعسكر مليشيات، بعضها وصلت إلى المحاكم التي بدورها خففت الأحكام عن المجرمين، والكثير من الجرائم دفنت.
ابشع الجرائم هي تلك التي حدثت في حق نازحات الحديدة في حوش في جولة دار سعد والتي قام بها عسكر مليشيا حزام الانتقالي ، وفي الساحل الغربي الأمر لا يختلف؛ جرائم قبيحة من هذا الشكل وكان أبطالها مرتزقة جنجويد سودانيون، ومنحطون من مليشيا مشيخة إمارات.
الجرائم في كل المناطق الواقعة تحت الاحتلال تم التستر عليها وقيدت ضد مجهول، بل وتم إرغام الضحايا تحت التهديد، أو أهاليهم على أنكارها ، تلك جرائم الاغتصاب، وهناك جرائم أبشع هي ذبح وقتل وتعذيب الأسرى وقد شاهد الناس منها الكثير، بل شاهد الناس ما هو افظع في هذا الجانب؛ شاهدوا الأسير الجبري يدفن حيا من قبل مرتزقة الساحل!
المشكلة ان العالم يغض الطرف عن كل هذه الجرائم ولا يذكر إلا القليل منها، ويظل المجرمون مطلقي السراح دون عقاب ، ثم تأتي المنظمات لتتحدث عن هوامش وتوافه وحقوق كاذبة وتغطي على هكذا بشاعات ، هذه الجرائم لن تقف إلا بتحرير اليمن من دنس الغزاة والمرتزقة..

قد يعجبك ايضا