حماس والموقف من تشكيل الحكومة الإسرائيلية
نخالة: مشروع المقاومة مستمر في المنطقة بوجود الدعم الإيراني
الثورة/ وكالات
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أن يوم القدس هو ردّ من الإمام الخميني ليقول إن قضية فلسطين هي قضية إسلامية عامة.
وقال النخالة إن “جبهة مقاومة تمتلك المعنويات والإرادة على الاستمرار في المقاومة.. من فلسطين إلى لبنان إلى إيران قوة مقاومة وإرادة صمود”، مشيراً إلى أن باستشهاد قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني، “خسرت المقاومة قائداً كان له دور كبير في دعم المقاومة”.
وأضاف أن “الفريق سليماني كان ممثل إيران في دعم المقاومة وباستشهاده قرار دعم المقاومة مستمر”، منوهاً بأنه ليس قلقاً بعد استشهاد الفريق سليماني من تبدل دعم إيران للمقاومة.
وأوضح أن العميد اسماعيل قآاني قائد قوة القدس “له دور في دعم المقاومة خاصة حالياً وبصفة أكبر”، مشدداً على أن “إيران لا تتأخر في دعم المقاومة في كل المجالات”.
وأشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إلى أنه “بوجود الدعم الإيراني لخيار المقاومة فإن مستقبل المقاومة في المنطقة بخير”، لافتاً إلى أن “المقاومة قادرة على أن تفرض على العدو تقديم تنازلات”.
وشدد على أن “المقاومة هي الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى الشعب الفلسطيني الاستمرار بالمقاومة حتى يخلق وقائع جديدة ويحقق إنجازات”، مشيراً إلى أن “المقاومة وجدت لتواجه الاحتلال وتبادر وليس لتعيش معه حالة سكينة”.
ولفت النخالة إلى أن “كل المدن الإسرائيلية تقع ضمن مدى صواريخ المقاومة”، منوهاً إلى أن “المقاومة الفلسطينية والمقاومة في المنطقة اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى”.
وإذ أكد أنه “يوجد في غزة قلعة للمقاومة متينة وشديدة”، لفت إلى أن “إسرائيل تحسب الحساب لأي عدوان على غزة حتى لا ترد المقاومة”، وشدد قائلاً “إذا حصل أي عدوان على قطاع غزة فان المقاومة سترد دون تردد”.
كما شدد على أن حركتي “الجهاد” و”حماس”، “لا يمكن اعتبارهما ديكوراً في المشهد الفلسطيني”.
كذلك كشف النخالة أن حزب الله يقدم كل التسهيلات للمقاومة الفلسطينية دون حدود، موضحاً أن “علاقة المقاومة الفلسطينية مع حزب الله مفتوحة وبدون حدود على مستوى التعاون والخبرات”.
وفي سياق متصل، اعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن “ما يجري في صفقة القرن هو ترسيم للواقع على الأرض لأن ضم الضفة قائم، وهو أمر واقع لأنها تحت الاحتلال منذ 67″، مشيراً إلى أن “المشروع الصهيوني قام على فكرة أن تكون الضفة الغربية مركز المشروع في المنطقة”.
وأوضح أن “الواقع اليوم يقول إن المشروع الإسرائيلي يريد فلسطين كل فلسطين”. وتابع أن “الفلسطيني الصادق يجب أن يقول إن إسرائيل احتلت فلسطين، وعلينا أن نواجه ذلك”.
ولفت إلى أن “إسرائيل” لم تعرض على الفلسطينيين شيئاً “سوى الحكم الذاتي”، منوهاً إلى أن “السلطة الفلسطينية تدير الأمور في الضفة بصفة أقل من حكم ذاتي”.
ورأى النخالة أنه لا يتخيل قيادة مشروع وطني “همها الحصول على 10 آلاف ترخيص للعمال لدخول الأراضي المحتلة”، مشيراً إلى أن “العالم قائم على القوة وعلى موازين القوة وإذا فقدنا القوة لا قيمة لنا”.
واعتبر أن “التنسيق بين فصائل المقاومة داخل فلسطين يحتاج إلى جهد أكبر وتفاهم أكبر”، مشدداً على أن “بعض القوى الفلسطينية تتحالف مع دول مستعدة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وأوضح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، قائلاً: “لا نريد أن نبني أوهاماً ونقول إن العرب يدعموننا ويساعدوننا”، معتبراً أنه “يجب على العرب القيام بإجراءات عملية “توضح مستوى دعم العرب للشعب الفلسطيني”.
وذكر النخالة أن “النكبة مستمرة على الشعب الفلسطيني طالما هو خارج أرضه”، وقال “ما زلنا نعيش نفس ظروف النكبة التي حلت على الشعب الفلسطيني”.
من جانبها كانت حركة “حماس” واضحة جداً في استراتيجيتها وأهدافها وهي تمضي في طريق المقاومة بخطى واثقة حتى تحقيق النصر ولجم العدو الصهيوني ومنعه من التطاول على مقدسات الفلسطينيين، وما تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلا حدث بسيط من شأنه دفع المقاومة الفلسطينية إلى التمسك بالقضية الفلسطينية والمقاومة أكثر فأكثر، وحتى ولو دافعت كل حكومات الأرض عن هذه الحكومة لن تراها المقاومة سوى حكومة متطرفة هدفها تصفية القضية الفلسطينية، كيف لا وقرار ضم أجزاء من الضفة الغربية هو ابرز أولويات هذه الحكومة.
حازم قاسم، الناطق باسم “حماس” علق على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بالقول : “إن الشعب الفلسطيني لن يلتفت لها ويؤكد أن الشعب سيواصل نضاله المشروع حتى استرداد كامل أرضه ومقدساته”.
وأشار قاسم إلى أن “إضافة مجرمي حرب إلى حكومة يمينية متطرفة، يعزز التحديات التي تواجهها الحالة الفلسطينية”.
وقال قاسم إن “شعبنا الفلسطيني لن يلتفت لتشكيلات الحكومة الصهيونية، وسيواصل نضاله المشروع حتى استرداد كامل أرضه ومقدساته، ويعيش بكرامة فوق أرضه المحررة”.
وشدد على أن المطلوب “توحيد كل جهود وطاقات شعبنا من أجل مواجهة سياسة هذه الحكومة المتطرفة التي تضع موضوع ضم الضفة الغربية في سلم أولوياتها”.
السعي خلف ضم أجزاء من الضفة الغربية هي محاولة أخيرة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكسب ود الصهاينة وتوسيع دائرته الشعبية، خاصة وان نتنياهو سيتناوب مع بني غانتس على رئاسة الحكومة الجديدة وبالتالي سيكون هناك تنافس قوي بين الطرفين حول من يقدم خدمات أكثر للكيان الإسرائيلي للبقاء في السلطة، والاهم بالنسبة لنتنياهو أن يفلت من المحاكمة بعد الاتهامات التي وجهت له بأربع قضايا فساد، كادت أن تطيح به لولا الدعم الأمريكي الذي وصل مؤخرا إلى حد تهديد المحكمة الجنائية الدولية في حال قررت فتح تحقيق بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ووصف الناطق باسم الحركة حازم قاسم في تصريح صحفي، التهديدات الأمريكية، بأنها “بلطجة تمارس على جهة قضائية دولية”، مضيفا أن “هذا الموقف يعبر عن استمرار الدعم الأمريكي لكل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتشجيع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم”.
يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال الأحد الماضي أمام الكنيست إنه “على الحكومة الإسرائيلية الجديدة ضم مستوطنات الضفة الغربية”، في حين أقرّ الكنيست أداء اليمين الدستوري لحكومة نتنياهو ومنحها الثقة بغالبية 73 عضواً، وتضم الحكومة 36 وزيراً و16 نائب وزير وهي الحكومة 35 منذ تأسيس “إسرائيل”.
وقال نتنياهو، خلال خطاب تنصيب الحكومة أمام الكنيست،” آن الأوان لفرض السيادة الإسرائيلية على كل أنحاء وطننا، هذه ستكون عملية تاريخية”، على حدِّ قوله.
الأمر الثاني الذي ستسعى الحكومة الصهيونية الجديدة لتنفيذه يتمثل بصفقة تبادل الأسرى، التي كان من المقرر أن يتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، ولكن جميع المؤشرات تدل على أن هذه الصفقة لن تتم في القريب العاجل، خاصة وان الصهاينة يفرضون شروط معقدة، ويريدون معلومات عن أسراهم بالمجان.
واعتبر محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، صفقة تبادل الأسرى مع الحكومة الإسرائيلية في مرحلة جس النبض.
وأوضح الزهار أن التجربة الحالية يمكن تسميتها مرحلة جس النبض، وخصوصا أن هناك انتخابات جرت في الجانب الإسرائيلي وحكومة مشكلة من طرفين، وبالتالي إمكانية حصول صفقة واردة، ولكن تأخذ سنوات حتى تتم، مشيرا إلى أنه يتم الحديث عبر الوسيط مع إسرائيل بالأسماء عن أسرى فلسطينيين بالاسم وتتم المراجعة، هل يمكن الإفراج عنهم أم لا، ويتشدد الجانب الإسرائيلي في بعض هذه الأسماء ويوافق على بعضها وذلك يأخذ وقتا طويلا.
يشار إلى أن لدى حركة حماس أربعة من أسرى ومفقودين إسرائيليين، اثنان منهم من الجنود، واثنان من المدنيين، تحتجزهم الحركة منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة “الجرف الصامد”، في عام 2014م.
خيار حماس
مهما كانت النتائج سيبقى خيار “حماس” المقاومة، لأن المقاومة هي الوحيدة التي أثبتت نجاعتها في الحرب مع الصهاينة، ومن هذا المنطلق نجد حماس متأهبة دوما لأي استفزاز إسرائيلي لقطاع غزة، فصواريخها تصل إلى جميع المدن الفلسطينية المحتلة، وهذا الأمر تدركه إسرائيل جيدا وتحسب له ألف حساب قبل الأقدام على أي خطوة استفزازية.
وما يعطي هذه القوة للمقاومة هي الحاضنة الشعبية الفلسطينية التي رفضت التخلي عن حركات المقاومة بالرغم من جميع الوعود الزائفة التي تم تقديمها لهذه الشعوب من قبل دول اجنبية وعربية وحتى إسرائيل نفسها، ومع ذلك بقي الشعب الفلسطيني صامدا يتحدى الصعاب والعقوبات والحصار، لأن الشعب يدرك تماما انه في حال فقدت حماس قوتها وقدراتها الصاروخية ستصبح لقمة سائغة لدى العدو الصهيوني، وحينها لن تنفعها وعود الغرب والعرب.
الإسرائيليون يريدون تصفية القضية الفلسطينية عن بكرة أبيها، وما الدعم الأمريكي الأخير ومشروع “صفقة القرن” إلا لتحقيق هذه الغاية، ولكن صمود المقاومة هو من منع استمرارية هذه الصفقة، وما تعول عليه الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية هو الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ورضوخ بعض الأنظمة العربية لتنفيذ هذه الصفقة، لذلك على الفلسطينيين التوحد قبل فوات الأوان لأن الوقت يمر بسرعة وإسرائيل تستغل انشغال العالم بكورونا والدعم الأمريكي لها.
إلى ذلك تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن محاولة السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأمريكية رون ديرمر إقناع الإدارة الأمريكية بحاجة “إسرائيل” لتطبيق السيادة قبل الانتخابات الرئاسية.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر إسرائيلية، مساء أمس الأول، أن السفير الإسرائيلي في واشنطن يضغط في الأسابيع الأخيرة على أعضاء الكونغرس وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وكذلك الصحفيين وقادة الرأي العام، لإقناع الرئيس دونالد ترامب بتسريع إجراء خطة الضم الإسرائيلية لغور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية، وفقاً لما كشفته القناة الإسرائيلية 13.
وقال ديرمر خلال جلساته المغلقة في واشنطن “يجب أن نمضي قدماً في الضم الآن، لأننا لا نعرف ما سيحدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، قد يفوز بايدن، اليوم هناك فرصة سانحة ولذلك يجب تطبيق الخطة الآن”.
ووفق وسائل الإعلام فإن “هذا هو السبب في أن ديرمر يرى بأنه يجب تطبيق الضم حتى قبل الانتخابات الرئاسية، حيث أن فوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن يمكن أن بشكل تراجعاً كبيراً للموقف الإسرائيلي بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية”.
هذا وحذرت الأردن من خطورة المخطط الإسرائيلي، وأكّد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في لقاء مع صحيفة “دير شبيغل” الألمانية في نهاية الأسبوع (الماضي) أن الضم سيؤدي إلى صراع واسع، قائلاً “إذا ضمت إسرائيل الضفة الغربية بالفعل في يوليو، ذلك سيؤدي إلى صراع واسع النطاق مع المملكة الأردنية”.
بدوره، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، أمس الأول، بأنه يتعين على “إسرائيل” ضم مستوطنات الضفة الغربية بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ومن دون الإضرار باتفاقيتي عامي 1994 و1979م للسلام مع الأردن ومصر.
ووصف غابي أشكينازي خطة الرئيس الأمريكي للسلام في المنطقة بأنها تشكل “فرصة تاريخية لمستقبل إسرائيل” ولترسيم حدودها، وذلك في أول كلمة يلقيها بعد توليه منصبه.
كما أشار أشكينازي إلى أهمية العلاقات مع مصر والأردن اللتين وقعتا معاهدتي سلام مع “إسرائيل”، مؤكداً انه سيعمل على “الدفع بعلاقات مع دول أخرى في المنطقة لتعزيز أمن إسرائيل”.