يأتي عيد الفطر ونحن اليمنيين على أبواب للعام السادس من العدوان والحصار اللذين يحرمان المواطنين من الاستمتاع بهذه المناسبة الدينية كما جرت العادة، وعلى الرغم من ذلك يُصِّر اليمنيون على الفرحة بطعم الصمود والانتصار على قوى العدوان والاستكبار ..
الثورة /
يُدرك الكثيرون الأثر السلبي لسنوات القصف والحصار على حياة المواطنين، والتي تسببت في ارتفاع معدلات الفقر إلى 85%، وتصاعد البطالة إلى أكثر من 70%. وهو ما ضاعف المعاناة خلال العيد الجاري ..
مع ذلك لاتزال العادات والتقاليد اليمنية في العيد تستمد قدسيتها من تلك المناسبات الدينية, لترتبط كلمة العيد هنا بكل شيء جديد..
تبدأ تقاليد اليمنيين في عيد الفطر مع دخول رمضان وبالأخص العشر الأواخر منه بانشغال الصغار في القرى بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية، ليتم حرقها ليلة العيد فيما يعرف بـ( النصيرة) , تعبيرا عن الفرحة بقدوم عيد الفطر وحزناً على فراق رمضان ..
وتنشغل النساء على حد سواء في القرية أو المدينة ليلة العيد بتهيئة بعض المأكولات التي ستقدم في صباح العيد للضيوف أو ما يعرفون بـ ( المسَلِّمين) بتشديد اللام وفتح السين، على رأسها (كعك العيد) التي تحرص آلاف الأسر على صناعتها وإرسالها لأبطال الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن الأرض والعرض في الجبال والسهول والصحارى والوديان .
اللبس العيدي
وخلال العقود الماضية اعتاد جميع أفراد الأسرة اليمنية ومع إشراقة يوم العيد لبس أفضل ملابسهم وبالذات الجديدة ويتزينون ويتعطرون ويخرج الرجال مع أطفالهم إلى الساحات والمساجد لأداء صلاة العيد فيما تنشغل النساء بتجهيز البيت..
ويفضِّل اليمنيون الملابس الشعبية، فالرجال يلبس كل منهم ثوباً ( قميص مكمم وطويل يصل إلى القدم ) مع جنبية ( خنجر معكوف في داخل خشب مزين بنحاس أو خيوط خضراء مع حزام ذهبي اللون) , ويلبس الشال والكوت وأحيانا يضع عمامة على الرأس..
أما النساء فيلبسن لبسا اعتياديا لأن خروج المرأة مرتبط بلبس البالطو أو العباية السوداء, و يستخدمن الخضاب أو الحناء لرسم نقوش على الأيدي والأرجل
عسب العيد
حب اليمنيين للعادات والتقاليد العيدية يجعلهم يحرصون على أن يهل عليهم العيد وهم بين أهاليهم، فتجدهم يعودون من المدن التي يقطنون فيها إلى القرى لقضاء عطلة العيد , ويأتي ذلك امتدادا للترابط الأسرى القوي الذي يعتبر المحرك الأول للعادات اليمنية في فترة الأعياد.
وهناك عادة اجتماعية مشهورة تعرف بـ( عسب العيد) وهو عبارة عن مبلغ من المال بدون تقدير معين يدفع من قبل الكبير لأهاليه وبالذات النساء والأطفال..
وبحسب المركز اليمني للمعلومات يعد ( عسب العيد) رافدا مهما للأسر الفقيرة التي تقوم بقضاء جزء كبير من ديونها بسبب تكاليف العيد من خلاله..
كما أن التجار والجمعيات الخيرية يعتبرون العيد مناسبة جيدة لتقديم عطاءاتهم للفقراء والمساكين, والتي تشمل غالباً معظم أصحاب الدخول المحدودة.