بلال الحيمي:الأنظمة العميلة تدمِّر كل بوادر النهوض والاستقلال
د. أحمد الغيلي:القدس يجب أن تتصدَّر أولويات العمل العربي الإسلامي
الدكتور علي محمد الزنم:أنظمة الخليج تسعى للتطبيع والقبول بواقع الاحتلال
من أهم الدلالات الإيجابية في مناسبة يوم القدس العالمي هي إحياء القضية في وجدان الأمة لمواجهة كل المساعي التي تهدف إلى طمس هذه القضية المهمة والرئيسية، ومن فوائد هذه المناسبة التعبير عن استعداد أحرار الأمة الإسلامية لنصرة قضيتنا المركزية ،هذا الارتباط بقضية المقدسات له أهمية بالغة في تغيير الواقع والحفاظ على هذه القضية المحورية من محاولات التصفية والتهميش.
“الثورة” استطلعت آراء العديد من الشخصيات حول دلالات إحياء يوم القدس العالمي وهنا المحصلة:
الثورة/عادل محمد
راية الجهاد
أوضح النائب البرلماني الدكتور علي محمد الزنم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أن أنظمة الخليج تسعى للتطبيع والقبول بواقع الاحتلال والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب كما أن هذه الأنظمة العميلة في مواجهة مباشرة مع قوى المقاومة التي ترفض كل أشكال التطبيع والخيانة وتحمل راية الجهاد والكفاح حتى يحقق المولى سبحانه وتعالى النصر الناجز ضد قوى الاحتلال والاستكبار.
وأكد الدكتور علي محمد الزنم أن شعب الإيمان والحكمة أكثر حماساً لبذل التضحية دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
وتابع قائلاً: في يوم القدس العالمي وفي خواتيم الشهر الكريم نتحدث عن أعظم وأقدس قضية تهم العرب والمسلمين وكل أحرار العالم، نتحدث عن مظلومية الأرض والإنسان المسلم الذي جارت عليه قوى الشر والاستكبار العالمي في تحد صارخ لكل قيم الديانات السماوية والقوانين والمواثيق الدولية. ورغم كل ذلك ستظل القدس دوماً عربية وإسلامية وأرضاً مقدسة ترتبط بعقيدتنا الإسلامية كونها أولى القبلتين ومسرى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي كذلك محور صراعنا الأبدي مع اليهود والقوى العالمية التي تدعم هذا الكيان المحتل والظالم والمحاصر لشعب عربي مسلم ومجاهد في سبيل استعادة حقوقه التاريخية، لقد وجدنا أنظمة الخليج أكثر دعماً وحرصا على الكيان الصهيوني وتسعى للتطبيع والقبول بواقع الاحتلال ومصادرة القدس لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بها عاصمة للدولة اليهودية المحتلة وأصبحت هذه الأنظمة في مواجهة مباشرة مع قوى المقاومة التي ترفض كل أشكال التطبيع والخيانة وتحمل راية الجهاد والمقاومة إلى أن يحقق المولى عز وجل النصر الناجز على المحتلين وكل قوى الاستكبار العالمي التي تساندهم.
ونحن في وطن الإيمان والحكمة أكثر حماسا وتضحية ووقوفاً مع القضية الفلسطينية التي هي شرف الأمة وعنوان كرامتها وهي البوصلة التي تميِّز الخبيث من الطيب وتفرز قوى العمالة والخيانة لقضايا الأمة من القوى المجاهدة المؤمنة بأهمية الحفاظ على مقدسات الأمه الإسلامية التي ابتليت بحكام حولوا وجهتهم نحو أمريكا وبريطانيا ويسعون لجعل الكيان الصهيوني واقعاً معاشاً يجب التعامل والتطبيع معه على أعلى مستوى .
لكن ستسقط كل تلك المؤامرات الدنيئة ويبقى صوت الحق وقوى المقاومة للعدوان في اليمن ولبنان وفلسطين وكل الدول العربية والإسلامية التي تعاني من تآمرات قوى الشر وستنتصر بإذن الله -طال الزمن أم قصر – والله يتولى أمر المسلمين بخير وعافية ونشد على أيدي المقاومين بأرض الرباط أرض فلسطين ونقول لهم: لستم وحدكم فهناك في اليمن أو غيره من الدول من يساندكم والقضية الفلسطينية هي قضية أمة والتحرك مسؤولية الجميع ويجب أن تكون قضية العرب الأولى فما يحدث من حروب وشتات واقتتال بين العرب والمسلمين وفي معظم الدول فتن وصراعات وأزمات متلاحقة، كل ذلك بهدف إضعاف دول المواجهة أو ما تسمى بدول الطوق أولا ثم دول محور المقاومة وتشتيت جهود الشعوب والدول العربية والإسلامية في قضايا وحروب بينيه لتصرف الجميع عن قضية القدس وفلسطين وترسخ مداميك الكيان الصهيوني في دولة أبدية عاصمتها القدس الشريف – هذا إن توقف الأمر هنا- إذا لم ينتقلوا إلى تحقيق الحلم الأكبر وهو إقامة دولة إسرائيلية من الفرات إلى النيل، وضع تحت هذا الهدف ألف خط وأسقط عليه أحداث اليوم في الدول الواقعة بين النهرين وما جاورهما .
فهل نعي وندرك حجم الصراع وأبعاده وأهدافه الخفية منها والظاهرة ونلم شتاتنا لنواجه الخطر القادم تارة من الغرب وتارة من الشرق فكل الاتجاهات ملغومة وبحاجة إلى نزع الفتيل والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
مسار النضال
الدكتور أحمد الغيلي – مديرية السبعين دعا الشعوب الرافضة لهيمنة أمريكا وإسرائيل إلى التضامن الكامل مع شعب فلسطين ومتابعة مسار نضال هذا الشعب ضد الغطرسة والتوحش الصهيوني.
وأضاف: يأتي يوم القدس العالمي هذا العام في ظل ظروف مغايرة عن ظروف الأعوام السابقة بسبب تفشي وباء كورونا في مناطق واسعة في شتى بقاع الأرض ورغم غياب الأنشطة والفعاليات الجماهيرية لكن هذا الأمر لن يؤثر مطلقاً في مكانة القضية الفلسطينية في سلم أولويات العمل الإسلامي وضرورة إحياء هذا اليوم بشتى الطرق والوسائل وعبر مختلف وسائط الاتصال والتواصل ولا شك أن يوم القدس العالمي هو يوم لاستنهاض الشعوب وتوجيه بوصلة الجهاد نحو العدو الحقيقي لكل المسلمين.
وهناك مقولة في غاية التركيز لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي- حفظه الله- بهذا الخصوص مفادها أنه ولن يكون مع الأقصى إلا من يعادي عدو الأقصى ولن يكون مع فلسطين إلا من يعادي إسرائيل ويعادي أمريكا.
وقد اتضح ذلك جلياً من خلال صفقة القرن التي تهدف إلى ضرب القضية الفلسطينية في مقتل من خلال تغيير معادلة الصراع العربي – الإسرائيلي وتغييب نضالات قرن كامل من التضحية والاستبسال ضد الوجود اليهودي الصهيوني في العالم العربي والإسلامي.
ودعا الدكتور الغيلي في هذا اليوم كل الشعوب الحرة الرافضة لهيمنة القطب الواحد إلى التضامن الكامل مع شعب العروبة والإسلام في أرض فلسطين المحتلة ومتابعة مستجدات الأحداث ودعم مسار نضال هذا الشعب ضد الاحتلال والغطرسة والتوحش، ولا ننسى في خضم الأحداث المتسارعة التأكيد على أن قضية المقدسات هي قضية إيمانية ولا يمكن تجاهلها مهما كانت الشدائد والعواصف والمحن وهذا الالتزام الإيماني والوفاء لتضحيات الأمة سيكون بإذن الله تعالى فرصة ليرحمنا المولى سبحانه وتعالى ويرعانا بلطفه ويؤيدنا بنصره.
المسؤولية الجهادية
الباحث بلال حسين الحيمي – المعهد العالي للقضاء – تطرق إلى أهمية استنهاض المسؤولية الجهادية لمواجهة العدو الإسرائيلي الذي يشكل التهديد الأكبر الذي يواجه المقدسات الإسلامية .
وقال:يأتي يوم القدس العالمي هذا العام وقد اتضحت الكثير من الحقائق في ظل العدوان العسكري الغاشم الذي تتعرض له اليمن وما تتعرض له سوريا ولبنان والعراق وليبيا من مؤامرات تمزيق وعدوان وحصار بهدف إخضاع الإرادة العربية الصامدة لرغبات وأطماع أمريكا وإسرائيل، والجميع يدرك أن هذه المؤامرات هي ذاتها التي سبق للشعب الفلسطيني أن ذاق مرارتها، كما أن تكرار هذا السيناريو يؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن أعداء الأمة هم أمريكا وإسرائيل، وأن النظامين السعودي والإماراتي هما مجرد أدوات لتنفيذ أجندة الاحتلال وتدمير كل بوادر النهوض والاستقلال على الصعيد العربي والإسلامي، ومن هذا المنطلق من المهم أن ندرك أن الهدف من المؤامرات التي تدور رحاها على رأس هذه الأمة هو النيل من عزتها وكرامتها ومصادرة مقدساتها.
لقد عانت القضية الفلسطينية كثيراً من حالات التغييب والإهمال والتهميش، لذلك فإن يوم القدس العالمي هو منطلق لإحياء هذه القضية المحورية وأهمية أن تعود إلى دائرة الاهتمام، وفي ومقابل المساندة الأمريكية لهذا العدو الغاصب فإن المسؤولية الجهادية تحتم علينا التحرك لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكل التهديد الأكبر لمقدسات الإسلام والمسلمين.