“عيد بأية حال عدت يا عيد”

 

يستقبل اليمنيون عيد الفطر المبارك هذا العام وهم يتمثلون قول البردوني “عيد بأية حال عدت يا عيد … بما مضى أم بأمر فيك تجديد”، فالعدوان والحصار ما زالا مستمرين وأوضاعهم المعيشية تزداد سوءاً ومرتباتهم مازالت منقطعة ، والفرحة التي كان يستقبلها اليمنيون تحولت إلى وجع كبير ، فمعظم اليمنيين غير قادرين على رسم الفرحة لدى أطفالهم وأسرهم وشراء ما يلزمهم من ملابس ، أما جعالة العيد فقد أصبحت من ذكريات الزمن الجميل بالنسبة لغالبية الأسر اليمنية ، أضف إلى ذلك انتشار فيروس كورونا ، والذي سيلقي بظلاله على الزيارات والمعايدة بين الأهل والأصدقاء ، فعيد أهل اليمن يأتي في ظل أوضاع أكثر سوءاً من الأوضاع التي شهدوها في الأعياد الماضية.
ورغم أن العيد يمثل فرحة للأطفال في جميع دول العالم إلا أن الحال في اليمن مختلف جداً فأغلب اليمنيين عاجزون عن شراء ملابس العيد لأطفالهم، وهذا ما يؤكده أحد المواطنين لـ”الثورة” عند سؤاله عن كسوة أطفاله والذي أجاب بكلمات تملأها الحسرة قائلاً ” لا لم نشتر لهم شيئاً فأنا لا املك النقود لشراء ملابس لخمسة أطفال ، مؤكداً انه ينتظر إحدى الجمعيات الخيرية التي أعطته كسوة لأطفاله العام الماضي.
أما جعالة العيد فرغم كثرة المعروض منها في الأسواق إلا أن هذه الأسواق تشهد كساداً وإقبالاً منخفضاً مقارنة بالأعوام السابقة بسبب الارتفاع الخيالي في الأسعار وهو ما جعلها بعيدة عن متناول غالبية المواطنين الذين أضاف العيد وجعاً إلى وجعهم المستمر منذ خمس سنوات بسبب انقطاع مرتباتهم ووضعهم المادي الصعب .
فالأسعار لم تعد كما في السابق وارتفعت بصورة جنونية هذا العام فمثلاً سعر الكيلو الزبيب الصيني أصبح بثلاثة آلاف ريال بعد أن كان سعره بألف ومائتي ريال والزبيب البلدي يتعدى سعره الثمانية آلاف ريال وحب العزيز 2500 ريال ، اما اللوز والكاجو فقد ضرب أرقاماً قياسية في الأسواق متعدياً العشرة آلاف ريال للكيلو الواحد ، أما المكسرات فأغلب المواطنين قد نساها منذ زمن ولم تعد في قائمة مشترياته اليوم .
وفي ظل ارتفاع الأسعار عزف الكثير من المواطنين عن شراء جعالة العيد واكتفوا بالنظر فقط للأصناف المعروضة في الاسواق حيث تشهد هذه الأسواق كساداً لم تشهده في أي عام مضى وهو ما يؤكده التاجر علي غيث أحد التجار في سوق الملح لـ”الثورة” والذي يقول: إن نسبة الاقبال على شراء جعالة العيد انخفض هذا العام عن الأعوام السابقة بنسبة 50 % رغم كثرة المعروض إلا ان المواطنين يكتفون بالمبايعة فقط .
المواطن علي مفرح يقول لـ ” الثورة ” انه ذهب بمبلغ عشرة آلاف ريال ليشتري جعالة العيد وتفاجأ بالأسعار واكتفى بشراء زبيب وحب العزيز وبعض الحلويات .
أما المواطن علي الخالدي فيقول: انه لن يشتري جعالة العيد هذا العام لأنه لا يملك ثمنها .
لا زيارات ولا تجمعات
من أبرز العادات والتقاليد اليمنية في العيد انه يأتي كإحدى المناسبات التي يبرز فيها مدى الترابط والتواصل داخل الأسرة والمجتمع اليمني المتمسك بأصالته وجذوره الضاربة في أعماق التاريخ ، حيث يحرص اليمنيون على العودة إلى جذورهم في العيد، فكثير من المسافرين خارج اليمن يعودون إلى اليمن ومن يقطنون في المدن من أبناء الريف يعودون إلى قراهم لقضاء إجازة العيد, وذلك بسبب الترابط الأسري القوي الذي شكل عامل الدفاع والمحرك الأول للعادات اليمنية التي تبرز واضحة خاصة في فترة الأعياد، لكن هذه المرة الوضع مختلف جداً بسبب انتشار فيروس كورونا وهو ما سيفقد العيد هذا العام نكهته حيث سيلزم معظم اليمنيين منازلهم خوفاً من انتشار الفيروس خلال هذه الزيارات العيدية والعمل وفق الإجراءات الاحترازية التي تقضي بضرورة التباعد ومنع التجمعات ومنها تجمعات الأهل والأقارب خلال أيام عيد الفطر المبارك .

قد يعجبك ايضا