التطبيع مع القدس والمسجد الأقصى
زيد البعوة
في الزمن الذي كشفت فيه الحقائق وتساقطت الأقنعة وأعلنت بعض الأنظمة العبرية وليس العربية عن التطبيع العلني والمكشوف مع الكيان الصهيوني في شتى المجالات سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وحتى ثقافياً وفنياً كما هو الحال بالنسبة للنظام السعودي والنظامين الإماراتي والبحريني إلا أن الشعب اليمني يصر على موقفه الثابت الذي لن يتغير مهما كانت الظروف والتحديات وهو قضية فلسطين والمسجد الأقصى القضية الأولى والأساسية لهذا الشعب الذي يعلنها صراحة لدول العالم انه يطبع علاقاته في شتى المجالات مع المسجد الأقصى وفلسطين شعباً وجغرافيا.
وفي يوم القدس العالمي يوم التمييز الذي يتميز فيه الموالي لحائط المبكى والموالي لقبة الصخرة يعلن اليمن قيادة وشعباً تمسكهم بقضيتهم الأولى فلسطين ليس فقط في يوم القدس لأن كل أيامهم ولياليهم هي للقدس ويشهد على صدق ذلك مواجهتهم لأعداء القدس ومبادرة قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك الحوثي التي قدمها بشأن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لدى النظام السعودي مقابل الإفراج عن طيار وأربعة ضباط سعوديين ليس هذا فحسب بل أن الشعب اليمني يعلن التطبيع مع فلسطين والمسجد الأقصى قولاً وعملاً رضي من رضي وغضب من غضب كيفما كانت الصعوبات والمشاق والمتاعب وهذا بالنسبة لليمنيين مبدأ لا يمكن التراجع عنه.
وفي الوقت الذي تسعى بعض الدول العربية العميلة إلى تعميم ثقافة التطبيع والتنصل عن فلسطين والمسجد الأقصى تحت عنون فلسطين والقدس ليست قضيتنا يعلن الشعب اليمني للعالم اجمع أن القدس وفلسطين قضيته الأولى وعندما يعلن الشعب اليمني عن رفضه وإدانته واستنكاره للتطبيع مع إسرائيل ويعلن أن القدس وفلسطين هي قضيته الأولى ويحيي يوم القدس العالمي ويعلن عن استعداده عبر قيادته عن نصرة فلسطين بكل ما يستطيع عسكرياً وسياسياً واقتصادياً رغم الظروف التي يمر بها الشعب اليمني الصامد بسبب العدوان والحصار فهذا يدل على أن الشعب اليمني على علاقة ومسافة قريبة جداً من المسجد الأقصى وفلسطين عكس الآخرين بل أن الشعب اليمني هو الأقرب والأصدق مع القدس وفلسطين
فلسطين هي بوصلة المؤمنين الصادقين وبوصلة العرب الأحرار وهي قضية من لا يزالون على فطرتهم السليمة التي فطرهم الله عليها ولم تلطخهم الخيانة وعار التطبيع مع أعداء الإسلام والمسلمين، فلسطين هي قبلة الأحرار الذين يؤمنون بمن أسرى به الله إلى المسجد الأقصى ويؤمنون بسورة الإسراء وبما جاء فيها من وعد إلهي لا بد أن يتحقق فلسطين ليست مجرد قضية عربية فقط بل هي قضية إيمانية وتحريرها من الاحتلال الصهيوني من مبادئ وقيم الدين وهدف من أهداف المجاهدين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وفلسطين هي القضية التي تغربل المواقف وتميز الصادق من الكاذب والعميل من الأصيل.
فلسطين والمسجد الأقصى بالنسبة للشعب اليمني جزء لا يتجزأ من إيمانهم وتحريريها هدف من أهدافهم الجهادية ومسؤولية لا بد من القيام بها وثقافتهم القرآنية ومشروعهم العظيم يربيهم على ذلك وقيادتهم تقودهم وتربيهم على هذا الأساس، فهي قضية جوهرية متجذرة في أنفسهم رغم ما هم فيه من مشاكل وفتن وصراعات مع أعداء القدس وفلسطين ولكنهم قد حسموا أمرهم واتخذوا قرارهم الأخير الذي لا تراجع عنه وهو المضي قدماً نحو الأقصى مهما كانت الصعوبات والتحديات وثقتهم بالله عالية انه على نصرهم لقدير.