كيف ذبحت الوهابية الإسلام وكيف قتل النفط العروبة؟! (6)

 

عبدالله الأحمدي

حرص حكام الوهابية النجدية منذ البدء وفي كل المراحل على إزاحة الإسلام المحمدي من على أرض الجزيرة، وأي مكان وصلت إليه سلطتهم الدموية.
في الدرعية بدأوا باغتيال شيوخ الدين المناوئين للوهابية وإرهاب المسلمين التابعين لهم، ثم ثنوا بشيوخ القبائل غير المؤيدين لهم بقتلهم وهدم بيوتهم وإحراق مزارعهم.
واعتبرت سلطة بني سعود الوهابية سكان الجزيرة العربية كفارا خارجين عن الملة، وعليه أجازت استباحة دمائهم وأعراضهم وأملاكهم، وأقاموا حكما دمويا إرهابيا خارجا عن الإسلام المحمدي الرسالي. ويفخر بنو سعود بالقول: (لقد أخذناها بقوة السيف).
لقد قامت مملكة الوهابية على القتل والاغتصاب والغدر والعمالة للغرب؛
اغتصبوا ملك آل رشيد وتوسعوا على حساب ممالك الحجاز واليمن وسواحل الخليج الفارسي، بل لقد اقتلعوا الإسلام، وأتوا بدين ما انزل الله به من سلطان.
الدولة الوهابية الأولى قامت بارتكاب مجازر بشعة يندى لها جبين التاريخ،
وفي الدولة الوهابية الثانية التي أقامها الهالك تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في العام ١٨٢٠م ارتكب الوهابيون سلسلة من المذابح والتعذيب والتشريد في حق المسلمين في الجزيرة وخارجها.
وقد سطرت دولة بني سعود الوهابية الثالثة صفحات دموية ولازالت، والتي بدأت باحتلال الهالك عبدالرحمن بن عبدالله مدينة الرياض عام ١٩٠١م بقتل حاكم الرياض ابن عجلان من آل رشيد غدرا مع أصحابه، والتمثيل بجثثهم وارتكاب جرائم تقشعر لها الأبدان.
ومن الرياض انطلقت عصابات الإخوان (جيش الإخوان) للفتك بسكان الطائف ومكة وعسير ووادي الدواسر.
احتلوا مكة المكرمة في العام ١٩٢٥ ونهبوا المدينة وعبثوا بالحرم وغيروا شيخ الحرم بأحد الوهابيين، ثم انطلقوا نحو المدينة.
كل ذلك تم بمساعدة الدولة البريطانية التي كانت تشرف على تحركات بني سعود في جزيرة العرب وتبتغي من ذلك إنشاء دولة تقر بإعطاء فلسطين لليهود وتحمي المصالح الاستعمارية وتتآمر على الإسلام وتغدر بالمسلمين. وهو ما تم فيما بعد من قبل الهالك عبدالعزيز.
المهمة الرئيسية لحكم بني سعود – سابقا ولاحقا – هي خدمة الأسياد من دول النصارى واليهود، وخدمة شهواتهم، ولا كرامة للإنسان في قاموس بني سعود.
يذكر المناضل ناصر السعيد في كتابه (تاريخ آل سعود) إن عدد الذين هربوا وشردوا من بلاد الحرمين زاد على ثلاثة ملايين نسمة منذ حكم الهالك عبدالعزيز كما زاد عدد من قطعت أيديهم عن خمسة وسبعين ألفا، وزاد من تم جلدهم في الشوارع عن نصف مليون نسمة، كما ذاد عدد الذين رجموهم عن عشرة آلاف، أما القتلى فقد زادوا عن مليون نسمة.
ومنذ العام ١٩٠١م لم يمر يوم سبت، أو جمعة إلا وشهدت أبواب المساجد والساحات العامة أيدي وأرجلاً تقطع ورؤوساً تخلع.
في وادي الدواسر قتلوا المسلمين وهم يؤدون صلاة الفجر، وهدموا عليهم المسجد وأحرقوا جثثهم بالنار التي أوقدوها بسقوف المساجد المهدومة على المصلين، ثم توجهوا لنهب بيوت المواطنين.
وكانوا يقطعون أصابع أرجل الأطفال وأيديهم، ثم يقطعون أرجلهم ويتركونهم يموتون ببطء، كما قاموا بفقء عيون الأطفال بالخناجر واغتصبوا النساء باعتبارهن نساء كفار، وتلك عادة درجوا عليها في كل المناطق التي احتلوها.
كافأ الهالك عبدالعزيز المجرم عبدالعزيز إبراهيم الذي قتل الحجاج اليمنيين في وادي تنوية بتعيينه أميرا علي المدينة المنورة، فبطش بأهلها وقتل علماءها، وهدَّم آثارها الإسلامية، ومنها المساجد التاريخية، وقبور الشهداء ولم يبق على أي معلم إسلامي.
وأينما حلت عصابات بني سعود حل القتل والنهب والاغتصاب، وهدم الآبار وإحراق النخيل.
لقد بلغت الجرأة والغرور بالهالك عبدالعزيز أن يمنع المسلمين من أداء فريضة الحج لسنوات، ولولا ضغط المسلمين في العالمين العربي والإسلامي لاستمر هذا المنع حتى اليوم.
لقد حاربت الوهابية السعودية الإسلام، وأقامت في بلاد الحرمين جحيما لم يشهد له التاريخ مثيلا فاق النازية والفاشية، وما زال مستمرا حتى اليوم.

قد يعجبك ايضا